الله أكبر يا عرب
الصمتُ فيكم كالغضبْ
الأرض ثكلى هَوْنِكمْ
وكأنكم لشرورها عز الطلبْ
طوائفٌ
مذاهبٌ
تحزّبٌ
تناثرٌ
نيرانها تأكلكمْ
ومصيركم إلى عطبْ!!
الله أكبر يا عرب
تصارعٌ
تجاهلٌ
تماحقٌ
وذابحٌ متذابحٌ مُضَلل
ويدّعي بأنه مُهذّبٌ
ودينه أنْ يقتلَ العربْ!!
الله أكبر يا عرب
بلادنا تمزقتْ
أناسها تهجرتْ
فسبيها جهادنا
وقتلها دينٌ وَجَبْ
عراقنا كشمعةٍ
نيرانها تأكلها
دخانها يخنقها
وجمْعها لمُنهربْ!!
الله أكبر يا عرب
الصمتُ ردٌّ حاسمٌ
وشعبنا في محنةٍ
تعلو على سقرْ
وبعضهم مسوّرٌ
تمكنوا بغيرهمْ
فأحرقوا كلّ البشر
حتى بكى من جورهم قلبُ الحجرْ
وتخشّبَ الخشبْ!!
الله أكبر يا عرب
الناس تحيا مُصطخبْ
الأرض صارت جمرةً
وتصطلي فيها الحَضرْ
أمواجُ ظلم قاهر
صولاتُ كفرٍ مؤمنٍ
أنباءُ إثمٍ فاجرٍ
والخلقُ حيرى أمرها
في لحظةٍ تسعى إلى
ما لا يُرى فيه الأثرْ
فواجعٌ تواصلتْ
وأمْعنتْ بصنعها
أعداءُ أمٍّ تُختَصرْ
الشعبُ يبكي حائرا
والبعضُ يجني المكتسبْ
ويرتجي من غيره
حمايةً وعُهدةً
ليجتبي المسلوبَ أو
يشارك السلاّبَ بما اسْتلبْ!!
الله أكبر يا عرب
مات الغضبْ
مات الغضبْ
والعيبُ فينا يا عربْ
بعقلنا
ونفسنا
وسلوكنا
وإننا نستحضر الأمواتَ من قبورهم
لقتلنا
لأننا في عرفهم لسنا عرب
وإننا ثِمار عصرٍ أينعتْ
وقطفها نهج اللّعَبْ!!
الله أكبر يا عرب
حدباؤنا تحطمتْ
آثارها تخرّبَتْ
وشعبنا في قبضة التشردِ
ولعنة التقددِ
والدينُ نارٌ سُعّرَتْ
تحيلنا لجمرةٍ
وبجمرةٍ تطشّرتْ
شرارنا يحرقنا
وبعضنا ببعضنا لمُصطخبْ
يا ويلَ أمًّ شاكستْ فأغبرتْ
وأغفلتْ ما يُستحَبْ!!
الله أكبر يا عرب
حروبها توالَدَتْ
ونارها تأجّجتْ
في شرقها وغربها
وبُغدها وقدسها
وشامها وأختها
وكلها تسعى إلى
تحزّبٍ
تمذهبٍ
تخندقٍ
ومَنصبٍ وثروةٍ وسلطةٍ
وقفزةٍ لمُلتهبْ
تبتْ يدٌ
وقوةٌ حمّالة لمُحْتطبْ
تذكي به أوجاعنا
تلغي به أوطاننا
وديننا بعُرفها عدونا
وأننا سننتهي كما انتهتْ
أندلسٌ
بطوائفٍ تقاتلتْ
الويل من شرورنا
وقمعنا لعقلنا
ومحقنا لعروبةٍ
وهويةٍ
ورحمةٍ تألقتْ بديننا
فأورقتْ
وتمَجدّتْ فيها الخُطَبْ!!
الله أكبر يا عرب
ما عاد فينا مُعترَبْ
لا غيرة
لا نخوة
لا صحوة
لا عزة
لا صرخة توحي لنا بأننا
أقوى من النوَبْ
تجتاحنا عواصفٌ
لديننا ومجدنا
وتراثنا توسّدتْ
وتدّعي بأننا كأنها
وأنها هوية راسخة في أصلنا
والصمتُ عرفٌ سائدٌ
في أمّة تخشى الغضبْ!!
الله أكبر يا عرب
يا تبّعا ورتعا
بمذعن لطامع
وفاعلٍ لمانع
وفخركم بأنكم أبطالها
في صولةٍ آثمةٍ على مواطنٍ لبعضكم
صولوا على شقيقكم بعروبةٍ
لأنكم لمنحدرْ
وصفقوا لهجمةٍ
سينمحي بفعلها وجودكم
فكلكم بنظرة الجوارح
فرائسٌ في مرتقبْ!!
الله أكبر يا عرب
المَجد فعلٌ جامعٌ
والعز سعي المُتحَدْ
والله فينا واحد
وكلنا من بذرةٍ ذات أحَدْ
فكيف لا نرقى إلى توحّدٍ
ونجتبي تفرّقا
ونشتكي من غيرنا
وغيرنا أهدافه بفعلنا تحققتْ
بلا تعبْ!!
الله أكبر يا عرب
هل نستحي من فعلنا
وقتلنا لبعضنا
وجهرنا بإثمنا
ونفينا لذاتنا
وجهلنا بدورنا ومصيرنا
وجزرنا لعاصمٍ من شرّها
ودحرنا بعُقر ماضٍ غابرٍ
يبكي على أحوالنا
يا أمة تعظمتْ وما بها تعصمّتْ
فضاع فيها المُنتَسَبْ!!
الله أكبر يا عرب
الله يدري أننا
أقوامُ عادتْ أمّها
ولدينها وكتابها ورسولها تنكرتْ
وتبضّعتْ بمذاهبٍ
ومتمترسٍ بسلطةٍ
كرسيها ربّ العلى
ودين شعبٍ مُستلبْ
كيفَ ارتأتْ جموعها
ستنتهي في سعيها لمُنتكبْ
بغالبٍ وما غلبْ!!
الله أكبر يا عرب
يا جعفرا عدنا لها
كأننا في غابها
أنيابنا تكشّرتْ
وأعلنتْ لمستغبْ
أين المفر
النار دينٌ حارقٌ
والناسُ صارت أعجاز نخلٍ مُكتربْ
الله يشهد أننا
الضادُ فينا واهنٌ
والقبحُ منا ذاهنٌ
يا ويلة بويلةٍ تماحقتْ
يعلو بها أبو لهبْ!!
الله أكبر يا ع ر ب
الحرفُ ينعى جيرة
فالعينُ تأبى راءها
والباء صارت هاربه
حروفنا تنافرتْ
يا أمة بذاتها تعثرتْ
وتفخختْ بدينها وتراثها
فتفجّرتْ وتناثرتْ
غابت وما بروحها تآصرتْ
وبدينها تفرقتْ وما تآزرتْ
عادت إلى جهالةً
فتسمّرتْ عاجزة
وتضللّتْ
حتى غدى عنوانها
موت على موت إذا تخيّرتْ
وكاسبٌ وما كسبْ!!
الله أكبر يا عرب
“تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخَطبُ حتى غاصت الرُكَب
ألِفتم الهونَ حتى صار عندكم
طبعٌ وبعض طباع المرء مكتسب
فشمّروا وانهضوا للأمر وابتدروا
من دهركم فرصة ضنت بها الحقب”
نبقى نياما رغم نداء اليازجي المُعتّقِ
بعقود قرنٍ من صخب
بحت حناجر وعينا
وتصدّأت كلماتنا
وفعلنا ذلّ العرب!!
الله أكبر يا عرب
“بلاد العرب تنعاني
من الشام لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمَنِ
إلى ……”
والبقية تأتي
وما كانت بحسباني!!
الله أكبر يا عرب
أ رَجْمنا وجَبْ
عدنا لها
قتلٌ على قتلٍ بلا سببْ!!
الله أكبر يا عرب
الدين فينا خالدٌ
فإن ذهبنا قد ذهبْ
فتفكروا وتيقظوا
وتحرّزوا منْ مُنقلَبْ!!
