18 ديسمبر، 2024 11:29 م

1 ـــ مجرد تسائلات, لا اعتقد انها سترميني في هوة الألحاد. وانا المؤمن, بأن الله واحد لا شريك له, ينقصني فقط, الأيمان بوظيفة الوسطاء بين الله وعباده, وما دام الخالق واحد, فلماذا لا تتوحد البشر بوحدته, من خول الوسطاء ان يحدثونا باكثر من كتاب مقدس, لا يتفقون على تفسيرها, وكل منهم يلغي الآخر, في الوقت الذي يمكنهم التوحد في صدق الأيمان, وان كانوا يمثلون الله على ارضه, فلماذا يشعلون فيها حرائق الفتن, من اجل السيطرة على عقار الآخر, فيصبح الله الواحد في السماء, متشظياً خلف الوسطاء, موزعاً على اكثر من دين, تفترسه المذاهب على الأرض, اذن في هذه الحالة, اصبحت حقيقة الوسطاء مثقوبة بالشك والريبة, وعليهم ان يبحثوا عن شعوب غبية لتتبعهم, وهذا ما يحصل الآن على الأرض, بشاعات يرتكبها الوسطاء, كل من متراس مذهبه, ويتركون الرب واحداً وحيداً, لا يصغي له, الا من في رأسه عقل وفي قلبه ايمان.

2 ـــ مئأت الأديان موزعة على ارض الله, حولها الاف المذاب وملايين المراجع, جميعها تدعي تمثيل الله واحتكاره, فاخذت قيم السماء منحاً قومياً طائفياً وطبقياً, فما الذي استبقته الأديان والمذاهب من وحدانية الرب, وماذا استبقت القاب شلل الوسطاء والمراجع, من اسم الله, حتى جعلوه بحاجة الى نصير ومعين, يوقيه من نزق وعبثية الوسطاء, فاصبحت االأديان وجهين, لعملة الجياع واللصوص وكذلك الجهلاء والمحتالين, ولا علاقة للسماء بما يحدث على الأرض, من كراهية وصراعات واقتتال, كل يفترس الحياة بأنياب مذهبه, مجزرة دوافعها المصالح القومية والطبقية, حطبها الفقراء والجهلاء, ولا علاقة للقيم, سماوية ام وضعية في تفصيلات الأبادات التاريخية.

3 ـــ لو اخذنا الدين الأسلامي نموذجاً, ودخلنا في متاهات الصراعات الدموية بين مذاهبه, فسوف لن نجد اشكالية جدية, بين مواطن شيعي وآخر سني, ويمكنهم التعايش حول مشتركاتهم المصيرية, ما يحدث من تكفير وصدامات, محصور فقط بين وسطاء ومراجع المذهبين, من اجل حصة الأسد في السلطات والثروات والوجاهة, الأحداث الدموية المؤسفة, التي حدثت وستحدث, بين الشيعة والسنة في العراق, والتي راح ضحيتها الألاف من بسطاء الأمة, تقف خلفها مصالح دنيوية, لمن ينتحل تمثيلهم امام الله, كذب تاريخي يمضغ حاضر ومستقبل المكونات العراقية, عندما فتحت امريكا عام 2003, ابواب الأرتزاق امام دونية ودنائة, احزاب الأسلام السياسي, شيعية وسنية, سقطت الأقنعة عن العمائم واللحى, وتمدد التلوث المذهبي, الى اعمق وابعد نقطة بين مفاصل المجتمع العراقي, فكانت الكراهية والفتن والتمزق والموت المجاني, قدر البسطاء والمغفلين من مستضعفي الأمة.

4 ـــ تجربة العراقيين مع احزاب الأسلام السياسي, مأساوية حزينة, وحصة مجتمع الجنوب والوسط, هي الأكثر احباطاً وكآبة, استطاعت احزاب ومراجع الشيعة, اجتثاث العمق الحضاري فيه, عبر افراغه من موروثاته المعرفية, وفلكلوره الشعبي والحميد من اعرافه وتقاليده وقيمه, وغرست فيه الهلوسة والتخريف والشعوذات, وبرمجت تدمير الحياة عبر الأفقار والتجهيل, هذا المجتمع الجميل الأنيق بالفنون والعلوم والمعارف الأنسانية, الذكي في اعادة تجديد الحياة, وتطوير قيمها الوطنية, اصبح رماد حضارات كانت, الأحزاب والمراجع الشيعية, لاتجد لها سكينة, الا في بيئة مجتمعية منهكة مفككة متخلفة, تعاني اعراض العوز والتغبية والأنهيارات الصحية والخدمية, ولا غرابة ان تصبح مجمعات للفساد والأنفلات المليشياتي, لم تكتفي احزاب ومراجع الشيعة, بما الحقته بالعقل العراقي, من تدمير وتشويه وانهاك, بل جندت له حوزات وحسينيات وفضائيات وجامعات, لأعادة انتاج وتنظيم المعاقين فكرياً واجتماعياً واخلاقياً, في احزاب تعيد انتاج الطائفية, وتفترس ما تبقى من حياة وادمية الضحايا, انها طاعون اجتماعي اقتصادي سياسي معنوي واخلاقي, اجتاح المجتمع العراقي, ولا يمكن التعايش معه, ومن اجل الحياة, يجب علاجه بنهوض الوعي المجتمعي, والشفاء منه والى الأبد.

5 ـــ مجتمع الجنوب والوسط, ذاك الحي الميت, و”كمن يداوي.. بالتي كانت..” يستجير بمراجعه من فساد احزابها التي خرجت من ضلعها اصلاً, ثم يحمل نعش حاضره ومستقبل اجياله, في بكائيات مليونية, ليعيد دفنه في شرائع التلوث الطائفي, فاقد الأحساس بذاته ومضمون ادميته, الأحزاب والمراجع, ومع سبق الأصرار, ترتكب مجازر مبرمجة, بحق عقل ووعي ودين وقيم واخلاق, بنات وابناء العراق, مجزرة اجتثاث للذاكرة والموروث الوطني, ومسح الفرح والعافية والأغنيات, وتغييب الأحساس بالحياة, اهلي الأعزاء, اسمحوا لي ان اشك بأيمانكم, فدينكم ابتلعته مذاهب وسطائكم, والقاب مراجعكم ومظاهرهم, قد تجاوزت علو الله, ومن يبيع وطنه ويهرب ثرواته واثاره, ويسرق رغيف خبز الناس, ساقط منحط, لا دين ولا مذهب ولا ضمير ولا شرف له, كفروني ان شئتم, ولا اصدق الا ما يوحي به عقلي, لأعرف الطريق الى الله احسن, اعزكم وارثيكم على ما انتم عليه, وسيبقى مصيركم قضيتي الأولى, والأولى حتى ما بعد الألف.