8 مارس، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

الله ومقتدى والاصلاح/الجزء الثالث

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ان انهي لقائي بعد ليلة اقتحام البرلمان، مع مضيفي احد قادة الكتل السياسية، تذكرت انه في بداية الحوار قال ان هناك كتلة واحدة فقط لاتؤيد الاصلاح في العراق، فسالته عنها مذكرا اياه انه وعد بالعودة الى هذا الموضوع، فقال:
* القادة الاكراد هم الوحيدون الذين لايؤيدون اي اصلاح واي خطوة من شأنها تصحيح الاوضاع في البلاد، واعتقد انك وغيرك يمكنكم ملاحظة ان سلوكهم بشكل عام ليس سوى عرقلة اية حركة من شانها تغيير ما موجود؟.. اما اذا سالتني عن السبب فاقول لك، ان القادة الاكراد يعرفون تماما انهم يعتاشون على اخطائنا، ويستريحون بفوضانا، وان تقدمهم واستقرارهم ووحدتهم قام على تمزق وفرقة المكون العربي وعلى عدم استقرار وضعه، انهم كالاخوة الاعداء وعلاقتهم ببعضهم قائمة اساسا على قاعدة (عدو عدوي صديقي) فهم متآخون الان وموحدون لاننا كعرب متفرقون، وكانوا على مدى السنوات الماضية ومازالوا وسيستمرون بالعمل على تنمية الحس الطائفي وخلق المشاكل بيننا كعرب لضمان سيطرتهم على مناطق واسعة وتكريد مناطق اخرى وايصالنا الى مرحلة العجز عن اتخاذ موقف قوي ازاء تصرفاتهم السافرة واستيلائهم على حقوق الاخرين، وقد تستغرب اكثر حين تعلم ان لهم يد طويلة في الارهاب الذي ضرب ويضرب مناطق عديدة في البلاد، لاتستغرب أيضا حين اقول لك اننا استخدمنا الاكراد ايام صدام لتحقيق اهدافنا كمعارضة انذاك، ولكنهم يستخدموننا اليوم لتحقيق الدمار في مناطقنا والتنمية في كردستان، ولكن للاسف لم نتمكن للان من الوقوف بوجه اطماعهم، ولا اعتقد اننا سنتمكن من ذلك في المستقبل القريب، ولهذا تراهم اليوم قلقين جدا من تشكيلات الحشد الشعبي ونموها واكتسابها الخبرة القتالية المطلوبة لانهم يعتقدون انها يوما ما ستوجه ضدهم، وصدقني لولا وجود داعش لما سمحوا لنا مطلقا بتجهيز الجيش واعداده وتدريبه وتنمية قابلياته القتالية واعتقد انك والجميع يتذكر كيف عارضوا سابقا تجهيز الجيش بطائرات مقاتلة حرصا منهم على ضمان بقاء الجيش ضعيفا وغير قادر على اداء مهامه الوطنية، هناك شيء مهم وهو خلاصة الموضوع، الاكراد يعتقدون ان استقرار العراق وتقدمه يعني نهاية احلامهم واطماعهم وهذا ما لايريدون الوصول اليه.. قلت لصاحبي:
* لنعد ثانية الى ماحدث ليلة امس، الجموع التي دخلت الخضراء واحتلت مبنى البرلمان وان كان جلهم صدريين، الا ان شعاراتهم واهدافهم هي اهداف كل مواطن عراقي، ولكني اريد ان اسالك: ما الذي سيحصل اليوم او غدا، هل سيرى المواطن العراقي شيئا مختلفا بعد كل هذا الحراك؟.. اجابني ضاحكا:
* لاشيء، لن يلمس المواطن اي شيء، ليس لاننا لانريد، بالعكس، انما نحن لانملك القرار، اننا مجرد شخصيات على ورق، يوم جئنا مع الاميركان كنا نظن ان بامكاننا ان نقود هذا البلد، ولكننا نسينا اننا بعنا انفسنا لهم منذ كنا في المعارضة، فاصبحنا كما قلت لك كالعاهرة التي سلكت الطريق
على امل انها ستحسن اوضاعها وتتوب مستقبلا، ولكن يوما بعد اخر وجدنا انفسنا وسط رمال متحركة لانستطيع الخروج منها، نحن الان بالضبط كما يقول المثل العراقي ( لانحل ولانربط) ولعلك رايت ليلة امس كيف اننا كلنا الرئاسات الثلاث وقادة الكتل وقفنا صامتين نستمع الى تعليمات السفارة الاميريكية، حتى خروج العبادي الى شوارع المنطقة الخضراء ومن ثم الى مبنى البرلمان لم يكن الا بتوجيه من السفارة الاميركية، لذلك ان كنت تسالني عن الخطوات القادمة فهذا السؤال يجب توجيهه الى سفارتي ايران واميركا، نحن منفذون فقط شيعة وسنة واكراد نحن لسنا سوى ممثلين على مسرح المأساة العراقي..
* والصدر واتباعه والفقراء والمظلومون والمعتقلون والشهداء والارامل واليتامى والعاجزين والعاطلين؟..
* الصدر واحد منا، ممثل اخر في مسرح الجريمة، ولعلك تذكر اعتصامه في الخضراء وكيف ان الناس كلها استبشرت خيرا واملا بتحقيق شيء ما، ولكنه لم يكن سوى منفذا لاوامر، اعتصم اليوم وانسحب غدا مع بعض الامتيازات ، ولعلك تذكر انذاراته المتكررة للحكومة، ففي البداية امهلنا خمسة واربعين يوما، ثم اسبوعين، ثم اثنتين وسبعين ساعة، وهكذا فهو ليس جدي الى الحد الذي يتصوره الناس ولكنه ايضا استطاع تنفيذ المخطط وان كان مكشوفا للبعض، ولكن اتباعه مطيعون الى درجة رائعة..اما الاخرون فلهم الله ولكن من المهم هو ايهامهم بالايمان ان مايجري ثورة وان النتيجة ستكون ثمة اصلاحات مهمة وستحسن من اوضاعهم، ودعهم ينتظرون سنة او اكثر حتى يكتشفوا ان الوزراء الجدد لم يقدموا شيئا ملموسا، ثم يتهم الصدر هؤلاء الوزراء مرة اخرى بالفساد ويقود تظاهرات واحتجاجات جديدة لاستبدالهم، وسنستبدلهم باخرين فهم ليسوا سوى ضحايا جدد على مذبح الفساد والحراك الجماهيري.. بصراحة وبكلمة اخيرة، دع الناس تؤمن بمقتدى الصدر فهو سور اخر من اسوار المنطقة الخضراء، بل لعله السور الاقوى..
ملاحظة:
جرى هذا الحوار افتراضيا، مع احد قادة الكتل السياسية العراقية.. الاسماء والاحداث والاماكن التي ذكرت في الحوار هي من بنات الخيال وليس لها وجود في الواقع، واي تشابه مع اي من الشخصيات والاحداث والاماكن الحقيقية هو محض مصادفة لا اكثر..
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب