18 نوفمبر، 2024 12:50 ص
Search
Close this search box.

الله العراقي، وحبل الأئمة، والقطيع

الله العراقي، وحبل الأئمة، والقطيع

في الأربعين بقميص أزرق وبنطال رصاصي مجعد، شعر رمادي ولحية حليقة، وحذاء قديم، يمتهن أعمال حرة ويعيش بالإيجار، عائلة كبيرة وأحلام صغيرة في صندوق حديدي صدئ.
الله العراقي طيب جداً وعاطفي ويحب حسين نعمة والشعر الشعبي ويكره الصور، ليس لديه حساب على الفيس بوك ولا بريد الكتروني هاتفه المحمول صغير جداً يكتب الرسائل بصعوبة ليس لديه آصدقاء، أولاده لا يتحدثون معه كثيراً، المرة الوحيدة التي ذهب فيها مدعواً كانت لعزاء وعاد خائباً لأنه جلس دون أن يحضر له أحدهم شاياً أو يرد عليه بالله بالخير، الله العراقي لا يفرق بين السيستاني والسوتيان، يحب الجرائد وينام لوحده في المطبخ ويبكي لوحده مغطياً على صوت النشيج بصوت الجرائد والسعال، يكره الجيش أيَّ جيش، المهدي ، الشعبي، وجيش القادة، كل القادة، يكره مقتدى ويسميه النعال، ويحب فيفي عبدة ويكره كاظم الساهر يسميه المايع على ربه، لا ينام كثيراً، وفي الليل يراقب الجميع، حين يصاب بحزن هائل يضرط وبقوة، حين يضرط الله العراقي ينام الناس بلا مفخخات، الله العراقي يعمل حمالاً في الشورجة، ويبتسم للنساء الكبيرات ويمد اصبعه أحياناً، الله العراقي يعشق العرق بكل أنواعه ، عرق الجبين او العصرية، الله العراقي بائع كتب يشبه صديقي فارس، يجمع حصيلة أيامه ليضعها في يد صديق، الله العراقي يحب المشي قرب نصب التحرير، يكره المنصور ويحب الكرادة ويكره فضائية الفرات، ويطلق على مستشفى الراهبات/ مستشفى العاهرات، الله العراقي يحب البيّاع والفضل ويكره قطاع ٧٤، الله العراقي لا ينظر إلى الأمام لا يلتفت يمشي وكأنه يعد العلب الفارغة وحين يبصر جثة أو دم يظنه فيلماً والدم معجون طماطة، الله العراقي ليس واحداً ولا أحد ولا صمد وِلد وعنده أبناء، ثلاثة أخوة شهداء وأبن سيستشهد بعد عام، الله العراقي متقاعد بدون تقاعد وميت دون تأريخ، رائحته تشبه رائحة سجائر رخيصة وصبغ الأحذية والقيء، لكنه لا يشعرك بالأشمئزاز فأنت لا تكاد تبصره لأنه يختفي تحت عائلة وكيس كبير.. الله العراقي مربوط بحبل الأئمة كلما أراد أن يأخذ نفساً، جرّه إمام ، الكاظم يقول له أكظم غيضك الحسين يقول قاتل وعلي يقول له هاجر والسجاد يقول له اركع والمهدي يقول أنتظر، الله العراقي النعجة العاشرة في رواية خضر قد والعصر الزيتوني، الله العراقي ليس الرحيم ولا الرحمن، الله العراقي رحيم الأسير الذي عاد فوجد معذبيه في الآسر وزراء وجلادين، حين أبصر وزير النقل بال على مفاتيح الجنان، الله العراقي يكره البكائين في العاشر من محرم ويظن بما أن الحسين أنتصر فيه كما يقولون لما لا يتم الاحتفال فيه. يطلق على الحوزة ، البربوك، ويسمي المراجع ، المضاجع، كذلك يحب الجوامع والحسينيات لأنه يظن أن حماماتها الأنظف في الشرق الأوسط، ويكره المتدينين الجدد الصغار ويقول أنهم لا يعرفون أن الاكس بوكس أفضل من كل كتب الفقه، وأن الذي أخترع الحذاء بقيطان والدهينة هم أفضل من الطوسي بكثير، كما أنه يسمي جمعية العلماء المسلمين والوقف السني والشيعي بالطرشي الصيني الخايس، الله العراقي سيعيد إنتخاب الحكومة نفسها في العام القادم لأنه يظن أنه ما زال في زمن الدكتاتور.

أحدث المقالات