إقتصر إهتمام كليات الإعلام وأقسامه ، منذ السبعينات ، على الإهتمام بتوضيح مهام الإعلام ووظائفه وأشكاله ونظرياته ، وأغرقت بحوث الإعلام ومؤلفاته النظرية نفسها في توضيح كيفية إعداد الخبر والتقرير الصحفي والتحقيق الصحفي والاذاعي والتلفزيوني والمقال الصحفي والعمود ، ولم يجد الإعلام الأمني له مكانا منذ ذلك التاريخ ، ربما إلا بعد أعوام 2014 وما بعدها ، وكانت فترة تولي اللواء الدكتور سعد معن ، منذ أن كان برتبة عميد ، مهمة إدارة مكتب العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية أولى لبنات من أرسى دعائم الإعلام الأمني، وفتح له الآفاق الواسعة لكي يجد له مكانا مهما ، حتى أبدع الرجل مع ضباطه ومنتسبيه الذين إختارهم بعناية ، ليكوتوا أحد الأدوات المهمة والفاعلة لتحقيق هذا الحلم، وإرساء معالم إعلام أمني لأول مرة .
ومن تلك المؤهلات التي ساعدته لتولي كل تلك المهام ،القدرة على إمتلاك المعلومة الأمنية في وقتها المحدد ، والاطلاع المستمر على مجريات الأوضاع الأمنية عنكثب، في سني تحدي الإرهاب وأشكاله المختلفة ،وبسرعة بالغة لحظة وقوع الحدث، حتى تجده حاضرا،وهو يبلغك بتفاصيل ما يحدث ويحلل عناصره وأسبابهوأهدافه، وهو يحاول قدر الامكان التخفيف من حالةالذعر والارباك في المواقف الحرجة، عندما يستعرضأحداثها للإعلام ، وبخاصة عند وقوع احداث أمنيةتؤدي الى خسائر بالغة، فيظهر الرجل توازنه فيالتوجهات الاعلامية ، بحيث لايجعل الفبركة والاختلاقوالمبالغة تأخذ طريقها لتقوم بتضخيم الحدث أو تهولمن وقائعه، إنطلاقا من إدراكه أن وراء كل فعل رد فعل،ولابد للضابط النبيه ان يحاول قدر إمكانه إعطاء وقائعأقرب الى الحقيقة ، دون ان يخفي الوقائع او يمارسلعبة التضليل ، لانها سرعان ما تنكشف ، وهو يدرك إناعطاء قسط كبير من الحقيقة عن بعض الوقائع الأمنيةوبحيادية يضفي عليه المصداقية ويجعل أمر تقبل مايعرضه أزاءها من احداث قابلا للتصديق ، ويخلقاجواء من الثقة مع الجمهور والشارع عموما، وهو يدركأن أي كلام يدخل في دائرة المبالغة والتهويل منأوساط الرأي العام ومن بعض وسائل الإعلام التيتبحث عن (الإثارة) بهدف لفت الأنظار، ما يؤثر ذلكعلى معنويات المواطنين ، ويوفر للجهات الارهابية مهمةان تكون ضرباتها أكثر وقعا ، وقد أحدثت التأثيرالمطلوب في إرباك الوضع الأمني.
لقد كانت مديرية العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية ،التي يرأسها اللواء الدكتور سعد معن ، المكان المناسب لولوج ميدان الإعلام الأمني ، وقد جمع بين مهمتين أساسيتين في هذا المجال العلاقات العامة وهي مجال حيوي من مجالات العمل في وزارة الداخلية وكذلك الجانب الآخر والمهم، وهو الإعلام الأمني ، وكانت كتبه ومؤلفاته طوال تلك السنين وما وظفه من كفاءات وكوادر إعلامية وخبرات في الحرب النفسية والإشاعة ووضع لبنات إذاعة خاصة بالوزارة وصحيفة ناطقة بإسمها حتى أسهم بكل هذا الجهد الإعلامي الأمني الكبير، ما يعد فعلا مؤسس الإعلام الأمني وواضع أركانه وأسسه وتوجهاته ومناهجه ، إن صح التعبير.
ويتخيل اليك عندما تسبر أغوار مكتب مديرية العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية أنك أمام أكاديمية تؤسسلدائرة الإعلام الأمني والحرب النفسية بكل فروعهاوتوجهاتها ودوائر اختصاصها، وقد وضع الرجل علىرأس كل تلك الاقسام ضباطا من مراتب عليا وكوادروخبرات أكاديمية وأمنية مجربة ، حصدت كل تلكالنجاحات المبهرة في مجال الإعلام الأمني والعلاقاتالعامة مع الأوساط الشعبية والاكاديمية والنخبالمثقفة ، فكانت بحق مثالا لتطور نوعي وقيمي يرتقيبتلك المهمة وهي الإعلام الأمني وفي مواجهة الارهابالمتعدد الاشكال ، خطوات متقدمة الى الامام.
لقد أسهم اللواء الدكتور سعد معن في رفع شأن دائرةالعلاقات والإعلام بوزارة الداخلية لكي ترتقي بعملهاالإعلامي الأمني وتواصلها مع قطاعات الرأي العامالعراقي وسبل مواجهة حملات الحرب النفسيةوالاشاعات وسبل التوغل في أعماق النفس البشريةفي الجانب التخصصي النفسي الاجتماعيالاعلامي، وللرجل ، كما يشهد الكثيرون ، الفضلالريادي بأن تصل تلك المديرية المتقدمة في العملوالتوجهات وأساليب المواجهة الى المهمة المناطة به على الوجه الأكمل.
وما يشهد له الكثيرون أنه وضع خارطة طريق للعملالأمني، في وزارة لم تكن من إهتماماتها كل هذاالتوسع في العمل الإعلامي الأمني ، وما أن تستعرض أنشطة دائرته حتى تجد نفسك أمام كلية أوأكاديمية متخصصة بعلوم الإعلام الأمنيوالعسكري، يشرف عليها ضباط وكفاءات مهنية عليافي مختلف الاختصاصات الإعلامية والأمنية ، وقدتحولت الى ورشة عمل ، يقوم كل مختص يتهيئةمستلزمات عمله ، وسبل إنطلاقة مشاريع قيادة حملاتحرب نفسية ، وسبر أغوار ميادينها التي تعد عالماواسع النطاق، ويشغل بال مختلف النخب الاعلاميةوالكليات المتخصصة بعلوم الاعلام، حتى راحت كلياتالاعلام ترفدها بالخبرات والكفاءات التي ترتقي بعملهاخطوات متقدمة ونوعية شهد لها الكثيرون بأنها كانتمدرسة واكاديمية ، وقد أبى اللواء الدكتور سعد معنإلا أن يطور أساليب عملها من خلال علاقات واسعة ،أقامها مع مختلف النخب الثقافية والاعلامية العراقيةالتي كانت معينه، بعد إن شعرت ان الرجل يستحق أنيوضع في هذا المكان الحيوي من دوائر الوزارة.
وكم تمنى كاتب هذا المقال ونخب صحفية وثقافية انيرأس اللواء الدكتور سعد معن أكاديمية اعلامية أمنيةمتخصصة ، ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء،لكون ميادينها واسعة وحيوية واستراتيجية ، وهي منوضعت أسس ومعالم وتوجهات مديرية تحولت من دائرةكلاسيكية الى أهم دوائر العراق الأمنية إهتماما بالرأيالعام والتعامل الانساني ، والذي يركز في المقام الاولعلى توجهات مكافحة الارهاب بكل أشكاله ويضعخططا وأساليب متطورة لمواجهتها، وقد نجح في تلكالمهمة المعقدة واوصلها الى مراتب القمم.
ولو استعرضنا مضامين الكتب والدراسات التي أعدهااللواء الدكتور سعد معن خلال السنوات الماضيةوعناوينها الكثيرة ، لوجدنا أنها تعددت مضامينهاالاعلامية والأمنية، منذ أن كان الناطق الاعلامي بإسمقيادة عمليات بغداد وزارة الداخلية، وهو الذي أرسىدعائم نظرية وعملية مهمة للاعلام الامني ووضع لبناتمن يختص بالناطق الإعلامي الامني، ويوزع أبوابعمله ومهامه لتجمع بين مهام الاعلام والعمل الأمنيوالحرب النفسية ، وبضباط وكفاءات قادت المهمة الموكلةاليها، فكانت بحق رائدة لعمل أكاديمي وبحثي علميومهني ارتقى بميادين العمل الأمني ، الى مستوىعال، بعد أن امتلك هؤلاء القائمون عليها من الخبراتوالمهارات ، ماوفرت لها سبل النجاح وتحقيق نجاحاتمتقدمة في اختراقات مهمة ، إستطاعت أن تعينالمؤسسات الامنية والعسكرية بما يعزز عملها نحوالافضل.
وربما كانت أحدى المهام الكبيرة لهذا المكتب خلال فترةحملات المواجهة الصعبة مع وباء كورونا ، قبل عامين ، حيث كانت ملاكات وكوادر وزارة الداخلية ومنهم اللواءالدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارةالداخلية حاضرين في كل إجراءات فرض حظرالتجوال، وهم يتجولون في شوارع بغداد ويتفقدونميدانيا أحوال العديد من أحياء ومناطق بغداد لمعرفةمدى التزام المواطنين بإجراءات الحظر، ويسهمون منخلال الفضائيات ووسائل الاعلام بتذليل أي مصاعبيواجهها المواطنون خلال فترات تطبيق الحظر، ويقيم ندوات اعلامية ويحرص على تطبيق توجيهات وزارة الصحة لكي تضع حدا لإتشار المرض أو تحد من آثاره الخطيرة، وقد نجح الرجل في تلك المهمة مع اللجنة العليا التي شكلت أنذاك لهذا الغرض..
وبهدف تطوير مهمة الإعلام الأمني ورفدها بالخبرات الحديثة كلف الدكتور سعد معن في وقتها، العديد منالمختصين والمهتمين بالشأن الاعلامي والنفسيوالدعائي والعلمي والصحي، لعقد جلسات عمل تضعالخطط والبرامج والتوجهات وتقدم التوصيات التي منشأنها ان ترفد عمل وزارة الداخلية والجهد التوعويوالاعلامي والصحي والبيئي ، الذي يسهم في الحدمن التغلب على أكبر أزمة فتكت ليس بالعراق بل بدولالعالم ، وراح جرائها الاف الوفيات والمصابين وبخاصةفي دول اوربية ودول ضمن المنطقة، التي كانت مصدرالانتشار هذا الوباء ولم يعد بمقدورها مواجهة مخاطرهلانها لم تضع منذ البداية خطط طواريء ، تعيقانتشاره وتطوق هذا الوباء ولم تكن اجراراتها كافيةمما ادى الى تفشي هذا الوباء في دول كثيرة تعدمتقدمة في كل المجالات.
ولم يقتصر عمل اللواء الدكتور سعد معن عل الإشراف على عمل مكتب العلاقات والاعلام وأقسامه ، لكن كانت لها إسهامات كبرى في التنظير البحثي الإعلامي والأمني ، ومن الكتب المهمة التي إصدرها الدكتورسعد معن ، الناطق الإعلامي الأمني ، وكتاب ”التسميم الإعلامي بين الحربين النفسية والاعلامية ” ، الذي صدر في بغداد عن مركز أضواء الإستشاريللدراسات والبحوث ، هو أحد تلك الميادين الحيوية التيتناول فيها موضوعة التسميم السياسي والربط بينالإعلام والتوجهات السياسية ذات الأغراض المعروفة ،والتي تبحث عن وسائل وسبل لتوجهات دعائية،وبخاصة أن العراق يواجه حربا ضروسة تتعدد فيهاالخصوم وأشكال مواجهاتهم ، وبخاصة في المعركة معداعش التي أخذت حيزا كبيرا من هذا الاهتمام.
وقد سلط الباحث في كتابه “التسميم الاعلامي بينالحربين الاعلامية والنفسية “على كيفية إستخداموسائل الإعلام لممارسة الأشكال المختلفة من وسائلالحرب النفسية والمعنوية وكيفية مواجهتها ، بإستخدامالمحطات الإذاعية المسموعة والمحطات الفضائية المرئيةوالمسموعة والصحف والمواقع الألكترونية ووسائلالتواصل الاجتماعي، وكيفية بث برامج وندوات ومقالاتوتحليلات تستهدف تحطيم الروح المعنوية والنفسيةوشن حملاتها الدعائية بإعتماد خبرات متقدمة في هذاالمجال.
كان اللواء الدكتور سعد معن قد انهى دراسة اللغاتوبخاصة الانكليزية في بغداد في التسعينات ، فيوقت كان هو ضابطا في الشرطة على صنف المرور،لكنه واصل دراسته في مجال اخر فيما بعد في كليةالاعلام ، ونال منها البكالوريوس في الاعلام وبعد فترةتقدم للماجستير وبعدها اكمل الدكتوراه في تخصصحقوق الانسان، ذات الصلة بقضايا السجونوالمعتقلات في دوائر وزارة الداخلية، في دائرة الشؤونالعامة التي كانت اخر محطات عمله، ومنها انطلقناطقا اعلاميا بإسم وزارة الداخلية ومن ثم ناطقا بإسمعمليات بغداد، وبقي في هذا المنصب لسنوات.
التأهيل العلمي:
** بكالوريوس اداب لغة إنكليزية (ترجمة) من كليةالتراث الجامعة في بغداد عام 1994
** دبلوم عالي علوم شرطة من المعهد العالي لضباطقوى الأمن الداخلي على الدورة التاسعة في بغداد عام1995
** بكالوريوس أعلام من كلية الأعلام في جامعة بغدادعام 2001
** ماجستير إعلام من كلية الاعلام في جامعة بغدادعام 2007
** دكتوراه إعلام من كلية الاعلام في جامعة بغدادعام 2011
المناصب والخبرات الأمنية
** ضابط مرور من 1995 لغاية العام 2003
** سكرتير وزير الداخلية 2003 -2004
**سكرتير مفتش عام وزارة الداخلية 2004 إلى 2005
** مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة في وزارةالداخلية 2005 إلى 2006
** ضابط العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية2006
**ضابط التخطيط والإحصاء في مديرية المرور العامة2006 إلى 2007
ضابط حقوق الانسان في المديرية العامة للشؤونالداخلية والأمن مكتب الجنوب عام 2007
** معاون مدير قسم حقوق الأنسان عام 2007
** مدير قسم الاعلام في المديرية العامة للشؤونالداخلية والأمن عام 2008
** الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية وعملياتبغداد
** مدير دائرة العلاقات والأعلام في وزارة الداخليةورئيس خلية الإعلام الأمني
تحياتنا لكل جهد وطني إعلامي أمني وطني يرتقيبالعمل الاعلامي الأمني خطوات متقدمة الى الأمام..ويعد اللواء الدكتور سعد معن أحد القامات العراقيةالشامخة التي حظيت بالتقدير والاحترام من ملايينالعراقيين نخبا وكفاءات واوساط شعبية ، بعد أن أقامالرجل علاقات واسعة معهم، وهم يذكرونه بالتقديروالاعتزاز للاخلاق العالية التي يتحلى بها الرجلوكفاءته ومهاراته ، وللابتسامة التي أحبها الجمهورحين يراه وهو في أحلك ظروف المواجهة مع الإرهاببكل صنوفه واشكاله.
تحية منا مرة أخرى لكل كوادر وزارة الداخلية ، متمنينالنجاح للسيد الوزير الفريق أول الركن عبد الامير الشمري في مهمته الجديدة للنهوض بالوزارة الى ميادين أكثر نجاحا وحركية وهو يضع لها خارطة طريق لتطوير أدائها ومهامها نحو الأفضل، ولدائرة العلاقاتوالاعلام واقسامها المتخصصة وعلى رأسهم اللواءالدكتور سعد معن..وأن يوفقهم في مهامهم الملقاة علىعاتقهم، ..مع خالص أمنياتنا لهم بالتقدير والإحترام.