24 نوفمبر، 2024 11:04 ص
Search
Close this search box.

اللقمة أكبر من فم الإطار !!

اللقمة أكبر من فم الإطار !!

بإصرار الاطار التنسيقي على المضي بسياسة الاستحواذ والاقصاء ، رغم خساراته في المحافظات ، يضع المسمار الأول في نعش مستقبله السياسي المحفوف بالصراعات الداخلية التي وصلت الى حدود التخوين ، وحظه القائم الوحيد، ان القوى غير المنسجمة مع نهجه من السنّة والكرد مشتتين بسبب السياسة نفسها ، سياسة اللهاث وراء المناصب على ايقاع الصفقات والتجاذبات والبيع والشراء العلني والتواطؤات ، وهو المنهج الذي منح الاطار التنسيقي جرعة أوكسجين اضافية توسّع مساحة المناورات السياسية لديه ، فيبدو الأكثر تحكماً في المسارات السياسية وقطف المكاسب على فقرها !

عقلية الوهم لدى الاطار بامكانية ابتلاع الجميع بعد انسحاب التيار الصدري من المشهد السياسي المؤسساتي ” مجلس النواب ” وعدم مشاركته في انتخابات مجالس المحافظات علنيا على الأقل، ستقوده الى المزيد من الأزمات على مستوى ترتيب البيت الداخلي أو إدارة الازمات الخارجية وتحديداً أزمة وجود قوات التحالف الدولي في العراق ، مع كل ذيولها وفي المقدمة سلاح الفصائل !

البعض في الاطار يمتلك القناعة من إن فم الإطار أصغر من أن يبتلع اللقمة العراقية كاملة فالمشهد السياسي على كل عبثيته وفوضويته  لايمكن قراءته الا في اطار توازناته على هشاشتها واختلاف عناصر القوة والضعف فيه .

ويعتقد هذا البعض ، ان صقور نظرية القبض على فرصة ضعف الآخرين ، ستودي بالاطار الى المزيد من الضعف والانعزال وبالتالي التفتت ، أو الذهاب بسياسات عدمية تعيد الجميع الى المربع الأول الذي لايريد الجميع العودة اليه .

تشوشات الاطار انه يشتغل تحت الضغط الفصائلي مرّة والقبضة الاميركية مرّة اخرى ، وكلاهما يستطيعان اللعب بأوراق تطيح بحكومة السوداني الذي هو نتاج الإطار التنسيقي وخياره . وقيادة الاطار تعرف جيداً هذه اللعبة وتتجنب الذهاب بأوراقها الى آخر مدياتها ، وفشلهم بمجلس النواب بالتصويت على خروج الأميركان اكبر الادلة وأوضحها ، وتم تعويض هذا الفشل بالتقرب أكثر من فصائل المقاومة ليبدو المشهد كما لو ان الفصائل والاطار نسخة واحدة خارج اطار التلاعب بالكلمات !

ان الاشتغال السياسي للاطار القائم على معطيات واقع الحال ، يتجاهل ان المشهد السياسي العراقي أبعد مايكون على الثبات والاستقرار ، وهو مشهد قابل ، ليس فقط لمتغيرات جزئية سريعة ، بل حتى للانطواء في لحظة لم يعد بالامكان السير في طريق نظرية واقع الحال ، فيما الحكمة تقول ” بقاء الحال من المحال ” وحتى يتبين الحال من المحال سيبقى الاطار يترنح تحت ضربات لم تصل بعد الى تحت الحزام !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات