السياسة عالم شاق يتطلب كلمات لا تموت، ورجل خالد يمتلك ثقافة، وموهبة، وتجربة، ورؤية ثاقبة، وقائد صالح لكل الأمكنة والأزمنة، في زمن كثُر فيه الأقزام، من أصحاب الزعامات المزيفة، المتخمين بالمال الأسود، ولا يفعلون شيئاً أزاء الخراب الزاحف لبلدنا، إلا هو يشد حزام الصبر والحكمة، رغم المطر الأحمر، والأرصفة الحزينة، إنه الوحيد الذي ينتصر للألم الإنساني بعراقنا، جاء من عائلة سطرت حبراً إسطورياً، مزدحماً بالسمو، والزهد، والكرامة، فهو من مدرسة بسيطة مقدسة تحوطها هيبة المتقين!
الله أكبر، إنظروا لما يقوله الحكيم: مستشرفاً المستقبل، عارفاً بإحتياجات الأمة، مشخصاً مشاكلها، واضعاً الحلول الجذرية لها، مصلحاً وضع العملية السياسية، وداعياً ومحذراً دول المنطقة والعالم، الى التدبر، والتفحص، والتعقل، في إدارة مصالحها وصراعاتها، لأنهم جميعاً لن يكونوا بمأمن من التوحش الداعشي، فأذرعه الأخطبوطية ممتدة في كل مكان، والشواهد كثيرة ولا تحصى، وآخرها تفجيرات السعودية، وتركيا، وفرنسا، وأعداد الضحايا في تزايد مستمر، والمشكلة بهذا الوحش ليست فيه فقط، بل فيمَنْ سمح له بالتمدد أكثر فأكثر!
رؤية الشاب عمار الحكيم، إبن تيار شهيد المحراب وعزيز العراق (قدس سرهما)، مشروع حكيمي مليء بالمعرفة والعلم، يجوب بثقة وإصرار دياجير السياسة، يصدح بالحق، وينشر ثقافة الإعتدال ضد ثقافة الموت، التي تشق طريقها عبر أنهار الدم، ولا تخطط إلا لإفساد البلاد والعباد، لكن روح القائد الشاب، تدربت لأجل الخير لجميع العراقيين، بكافة مكوناتهم وطوائفهم، وحسن الصنعة لديه مسدد إلهياً، فحقٌّ لأن يطلق عليه إبن المرجعية البار، فمشروعه مع العراق ورجاله الأوفياء، صادق ومخلص وبعين الله!
ألم يخاطب السيد عمار الحكيم، أبناء جلدته في التحالف الوطني، ليتوسم فيهم مَنْ يسانده، في وضع برنامج حكومة المواطن وخدمته، ويعمل من أجل أمن وإستقرار العراق أرضاً وشعباً، في مشروع متكامل واقعي يسير بالبلد لبر الأمان، لكن التحزب والتخندق السياسي والطائفي، لم يتح المجال له بشكل كافٍ، لململة أجزاء الوطن ورجالاته وطوائفه، حيث دعا الى الحوار المتفتح، ونبذ الخطاب المتطرف، وشهد البعيد قبل القريب، بمبادراته الوطنية ومواقفه الإصيلة، رغم تحديات الوضع السياسي والأمني في بلدنا.
لمَ لا تنتبه القوى العراقية المشاركة في الحكومة، لأهمية تشكيل الكتلة الوطنية العابرة للمكونات، ليجمعها برنامج قوي واضح لتحشيد الجهود، والوقوف بوجه مَنْ يريد إسقاط الدستور، والنيل من هيبة الدولة، وصرف الأنظار عن الإنتصارات المتحققة، في الحرب مع داعش، وتشتيت جهود المؤسسة السياسية والعسكرية، في دورها المهم لإدامة زخم المعركة، ثم معادوة السير بالعملية الإصلاحية الى الأمام، بعيداً عن المضايقات البيروقراطية الخانقة، وبمجمل ما ذكر سيتم الخروج من عنق الزجاجة، ولكن لا حياة لمَنْ تنادي.
السياسة الدموية للإرهاب الأعمى، لم تأتِ من فراغ، وإنما عن وعي ودراية، وفتاوى متطرفة ومنحرفة، وعين شيطانية، تتقيح حقداً وبغضاً على الإسلام ومبادؤه السمحاء، لذلك فالمعركة ما زالت شرسة جداً، وستمتد لبقاع أخرى من العالم، لأن هناك مَنْ يريد لها التمدد، ولأن روعة السيد الشاب، ليست بما يمتلك بل بما يمنح، لذا يندهش العدو قبل الصديق، لأنه يفهم جيداً قبل الحكم، ويفكرعميقاً قبل القول، وشخصية كهذه لا تتكرر كثيراً، ولا غرابة فهو حفيد محسن الحكيم(قدس).