23 ديسمبر، 2024 4:59 م

الله وحال العراق !

الله وحال العراق !

الله نور السموات والأرض والنور دلالة على الحركة والتقدم والحياة المفعمة بالتفاؤل والإيمان مقرونة بالإنتاج الروحي والمادي ، والنور هو الذي يجمع الناس ويشدهم إلى بعضهم لحياة أفضل يسودها السلام والحب والاطمئنان وان الخلق جميعاً هم عيال الله أعطاهم من الموارد ما يكفي للجميع ليحيون بكرامة ويسر.
في عراقنا الحبيب يسَخر الله في موارد كثيرة خلاف ما يريد الله فأساس معرفة الله هو التوحيد ومنه يتكامل الناس ومن إفرازاته إن نتوجه جميعاً إليه، أي هو عامل أساسي للوحدة بيننا ومن نتاج الوحدة هو العمل الجماعي الذي لا يحدث تقاطعات فتكون النتيجة عمل متميز ومثمر لكل إفراد المجتمع ،
 ألا انه في ارض الواقع يستعمل الله في موارد تعطيل وشد إلى الخلف فمن جهة يغيَب كجهة رقابية حقيقة مؤثرة على الإفراد والمجتمع من قبل طرح الدولة والخطاب الديني نفسه ! حيث نسمع محاضرة دينية بدون التطرق إلى الله !، وحيث نجد قيادات الدولة لا يكترثون لمعاير العدالة الإلهية ويتشبثون بمصالح فئوية وشخصية مما يجعلهم بعيدين عن الإنسانية والمساواة ولم الشمل ،وهم يحملون ويتاجرون بعناوين دينية هم أولى بالعمل بمضامينها ،وتجد المجتمع المتدين وهو الغالب في عراقنا الحبيب يستعمل الله عذرا جاهزاً لتبرير أخطاءه واتهام الغير وتسقطيه ، ويتناسى العفو والمسامحة وقبول العذر التي هي مضامين إلهية، والمجتمع العراقي يتحمل الموت والعوز وتراكم الضغوط والإحزان ولا يقوم بمظاهرة واحدة لإسقاط وزير فاسد وفاشل وهو مطلب عادل وحق، بل لا يستثمر المناسبات الدينية والوطنية لطرح مطالبيه لعيش حياة كريمة ترضى الله وتخدم المجتمع  وهي سنة نبوية.
 إما على  المستوى الفردي فانا اعرف الكثير من الشباب الذي يميل إلى الركود وعدم العمل بحجة إن انه قدره واختبار لصبره لعدم وجود عمل فيشعر في داخله انه غير مقصر فيركن إلى السبات وهو راضي عن شخصه ولعمري أنها الطامة الكبرى ، إن تعطيل الطاقات الشبابية بعنوان ديني يستلب  الإنسان المبادرة في كل مضامين الحياة ويقوض شخصيته ويجعله تابع ومتقوقع على نفسه،ويصبح عالة على المجتمع وكما تعرفون إن العمل هو مقدس في جميع الديانات ولكنه التأويل السلبي للمضامين ألحقه ، خير الناس من نفع الناس،إننا نحمل الدولة  وقسم كبير من رجال الدين مسؤولية الوضع في العراق، فالتكفيريون يأخذون فتأوي ما إنزال الله بها من سلطان يسرقون حياة أطفالنا وأحبابنا ويتركوننا نعاني عمرنا كله ،والمليشيات الدينية تعتدي وتربك الوضع بفتاوى دينية تصدر من سياسيين ومراهقين سذج!!،والمجتمع بصورة عامة يتداعى فكره إلى الطائفية عندما تذكر الطرف الأخر.
إن المعايير ضربت والثقافة غيرت والدنيا خربت والحال لا يطاق ، لا بد من التغير المبني على الإستراتيجية واستعمال أدوات صحيحة وذات نفع للجميع ، إننا ندعي إلى دولة تحترم الدين  والإنسانية  والمواطنة وتطبق العدالة وتخدم المجتمع بكل أطيافه ولا تفرق بين إفراده ،إننا نطالب إن يفكر الفرد العراقي بأخيه وجيرانه وبكل عراقي ويعامله كنفسه ، فقد إعطانا الله الكثير فنحن الحاجز ونحن الموانع ،إليتنا معقدة ومتشابكة فلنتركها ونتبع درب العمل الجماعي والمحبة المبنية على التسامح والخدمة ، فعندها سنرى العراق غير العراق وسنكتشف كم كنا مخدوعين وكم كنا لا نتمتع بحس قراءة الأوضاع على حقيقتها وسيكون هذا حافز لنا لتعويض ما فات وقضى ، 
إن الله جعل عراقنا زاخر وزاهي بخيرات كبيرة وكثيرة فلنستثمرها للبناء والإزهار معا إلى مستقبل مشرق ، شدوا الهمة واكشفوا عن طاقاتكم ففيكم الطاقات والكفاءات ورجال هم أبناء هذه المرحلة    ولديهم مشروعها وسيروا برعاية الله وحفظه .