12 أبريل، 2024 4:01 ص
Search
Close this search box.

( الله ) الدكتاتور ونبيه ( نوري ) !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست هنا في مجال تقييم كفاءة عمل السيد نوري المالكي كرئيس للوزراء ووزير للدفاع ووزير للداخلية ومدير للمخابرات وغيرها الكثير من المسوؤليات في آن واحد ولدورتين متتاليتين في العراق ولمدة ثمان سنوات امتدت بين العقد الاول والثاني من القرن الواحد والعشرين ، فمثل هذا التقييم قد يحتاج الى دراية وتخصص ومقالات عديدة للانصاف، أخذين بنظر الاعتبار واقع الحال واوضاع وقدرات غيره لو كانوا في محله ، لكني مهتم بمقالي القصيرهذا برغبة السيد المالكي بمواصلة منصبه لولاية ثالثة !
عمر التاريخ العربي الاسلامي يمتد لـ 1435 عام مضت ، وخلاله لم نشهد (عموما ) ترك اي قائد ديني او سياسي لمسوؤلياته دون وفاته أو قتله أو عزله بالقوة ، فبدءا بالرسول الكريم ومرورا بالخلفاء جميعا الراشدين منهم وغير الراشدين وجميع الملوك والروؤساء العرب والى يومنا هذا ، ومثل هذه الظاهرة شكلت ارثا يؤشر أحد اسباب فشل العرب في بناء اي حضارة حقيقية تخدم انفسهم اوالبشرية ناهيك عن ما عانته وما زالت تعانيه الغالبية العظمى من افراد العرب انفسهم من انتهاك لحقوقها الانسانية طيلة قرون بما فيها تلك الفترات الذهبية التي اتسمت بانطلاق البدو العرب (ممتهني الغزوات اصلا ) من الجزيرة لتوسيع سلطات القادة المسلمين بحثا عن المزيد من الاموال وملكات الايمان وذلك بغزو مجتمعات اخرى لا تتحدث العربية واجبارها على اعتناق دين لا تعرف عنه تفاصيل او معنى سوى الاسم كما حصل مع الفرس والكورد والترك وبعض مجتمعات اوربا وافريقيا، ولتبقى هذه المجتمعات تعاني هي الاخرى لحد اليوم من صعوبة مواكبة الحضارة البشرية وصعوبة تقبل الديمقراطية وحقوق الانسان ولكن بدرجة اقل من المجتمعات العربية نظرا لعدم اتقان تلك المجتمعات للغة العربية مما يساهم في سهولة تحرر افرادها من قيود الاحكام الدينية العربية التي تحسب عليهم اسما بطريق التوارث .
عموما ، ان تمسك القادة الدينيين والسياسيين بمناصبهم يكشف لنا مدى تلذذهم بها باعتبارها ( هدفا ) وليست ( وسيلة ) لخدمة وادارة مجتمعهم من اجل الانصاف والخير ، ومثل هذه اللذة توهم صاحبها بانه الافضل دائما ، وهكذا تجد في تاريخ العرب ان ( المرتدين ) او ( المظلومين ) او (المحتجين ) او ( المنشقين ) او سمهم ما شئت يتنفسون الصعداء حال زوال الدكتاتور عنهم موتا او قتلا  بينما يتولى القيادة دكتاتور اخر جديد وليقوم هو الاخر بظلم من يظلمهم ، وهذا هو ديدن قادة العرب على مدى تاريخهم ولحد اليوم ، بينما توصل العقل والحضارة البشرية الى ضرورة ان يتصف اي قائد بصفة الالتزام بالتنحي عن مسوؤلياته بعد مدة معينة ومحددة حفاظا على نفسه من الانجرار للدكتاتورية ولفسح المجال لطاقات اخرى لتساهم في العمل باعتبار ان المنصب او المسوؤلية الدينية او السياسية هي وسيلة لاقرار المزيد من العدل والرفاهية للمجتمع ، كما ان استمرار المسوؤل المتنحي بمساندة المسوؤل الجديد  نصحا ومشورة يعطي قوة للاثنين ولمجتمعهم وذاك هو أحد الاسرار المهمة لتحضر البشر في العقود القريبة الماضية ، بينما سيصبح بالنتيجة سلوك القائد الديني والسياسي الذي يظن بان لولا  قيادته لن تتحق العادلة سلوكا لا يعرف سوى انه ( الدكتاتورية ) بعينها.
نقول للسيد نوري المالكي :
 المنصب ثقل وتعب ومسوؤلية ، أفلم تتعب منه وقد مارسته ثمان سنين ؟
فان كنت لم تتعب بعد فأفسح المجال لغيرك وأبقى معه نصوحا في مجلس النواب ما دمت واثقا من كونك الافضل ، وبارك الله فيك ، لكن الاصرار ، يا سيدي ، على البقاء لولاية ثالثة قد يفسر بانك تظن نفسك ( نبيا ) لخالق ( دكتاتور ) ولا اظن ان ذلك سيحسن بالنتيجة النهائية صورة ووضع العراقيين امام انفسهم وامام العالم ، وحاشى لـ ( لله ) ان يكون دكتاتورا !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب