لا يعرف الكثيرين ان العراق اعاد افتتاح سفارته في مدينة الرياض السعودية في العام 2005 بعد انقطاع دام اكثر من ستة عشر عام منذ غزو العراق لدولة الكويت ويمثل العراق في السعودية قائم بالاعمال في السنوات الاولى منذ تلك الفترة واليوم تعتبر سفارة العراق من السفارات الكبيرة في المملكة وفي القبال فأن للسعودية ومنذ ذالك الحين قائم بالإعمال غير مقيم في بغداد وأنما يمارس عمله المتواضع من العاصمة الاردنية عمان ,,اصرت المملكة كل هذه السنين بالوقوف موقفا سلبيا لما يجري في بلد شقيق يمتد معها بحدود طويلة ومعقدة بحجج واهية وغير منطقية منها ان
الحكم الشيعي في العراق غمط الحقوق السنية ..والسنة مهمشون ..والسنة يتعرضون لإبادة اي ان السعودية وضعت نفسها موضع الولي للسنة في العراق او انها ترى ان سنة العراق محرومين من الحقوق ويجب انتزاعها من الشيعة بكل الوسائل المتاحة ,,طبعا على مدى العشر سنوات الماضية بعد سقوط بغداد تعرضت السعودية لوابل من الاتهامات العراقية بتدخلها السافر والعلني في الشأن العراقي وهي تواصل ذالك منذ تلك الاعوام بمد مقاتلي المليشيات السنية بالمال تارة وأخرى بالرجال السعوديين واخرى بالفتاوي المتطرفة التي تحلل كل ماهو يستطيع قتل وإبادة المواطن الشيعي على
ارض العراق ازدادت التوترات العراقية السعودية بعد مجيء السيد نوري المالكي رئيسا للوزراء بتبادل الاتهامات والقذف للجارة العربية التي يقطن رجالها في سجون العراق متلبسين بجرائم قتل ونهب وتهجير عوائل عراقية من سكناهم وهم كما يقول قادة العراق بالعشرات محملين بفكر وعقيدة متطرفة لا تسمح للأخر بالعيش على ارضه وتكفره ايما تكفير معتمدة على فتاوى وتوصيات رجال دين سعوديين لهم شأن كبير في تسيير المؤسسة السعودية ولهم تأثير ليس على المجتمع السعودي حسب بل حتى على بعض المجتمعات العربية التي تتخذ من السعودية المقر العام الديني الذي يضاهي
مؤسسة الازهر المصرية بل ويتعداها احيانا ..الادلة العراقية الدامغة الموثقة والتي ارسلتها الحكومات العراقية الى دول صديقة والى هيئات دولية عالمية بالصور والأفلام والاعترافات وبأسماء سعوديين ينتمون الى عوائل عشائرية سعودية اصيلة عاثت في العراق ولعبت دور كبير بجعل العراق دولة تنشد الامن والأمان لأبنائها ولا تستطيع ذالك كل تلك الادلة اوضحتها الحكومات العراقية للمجتمع الدولي كإثبات على ادعاءات العراق باتهامه للجارة العربية السعودية …
بعد تولي السيد العبادي منصب رئيسا لمجلس الوزراء العراقي بادرت الكثير من الدول ومنها السعودية بأرسال التهاني وباركت خطوة التغيير الاخيرة التي اتت بالسيد العبادي وابعدت السيد المالكي التي تعتبره السعودية حجر العثرة في ترميم وتجسير الهوة بين البلدين واعتبر العراقيين هذه الاشارات بوادر خير في التغيير في الموقف السعودي نحو تغيير في السياسة السعودية اتجاه العراق وبالتالي فأن هذه الدولة الجارة ستقف موقف مساعد لأخراج العراق من محنته التي يعيشها والتي حصدت الالاف من ارواح العراقيين دون استثناء عرقي وطائفي وهلل الشعب العراقي لهذا
الموقف السعودي الجديد ,,ناضرا هذا الشعب الى ان السعودية لها تأثير ليست في المنطقة حسب بل لها تأثير في السياسة العالمية بأعتبارها قوة مالية واقتصادية عالمية تستطيع ان تلعب دورا هاما في تغيير البوصلة السياسية الدولية على اساس ان المال اليوم هو المحرك الاول في رسم سياسات الدول والتي هي بحاجة لقوة كبيرة مثل السعودية تتحكم بالسوق النفطية العالمية ,,
بادر العراقيون كعادتهم بالتحرك صوب الجارة السعودية وعلى مدى الثلاث اشهر الاخيرة زار الرياض اخطر الشخصيات السياسية العراقية بوفود رسمية عالية الجناب ابتداءا من رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم والتقى بشخصيات الكرسي الاول السعودي المتمثلة بالملك وولي العهد ووزير خارجيته وقائد الجيش وواعدوا السعوديين الرئيس العراقي بزيارة مماثلو وهذا معروف كعرف سياسي دولي العمل بالمثل لكن لم يزر العراق اي شخصية سعودية ردا على تلك الزيارة وزار السيد الجعفري وزير الخارجية العراقي الرياض والتقى هو الاخر بقمة الهرم السعودي واخبر الجعفري على
لسان الخارجية السعودية ان السعودية ستعيد فتح سفارتها في غضون فترة قريبة جدا ولم يزور العراق ايضا زائرا سعوديا وبعد زيارة الخارجية جاء دور السيد سليم الجبوري اعلى سلطة تشريعية في العراق الى المملكة وعاد الى العراق كما ذهب خالي الوفاض وتبعه السيد النائب الاول للبرلمان بزيارة الى المملكة وبوفد كبير لتعميق العلاقة بين البلدين الجاريين وايضا في مهب الريح ,,الى الان السعودية لم ترسل وفدا ولو على مستوى ضباط للأمن الوطني السعودي لتفقد احول فتح السفارة السعودية في بغداد او ابداء الرأي والمشورة للجانب العراق الذي ينتظر وشعبه بفارغ
الصبر عودة الروح الاخوية للبلدين العربيين الكبيرين واعادة الاوضاع الاقليمية والعربية الى وضعها الطبيعي خاصة وأن البلدين العربيين لهم الثقل المعلى في امكانية رسم السياسة الاقليمية كدولتين لهما وضع اقتصادي وتأثير سياسي مباشر وغير مباشر على المجتمع الدولي السياسي . من هذه الزيارات المتلاحقة للسياسيين العراقيين الى المملكة دون رد او نتائج تذكر على الارض يجعل خيبة الامل العراقية في الاوساط السياسية والاجتماعية تتغلغل في قلوب العراقيين الذين ينتظرون الكثير من السعودية بعد تغيير القيادات العراقية التي كان الجانب السعودي
يتحجج بأنها هي المعرقل في عودة المياه الى مجاريها .
اعتقد ان الوفود العراقية التي ذهبت الى السعودية كانت تواجه من الجانب السعودي بعض الشروط ولو ان احدا لم يفصح عنها الى اليوم لكن الوقائع تشير الى ذالك كما يبدو ان عودة السعودية الى سابق عهدها بشروط يجب تنفيذها قبل ذالك واعتقد اهم تلك الشروط هو اطلاق سراح السجناء السعوديين دون قيد ولا شرط وإسقاط كل التهم الموجهه لهم واعتقد هناك امر اخر هو ان السعودية تضع شرطا لا يقل اهمية من الاول هو عودة السنة الى واجهة الحكم كما كانوا قبل تغيير النظام في العام 2003وهذا ما دأبت عليه السعودية في كل خطاباتها ,,الى الان لم تبادر السعودية بمبادرة حسن
النية ولو ضعيفة وهزيلة لطمأنت الجانب العراقي شعبيا وسياسيا ,,والى الان العراقيين يسرون في صحراء السعودية الوعرة املين الوصول الى ماءها وهم يوميا يلهثون على سرابها ضنا منهم انه ماء .