في الوهلة الأولى قد يتبادر للذهن إنّ هذا الدعاء موّجه بشكل خاص لدول الخليج النفطية التي طغت وتجبرّت بأموال هذا النفط اللعين , والتي موّلت جيوش الإرهاب القاعدي والداعشي الذي فتك بأرواح الشعبين العراقي والسوري , والحقيقة أنّ هذا الدعاء موّجه للعراق أولا ولدول الخليج ثانيا , فالعراق هو المعني الأول بهذا الدعاء , ففي حالة انخفاض أسعار النفط العالمية لعشرين دولارا للبرميل الواحد , فهذا يعني أنّ العراق في أعلى قدراته الانتاجية لن يتمّكن من تصدير 3,250 مليون برميل يوميا , مما يعني أنّ إيراداته الشهرية من النفط لن تتجاوز الملياري دولار , أي أنّ ايراده السنوي من النفط لن يكون أكثر من 24 مليار دولار , وقد يقول قائل إنّ هذا الدعاء ينمّ عن نفس لئيمة وحقودة لا تريد الخير والبناء والازدهار للبلد , فأقول لهذا القائل اطمئن يا هذا , فهذا الدعاء لن يصيب شيئا غير موجودا , وسوف لن يصيب سوى الفساد والنهب للمال العام والتبذير والإنفاق غير المبرر , وإن كانت ثمة مشاريع ستتوقف , فهي المشاريع الوهمية فقط , لأنّ مشاريع البناء الحقيقية غير موجودة أصلا , والدليل على هذا هو مساهمة القطاعات الاقتصادية الأخرى غير النفطية في الناتج القومي للبلد , والتي لا تتجاوز ال 3% من مجموع الناتج القومي , وبالمقابل فإنّ هذا الانخفاض في إيرادات النفط سيجبر الحكومة على إعادة النظر بمجمل النفقات التشغيلية والاستثمارية وبكل موارد الانفاق ابتداءا من :
1- رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث ومخصصاتهم وحماياتهم وإيفاداتهم وجيوش الموظفين والمستشارين غير الضروريين المرتبطين بمكاتبهم .
2- رواتب وامتيازات ومخصصات وحمايات وإيفادات الوزراء والنوّاب والموظفين الكبار في الدولة .
3- الأعداد الهائلة للجيش والقوات الأمنية واستبعاد الفضائيين وغير الضروريين منهم .
4- الأعداد الهائلة للموظفين واستبعاد الفضائيين وغير الضروريين منهم في دوائر الدولة ومؤسساتها .
5- الاعداد الهائلة من المتقاعدين والشهداء والسجناء السياسيين واستبعاد الفضائيين منهم .
6- التوّجه الجاد لإيجاد بدائل عن النفط والتوّجه نحو الزراعة والصناعة والسياحة .
7- إعادة النظر بسياسات الاستيراد المنفلتة .
8- إعادة النظر بالسياسة المالية والضرائب والكمارك .
9- إعادة النظر بالقوانين المتعلقة بعقارات الدولة وممتلكاتها واسترداد الأراضي والعقارات التي تمّ بيعها باسعار رمزية .
10- إعادة النظر بمجمل الإنفاق الحكومي غير الضروري .
فإعادة النظر بهذه الموارد التي ذكرناها ستمّكن العراقيين حتما من استعادة توازنهم وآدميتهم التي فقدوها بسبب موارد النفط الهائلة والتي حوّلت الغالبية العظمى منهم إلى سرّاق وفضائيين ومرتشين , والبدء بإصلاحات حقيقية وجذرية ترسم لهم طريق المستقبل المزدهر .