و اخيراً كشف المستور و اعلن صاحب البيت الشيعي السيد احمد الجلبي بتفاصيل مثيره سبقتها توقعات اعلنها السيد السيستاني ( قدس سره) ان المالكي سوف لن يرشح لرئاسة وزارة العراق للمرة الثالثة!
فقد كشفت تصريحات الجلبي التلفزيونية مؤخراً سبب عودة المالكي من الولايات المتحدة قبل يوم من البرنامج المقرر و المحدد و التي بذل لها جهود كبيرة. حيث اكد السيد الجلبي بقولة ( ان زيارة المالكي الى واشنطن غير ناجحة و من نصحه بتلك الزيارة كان مخطئاً). و كشف الجلبي ان قادة الحزبين الجمهوري و الديمقراطي المعنيين بالسياسة الخارجية و الامن بالكونجرس قد كتبوا رسالة خطية الى الرئيس اوباما تم نشرها بصورة متزامنه مع موعد الزيارة انتقدوا فيها حكومة المالكي في سياسته و علاقاته مع الشركاء كما انتقدوا التعامل الحكومي مع القضايا المذهبية.
و اضاف الجلبي قوله، حسب المعلومات التي وصلتنا من الجانب الامريكي ان بايدن اتهم المالكي خلال الاجتماع الاول ان هناك فشل كبير في سياسة الامن و الخدمات و الاقتصاد العراقي و ان الدعم الامريكي في السابق و التفضيل لن يكون موجوداً هذه المرة، و اشار الى ان اوباما التقى بالمالكي بعد ثلاث ساعات من الموعد المقرر في حين لم يدم اللقاء ( سوى سبعة عشر دقيقة فقط) ثم انصرف. و لما عاد المالكي الى مقر اقامته تم ارغامه على تسديد مبلغ فاتورة الاقامة!
و اكد الجلبي ان المسؤولين الامريكيين وصفوا اجتماع المالكي مع الكونجرس بالسئ جداً! حيث لم يكن ناجحاً و لا توجد فيه تفاهمات.
و لفت الى ان احد السيناتورات قال بانه لا يوجد استيعاب من الطرف الاخر للمشاكل التي تقلقنا في العراق ( في اشارة لحكومة المالكي).
هذا ما اكدناه في مقال سابق انه تم استدعاء المالكي و لم توجه له دعوة! اللهم لا شماته.. و عند جهينة الخبر اليقين! و ما يهمنا اليوم اننا بحاجة الى ( جلبي) تخر ليوضح لنا ما دار و يدور بالكواليس بين السيد المالكي و حكام ايران في زيارته الاخيره كون رحلة المالكي الى امريكا كانت بحجة تفعيل الاستيراتيجية السياسية لكن ما دار في تلك الرحلة شئ اخر لا علاقة له بالاتفاقية اصلاً و ان كانت قد نوقشت بصورة عرضية.
فهل يستطيع السيد المالكي ان يحدثنا عن جوهر زيارته لايران حتى لو كان القصد منها زيارة الامام الرضا ( عليه السلام) كي يصدق ابناء العراق ( و هم يصدقون حتى كذب حكامهم) كونهم بسطاء مع ان البلد يزخر بالمشاكل و التي سيخلفها المالكي بعد ان يغادر مجلس الوزراء و يترك الوزارات و المؤسسات الاخرى و يرحل.
فلا قانون النفط و الغاز قد اقر، ولا قانون البنى التحتية قد تمت المصادقة علية، و لا التقاعد و لا غيرها من القوانين الهامة المتعلقة بحياة المواطنين و مع ذلك فهو يصر على انه الوحيد الذي يستطيع ان يقود البلد و بدونه ستندلع الفوضى و سينتشر الارهاب و سيقسم العراق، و هذه هي الصورة المعكوسة لحقيقة الامر.
عندما نتحدث عن المسألة الوطنية و القضية الطائفية و العنصرية و نتهم السيد المالكي بالتحيز فها هم الاخوة الامريكان يتهمونه بها ايضاً، و تراه الان يتجه فجأة الى جنوب العراق حيث اجتماع ابناء قبيلته ( بني مالك) ليعلن و يذكر ( بصولة الفرسان) و بالاساليب الفردية و تكميم الافواه و التهديد و اثارة الرعب و التلويح بالهراوات لمواجهة الخصوم و هي من سمات النزعة الفردية و الرغبة في التسلط لمن يستأثر بسحر السلطة دون ان يتعضوا بمن سبقوهم و يستفيدوا من تجربة تاريخ الطغاة و دون ان يذكروا و لو للحظة الاعداد الكبيرة من ضحايا الارهاب و السيارات المفخخة و الجثث التي بدأت تظهر في مناطق بغداد و الرؤوس المفخخة، فماذا سيقول عنها السيد المالكي؟
من جانب اخر، نحن نخشى ان تتحول واشنطن الى كعبة للسياسيين العراقيين و ان تكون امريكا محط رحالهم لطلب الموافقة و كسب ودها و الا فماذا نفسر زيارة السادة علاوي و البرزاني و النجيفي و ربما اخرون. هل هو لطلب الاستئذان من البيت الابيض و اخذ موافقته على خوض الانتخابات و طلب مباركته مع ان البلد مقبل على تغيرات محتملة ام ان المسألة اصبحت منهج فتح القنوات مع البيت الابيض و مؤسساته من السمات السياسية لعالم اليوم و خاصة لدى سياسيينا ام هو طريقة و هدف يعمل بهما على المكشوف؟ فالى اين نحن سائرون..
سنرى…
[email protected]
004369910381116