ان كلمة ( لوكي ) هي اكثر استخداماً في العراق ، وهناك من يجيدها ويعرف كيف يستخدمها ليصل من خلالها الى مبتغاه وهدفه المنشود . وهذه الصفة ، صفة (اللوكي) تعتبر ذميمة وتلتصق باخس الناس ، والمجتمع من ناحيته لا يحترم من كانت هذه صفته وديدنه ، اما علماء النفس فيعدون الشخصية (اللوكية) هي شخصية مركبة وتعاني من نقص وحرمان اضافة الى انها شخصية مهزوزة لا تمتلك القدرة على مواجهة الصعاب والاحتمالات وكذلك الصدمات ، فتذهب الى الشخصية التي تفوقها او التي تترأس عليها تروم التملق والتقرب اليها في سبيل رضاها وكسب ودها ، وبالتالي حصولها – أي شخصية اللوكي – مبتغاها . وبتعبير آخر ان (اللوكي) دائماً ما يكون قليل الحياء غير عابه بما يجري من حوله من امور بقدر ما تعنيه مصلحته الذاتية .
وان (للواكه) عدة مستويات ، فضلاً عن المستويات او الصفات آنفة الذكر ، فليس من الثابت دائماً ما يكون اللوكي هو من الرعية وعامة الناس ، بل قد يكون بمنصب وزير لكنه (يتلوك) الى رئيس كتلته ، او برلماني و(يتلوك) الى رئيس البرلمان او حزبي كبير و(يتلوك) الى رئيس حزبه ، وهذا (اللوكي) قد يكون اكثر وعياً وثقافة ومعرفة وحامل شهادة اكاديمية ، ومع ذلك (يتلوك) الى رئيس حزبه المنتمي اليه ، ورئيس هذا الحزب ليس بالضرورة ان يكون منتخباً بقدر ما يكون معيناً ، وانه اخذ منصب رئاسة الحزب بالوراثة ، كما حدث في بعض احزابنا العراقية تماماً .
قبل اسبوع من كتابة هذا المقال قرأت خبراً في جريدة (المدى) مفاده ان دولة رئيس الوزراء قام بتسفير قيادي بعثي شيخ عشيرة الى تركيا كان مريضاً وقد تكفل بتبعات كل ذلك من مصارف وغير ذلك ، بحسب الخبر الذي ذكرته الصحيفة المذكورة وعلى صفحتها الاولى . وقد يكون هذا الامر يدخل او يصنف من الباب الذي ذكرناه بداية الحديث .
ان مصطلح (اللوكي) قد انتشر في السنوات الاخيرة بشكل مكثف جداً ، فالموظف الصغير (يتلوك) الى الموظف الكبير والسكرتير (يتلوك) الى المدير العام ، والمدير العام (يتلوك) الى الاعلى منه الى ان وصل الحال ان المراجع الى اي دائرة حكومية ، ومهما تكون منزلة هذا المراجع الاجتماعية ، انه راح ( يتلوك) الى الفراش (اوالجايجي) او بائع الفلافل المتواجد محله الصغير قرب الدائرة المذكورة ، (يتلوك) الى كل هؤلاء في سبيل التوسط الى المسؤول الكبير صاحب المعالي حتى يضع توقيعه الكريم على معاملته لانه جزع التأجيلات والمواعيد ، والصعود والنزول من طابق الى اخر لكن دون جدوى ، بعد ان اصبح تعاطي الرشوة سمة عامة الى مجتمع اليوم ، بعد ان كانت حراما ، وعيباً ، وقلة حياء ، ومثلبة ، وهذا يعود للظرف السياسي وللعملية السياسية التي تدار خطأ .
وبعد هذا على من يقع اللوم ، على السياسي ، على (اللوكي) ، على الظرف الحالي ، لكنني متشاؤم جداً لان اللواكة قد تصبح ظاهرة عامة ، وبعضهم قد يستغل الامر فيؤسس حزباً باسم حزب اللواكة فيفوز في الانتخابات النيابية .