22 ديسمبر، 2024 5:33 ص

اللون الأسود في عراق اليوم !

اللون الأسود في عراق اليوم !

ارتداء الملابس وتحديدا التركيز على أحد الألوان كما هو معروف تعبير عن حالة تنتاب الإنسان من فرح إلى حزن وهذه موجودة في كل المجتمعات وتختلف باختلاف المجتمعات ولو إن الاختلاف يكاد يكون قليلا ، فاللون الأسود يدل على الحزن والاحمر على الفرح وهكذا دواليك ، لكن في عراقنا أمتزج اللون الاسود تارة بالحزن وتارة بإرهاب الناس ( الإرهابيون على أنواعهم ) ومرة أخرى بقيافة عسكرية ، فالذاهبون سيرا على الأقدام لزيارة أحد الائمة يلبسون السواد وهذه حالة طبيعية ولكن حثالة المليشيات أيضا يرتدون السواد ومعهم غلمان القاعدة يرتدون نفس اللون ورجال السوات ( قوات الاقتحام ) يرتدون اللون الأسود وليس هذا فحسب وإنما حتى شباب الايمو دخلوا على الخط بقوة ، السؤال هنا هل هذا اللون أصبح سمة تميز من هو شاذا في تصرفاته أم إنها حالة سيكولوجية غايتها إرهاب الناس ، فالإرهابيون بكافة أنواعهم ( مليشيات شيعية وسنية ) شاذون ورجال السوات أيضا شاذون والايمو شاذون ولكن كل واحد من العناوين أعلاه شاذ بطريقة تختلف عن النوع الاخر ، فغلمان القاعدة يستلذون بالقتل ويبحثون عن المتعة بقتل الأبرياء يشاطرهم بهذا الشذوذ حثالة المليشيات والحقيقة إنهم أكثر الناس جبنا والدليل إنهم لم يدخلوا في معركة أو في مجابهة مباشرة وهذا دليل جبن الشريحتين ، أما شذوذ قوات السوات أقل ضررا من شذوذ العناوين أعلاه ولكن بتصرفاتهم وفي عملهم نراهم شاذون أيضا فالفرق الكبير بين استخدام القوة المفرطة في حالة الهجوم وبين الهروب السريع في حالة الدفاع تعتبر حالة شاذة ، ولمعرفة تفسير مفردة الشذوذ نقول أن الشذوذ هو الخروج عن المألوف ومن يخرج عن المألوف يكون شاذا وهؤلاء خرجوا عن المألوف الإنساني ، أما الايمو فلا حاجة لتوضيح شذوذهم فهم معرفون ولكن نقول أن اللون الأسود أصبح هوية للشذوذ باستثناء أرتداء النساء لهذا اللون بعد وفاة الأقرباء والأهل وفي محرم الحرام ، يفترض بساستنا أن يدخلوا على خط الموضة باللون الأسود لأنهم أيضا شاذون وشذوذهم إنهم خارج المألوف وأقصد خارج (  المألوف السياسي ) فيما لو تمت مقارنتهم بكل ساسة العالم ومن هذه الفكرة نقترح على ساستنا أن يكون الزي الرسمي لهم هو الطقم الأسود مع الرباط الأسود والقميص الأسود وهم مخيرون بين ربطة العنق باللون السماوي ( تقليد صهيوني يدل على فكرة دولة اليهود التي تكون من النيل إلى الفرات وبين النهرين نجمة داوود كما هو علم الدولة اليهودية ) أو الابتعاد عن ربطة العنق كما يفسرها ساسة إيران والاخوان بانها تمثل الصليب النصراني ، الحقيقة التي أراها إن ساستنا يستحقون لبس السواد لأنها تعبير صادق عن خفايا قلوبهم وتصرفاتهم وهم كما أسلفنا شواذ بامتياز وكما ذكرنا إنهم خارجون عن المألوف لأن العالم لم يشهد ساسة في كل مراحل التاريخ المكتوب مثل ساسة المنطقة الخضراء وفعلا يستحقون تماثيل ودراسات مستفيضة وسوف تدخل أيدولوجياتهم وأخلاقهم وتصرفاتهم وسرقاتهم إلى الاكاديميات السياسية ولو بعد حين تحت عنوان (سياسي شاذ) هنيئا لكم السواد الظاهري والباطني وكم نحن فرحون لأن أجهل الجهلاء في عراق اليوم أكتشف بدون تعب فكري حقيقتكم الناصعة ولكن ……..باللون الأسود  .