23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

أسباب الكفر عديدة ومتنوعة خاصة في البلدان التي يكثر فيها عدد المؤمنين والمسلمين منهم تحديدا. فالدين عندنا يتقدم في القائمة الذهبية وكلنا نجري وراءه ونعده الأمل المشرق لكننا لانطبقه إلا في ظروف خاصة مرتبطة بمصالحنا التي تتقدم على الدين وعلى كل شيء وتحيط إنسانيتنا بهالة من السواد كتلك التي تحيط بالعينين وترمز الى الإرهاق والتعب، وحتى المرض أحيانا.

في العراق وبقية الدول العربية يغيب الإنسان، ويظهر الدين المزيف، في حين يظهر الإنسان بكل فكره وعطائه ورغبته في الحياة في أمم أخرى، ونؤاخذ الغربيين على كفرهم بزعمنا وشربهم للخمر وخروج نسائهم بلاحجاب، بينما نتغافل عن إبداعهم في مجالات المعرفة والإبتكار، وعجبي علينا حين نتنجس من الكافر فلانأكل من يده، ولانشرب من إنائه بينما نركب السيارة التي يصنعها ،ونشرب بالإناء الذي يصنعه ،ونأكل الأطعمة المعلبة التي يصدرها لنا هههههه..

رأيت في بلدننا العربية العجب من سلوكيات الحكام والموظفين فهم يؤمنون بالإسلام ولايطبقونه في حياتهم اليومية، بينما لايؤمن الغربيون بالإسلام، ويكادون يكرهونه لكنهم يطبقونه بشكل مثير للدهشة في كل سكناتهم وحركاتهم، ومظاهر الظلم الفادح في العراق وفي غيره لاتعد ولاتحصى، ولاتكاد تنتهي بل إنها تتزايد، وهناك من يتصدى للإبتكار فيها فيكتشف في كل يوم مظهرا منها ليضمها الى قائمة المظاهر والمظالم والمساوئ والفضائح التي تنتهك حرمة الإنسان.

أحدهم نقل لي معاناة شرطي عراقي جرح في الحرب، وكانت الضربة في رأسه، وقد بدت الدماء تغطي وجهه ورقبته وأنحاء من جسده، وتم إنقاذ حياته بصعوبة بالغة، ثم خضع لعلاج مكثف، ومايزال يعالج، وقد وضعت مادة البلاتين في داخل الدماغ لمزيد من التماسك والمفاجأة أنه إكتشف أن وحدته العسكرية أصدرت كتابا يقضي بفصله من الخدمة، بينما تم فصل أحد الجنود الذين قتلوا في الحرب!!!

هناك فساد مستشر في كل مؤسسات الدولة، ولاينجز الموظفون معاملات المواطنين مالم يتم قبض مبلغ من المال، وهو الحال الذي ينسحب على السياسيين الذين يقبضون عمولات بأرقام غير مسبوقة وبملايين الدولارات، ولايكاد سياسي ينجو من كمين ينصبه له الفساد وحب الشهوات فينجرف ليكون جزءا من ماكينة مدمرة للبلاد والعباد ويشارك بشكل ما بتدمير الدولة التي تعاني الإرهاق، وتخوض الحروب، وتتعرض للمؤامرات من دول عربية وإقليمية ويستنزف إقتصادها بطريقة محزنة ومثيرة للقلق، بينما تفقد المزيد من ثرواتها ويغيب عنها التخطيط للمستقبل، وتعتمد إجتهادات من لايملك الكفاءة، ولايجيد فهم لعبة السياسة والإقتصاد.