22 ديسمبر، 2024 7:00 م

الله يستر من الايام القادمة

الله يستر من الايام القادمة

اليوم خلي نكعد اعوج و نحجي عدل و خلي  نعوف الكلام المنمق الفصيح ونحجي بالجلفي لان يظهر الجماعة ما يفهمون الحجي الفصيح .. يكولون اهلنا ” كثر الدك يفك اللحيم ” بس اعتقد المسؤولين اللي  يتولون المناصب المهمة بالعراق  ” ليفكهم دك ولا مدك ” لانهم  لزكه و لزكت بزبون العراق  لاهم  كادرين ينقلون البلاد الى  حالة من الرقي والتقدم الذي يشهده العالم  محدودية تفكيرهم  ولا هم  كادرين يدمرون العراق ويرجعونه  ليورة فد  الف او الفين سنه  و كل اللي يكدرون عليه سوونه مثل البعير يشيل ذهب و ياكل عاكول في بلد يتربع على بحر من النفط  اللي صار بلوة علينه  لا احنه شبعانين او لا احنه جوعانين ننظر للعالم بدهشه  وذهول  عبالك احنه من وحوش “الزولو”  اللي يعيشون بمجاهل افريقيا .. و من نطلع للخارج  لغرض التنفيس  تكول عيونه تصير عيون المطيرجية مفتوحه  اكثر من اللازم  نباوع الأعمار وحلوكنه مفتوحه اتكول شاربين ميً الثول ..  ف

ي احدى زياراتي الى تونس  سألني سائق الاجرة  التونسي وهو يسير بسيارته  في شوارعها المنسقة النظيفة وابنيتها الجميلة  “هل عندكم مترو”  قلت له  “يوجد لدينا ثلاثة  والرابع على وشك الافتتاح ”  فقال لي  ” ما شاء الله .. وكيف  هو الجو لديكم ”  قلت له  “جونا ربيع دائم  فهو متوسط  البرودة والحرارة  صيفا وشتاءا اي جونا كمرة او ربيع وحياتنا بمبي ” فقال لي ” ما شاء الله  وكيف هي الاوضاع الامنية عندكم و اخبار داعش  ” قلت له ” لا يوجد  شيء اسمه داعش لدينا  .. 
فهم عدد قليل من  الارهابيين لايتجاوزون اصابع اليد متواجدين على الحدود مع سوريا  وهم تحت السيطرة اما الوضع الامني فهو وضع آمن  ويشعر المواطن العراقي  في ذهابه وايابه بالراحة والاطمئنان على حياته وحياة عائلته وان مايروج من قبل القنوات الفضائية  من عدم وجود استقرار امني مجرد  كلام فارغ  يندرج ضمن اجندات اقليمية حاقدة على العراق تروج لها القنوات الفضائية ” فقال السائق ”  ما شاء الله  ” .. نزلت من سيارة الاجرة وانا  اكتم ضحكة  وما ان ابتعدت حتى   بدأت اضحك على حضنا العاثر الذي  اوقعنا في  خانة الكذب والكذابين  احتراما واخلاصا للعراق  وانا اسير في شوارع تونس  تذكرت يوم  اجبرني حظي العاثر قبل عامين او ثلاثة المرور راجلا  مساء في شارع الرشيد وكم كانت دهشتي  عندما وجدت هذا الشارع خاليا من المارة  مظلما  حتى تخيلت نفسي ادخل في مقبرة  لاتسكنها الا الاشباح  فبدأت سيقاني تتسابق مع بعضها  كأني في سباق الماراثون  لتجاوز المنطقة التي وضعتها تحت خط المناطق  الاكثر خطورة  وما ان اجتزت هذا الشارع حتى تنفست  تنفسا عميقا وحمدت الله على  تجاوز مرحلة الخطر وتذكرت ايام زمان  خلال مرحلة الشباب عندما كنا نسهر في  مطاعم الانس والفرفشة  في شارع ابي نواس

حتى ساعات متأخرة  من الليل  ونسارع الخطى باصرار للمرور في شارع الرشيد  الذي كان وخلال منتصف الليل  يزدان روعة وجمالية  بمحلاته الجميلة ومطاعمه ورواده واضواءه الساطعة  حتى ان البعض من محلاته ومطاعمه تبقى حتى ساعة متأخرة من الليل  والبعض منها يواصل عمله حتى ساعات الصباح ومنها  محل  الحاج زبالة لبيع شربت  الزبيب  .. 
تذكرت  ايام زمان يوم عدت الى البيت  ليلا في غير موعدي اليومي اي قبل الساعة  الواحدة ليلا فقال لي ابي ” اشو اليوم جاي من وكت ” فو مرة من المرات عدت الى  البيت الساعة الخامسة صباحا فقال لي ابي ” ليش ما جبت ريوك من جيت ” كانت بغداد  آمنه  وكان اهلها اكثر طيبة  تربطهم علاقات  اجتماعية  كل ينتخي للاخر .. تذكرت يوم  كنت اسير في سيارتي الخاصة  الساعة الحادية عشر ليلا عندما شاهدت سيارة  تسير امامي في وضع مريب حيث  كانت هناك امرأة تحاول فتح باب السيارة للهرب من السائق الذي كان ممسكا بها فانتابني القلق بشأنها  فهممت لايقاف تلك السيارة  لنجدتها  من احتمال وقوعها في مأزق  حتى اوقفت السيارة  وطلبت من سائقها الترجل بعصبية  لكن ظنوني كانت في غير محلها حيث اتضح  وجود خلاف عائلي بينه وبين زوجته وان ما يحصل امر طبيعي   فاعتذرت  

وعدت ادراجي  الى سيارتي  هذه الذكريات  تشعرني بالمرارة والاشمئزاز لما يحصل اليوم  من عدم وجود تقارب انساني بين  افراد المجتمع الواحد  بعد ان صار المجتمع مجتمع  متفكك  يسوده الشك والريبه  والخشية من المجهول  ..
 وانا غارق في تفكيري قارنت ما يحصل اليوم بما كان يحصل امس وتذكرت وانا اسير بسيارتي الخاصة  ما حصل لي قبل سنوات عندما اوقفني احد عناصر الامن المتواجد في نقطة تفتيش وطلب مني  ايصال رجل وامرأة  طاعنه في السن  على طريقي  وما ان استقلا سيارتي شعرت  بضيق  وعدم رضا خارج عن ارادتي  بسبب  الخوف من المجهول وما ان وصلا الى  مرادهما وغادرا السيارة  وتوارى عن الانظار حتى  راودني شك فهممت  بتفتيش السيارة خوفا من ان يكونا قد وضعا شيء  قد يكون عبوة  ناسفه مثلا  وما ان فتشت السيارة لم اجد شيء يثير خوفي  فعاودت قيادة السيارة وانا اشعر بعدم رضا  من هذا الواقع  المرير الذي نعيشه  واقع  مبني على الشك والريبة من  كل شيء  لكني تمالكت نفسي  وبدأت اردد  وبصوت خافت لاريح ضميري  ” الحذر يقيك الضرر”  .. و الله يسترنا من الايام القادمة