23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

العقل البشري ؛ هو من الميزات الفائقة للروعة التي خلقها الله في الانسان ، فترك لنا جميع الخيارات متاحة ، القدرة على الاختيار في الحياة هي نتاج التفكير البشري ، ثم ترك لنا ايضاً حرية الاختيار في الايمان به أو عدم الايمان ، التقرب منه بالعبادات الدينية أو الابتعاد عنه ، لم يجبرنا على شيئ قط . لكنه ابلغنا بأن هذه الحياة ستنتهي في يوما ما، رغم انه الملك الأقوى، لكنه لم يطلب منا التصديق بذلك ايضا ، وترك لنا حرية الاختيار مرة ثانية!.

لماذا أذن أعتاد الانسان ان يُحمل الله اخطاءه وقذارته البشرية من ارهاب وقتل وتدمير وتطرف وخراب؟! ، حتى الحروب والمآسي والكوارث التي يتسبب بها الانسان صارت تُنسب إلى الله!!.

ركنا اساسيا لاكتمال العقيدة الايمانيه عند المسلم التصديق بجميع الانبياء والرسل والكتب السماوية التي سبقت النبي محمد ، الاسلام لم يأتي لإلغاء الرسالات السابقة وإنما جاء للتأكيد عليها ، جاء القرآن ليقول لنا ان لم تؤمنوا بعيسى وموسى ويوسف وداود وسليمان وابراهيم وصولا إلى ابونا أدم وامنا حواء فأنتم لستم بمسلمين ولن تؤمنوا بمحمد ، الاسلام ليس دينا بلا جذور ، اذ جاء استكمالا لسلسلة متواترة من الأحداث التأريخية منذ بداية الخليقة بين الله وملكه والحياة والانسان وباقي الكائنات التي خلقت مع الانسان أو قبل الانسان.

كل الحماقات البشرية صارت تنسب إلى الله ، كل الأفعال الشنيعة نجد اسم الله يزج فيها، أما من باب التزوير للحقائق والاخفاقات البشرية أو من باب التخبط واللاوعي وكلاهما سيان في مرحلة ما ، هل الفوضى والدمار اللتان احدثتهما الحروب البشرية طوال الزمان هي من صنع الله أم من فعل الانسان ؟!، هل تلك عقد الله أم عقد الانسان النفسية؟! جشع الله أم جشع الانسان؟!. جشع الله بماذا وهو خالق كل شيئ؟! وليس بجشع الانسان لماذا وهو لا يملك شيئ؟!.

خطايا الإنسان عندما تنسب إلى الله ،ما شكلها!، لا شك ان صورة مشوهة تتشكل من ذلك كله وسببها خطايا الانسان ، من أسكن أدم وحواء جنة عدن؟ ومن أخرجهما منها؟ ولماذا؟ ، هل الله من وسوس لهما بأن يأكلوا من الشجرة المُحرمة؟ أم انه حذرهما قبل ذلك بأن لا يقتربا من تلك الشجرة؟! هل هو الله أذن ؟ أم النفس البشرية التي أذنت لوساوس ابليس ان يتمكن منها؟!. وهل انتهت جنة الانسان عند ذلك ؟! هل انتهت فرصتنا بأن نحيا من جديد؟! أم كانت جنة الارض تنتظرنا ؟! رغم ارتكابنا الخطايا فقد وهبنا الله فرصة ثانية للعيش بسلام في جنة الارض ، لكن يا ترى توقفنا عن ممارسة الحماقات وارتكاب الخطايا؟! أم استمرينا بذلك حتى يومنا هذا؟! .تستمر خطايانا بحق انفسنا ونعاود الكره ونلقي اللوم على الله! نرتكب الحماقات وننسبها اليه!.

كم من الحماقات والخداع ارتكبنا بأسم الله!! ، كم من المجازر والقتل والترويع مارسنا ضد بعضنا بأسم الله!! كم من القذرات فعلنا بحق انفسنا بأسم الله!! ، نرتكب الحماقات تلوا الحماقات بحق انفسنا ثم نسب ونشتم بعد ذلك الله وانبياءه ورسله!! ،

هل هو الغباء مثلا؟! أم أمور أكبر من الغباء! لا تتخطى شراهة النفس البشرية في هذه الحياة .

هل الله من بعث بتلك الطائرة ومن عليها ليفجر ابراج مركز التجارة في نيويورك مثلا؟! أم هما الله ومحمد بعثا البغدادي كخليفة للمسلمين؟! أم هي وساوس الله الى الشابين الفرنسيين حملتهما على قتل الصحفيون في صحيفة شارلي إبدو ؟! مثلما وسوس ابليس لأدم وحواء! ، أم ان الله بعث الخميني على متن طائرة فرنسية لتحط اقدامه ارض ايران برسالة الاهيه جديدة ليتولى الحكم في ذاك البلد ويكون احمقا ساديا دكتاتوريا آخر؟ّ هل هو الله ايضا؟!. هل كانوا ستالين ولينين الروسيين الملحدين اسلاميين متطرفين مثلا؟! الذين مارسوا الارهاب بشتى صوره ضد البشرية؟! أم كان هتلر اسلاميا متطرفا فأقام محرقة الهولوكوست ضد اليهود؟!. يصيبني الغثيان في كل مرة اتذكر اني أكتب شيئاً في حماقة وغباء الآخرين،لأنهم دائما ما يلقون اللوم على الله وانبياءه في أفعال يرتكبها البشر!، لكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث في الدوافع السياسية البشرية في تلك الاحداث؟!.

حتى عندما نريد ان نُجمل بشاعة افعالنا وقبحنا ، ماذا نفعل؟! ، نتحدث عن الحرية باللسان ونقتل بعضنا البعض بالافعال ، نرفع ايادينا للتسامح والسلام ونشهر سيوفنا بالأيادي الاخرى للقتل والدمار ، ندعو لاقامة العدل ونمارس الظلم بأعلى درجاته ، ندعي مساعدة الفقراء والمحتاجين ونحن أول من نسرق قوتهم ونغتصب انسانيتهم ونمتهن كرامتهم !.

ثم في الحديث عن المساواة والحرية ، يُتهم النبي محمد بعكس ذلك ، ليضاف المزيد من الزيف على التأريخ ، كونهم اغفلوا ان أول مواجهة لهذا النبي مع

الجاهلية كانت بسبب دعوته للمساواة بين الناس ، أول صراع مع قومه لأنه دعاهم لعتق رقاب العبيد ، الكل يعرف قصة المؤذن العبد بلال الحبشي الذي أصبح بعد دخوله الاسلام مؤذنا للمسلمين لبى نداءه الغني والفقير كلما أرتفعت حنجرته بالاذان!. ماذا بعد ذلك كله يا ترى ؟! ، كالعادة سيأتون حمقى يصدعون رؤوسنا بأكاذيبهم عن الحرية والمعرفة والديمقراطية ثم يقولون ببساطة ،ان الارهاب هو الله ، ومحمد إرهابيا!!! .

أقول جازماً ان الله وانبياءه لم يكونوا السبب وراء افعالنا البشرية السيئة بحق انفسنا، فماذا تقولون أذن بقصة نوح وموسى ، ألم يرسلهم الله لمقاتلة الظلم وبسط العدل بين الناس؟! ، قبل ان تحدثونا عن اوهامكم السيئة وكوابيسكم عن الله ومحمد فعليكم ان تقنعوا عقولنا لا عواطفنا!.

[email protected]