بعد الاعتراف الصريح للمرشد الاعلى للنظام الايراني بشأن کون وباء کورونا المتفشي في إيران بصورة واسعة وعجز وفشل النظام في مواجهته وبعد أن صار جليا بأن هناك أسباب کثيرة وراء فشل النظام بهذا الصدد لکن قيام خامنئي بحظر اللقاحات الاجنبية لإعتبارات سياسية محضة فاقم في الازمة الى أبعد، غير إنه وبعد کل هذا يخرج ابراهيم رئيسي ليدلي بتصريح أثار موجة من السخرية بين أوساط الشعب الايراني عندما أعلن بأن اللقاح المحلي”كوف إيران بركت”، هو أفضل من اللقاحات الاجنبية!
رئيسي وهو يدلي بهکذا تصريح مع إنه لم ينشر لحد الان أي معلومات علمية حول نتائج اختبار لقاح “كوف إيران بركت” بحيث تميزه عن اللقاحات الاجنبية بل إن المعطيات المتوفرة لحد الان وفي خضم إستخدام هذا اللقاح في داخل إيران، لم تدل على فعاليته وتأثيره بالصورة التي تمنحه الافضلية والفعالية کما أوحى بذلك رئيسي، لکن يبدو واضحا بأن رئيسي وجريا على العادة والاسلوب الذي إتبعه هذا النظام، يقوم بإطلاق تصريحات تهول من أمر هذا اللقاح وذلك من أجل التغطية على العجز الفاضح والفشل الکبير للنظام في التصدي للوباء.
الملفت للنظر إن تصريح رئيسي الذي أثار سخرية الشارع الايراني وتم إستقباله بفتور من جانب الاوساط العلمية، يعتبر أول خطوة من جانب النظام من أجل التصدي للوباء بعد أن أعلن خامنئي بأن مکافحة الوباء ستکون لها الاولوية في إهتمامات النظام، بيد إنه من الواضح إن هذا الکلام الذي لايضيف شيئا للواقع وليس يساهم حتى ولو التقدم خطوة واحدة للأمام، فإنه في نفس الوقت وطبقا لمٶشرات الواقع في إيران والاوضاع الصحية فيها، فإنه ليس هناك مايبعث على الامل بحدوث تقدم في ميدان مواجهة کورونا، خصوصا وإن النظام يحذر في تعاملاته الدولية کثيرا ولايتصرف بصورة طبيعية بحيث يمکن أن تساهم في تحسين الاوضاع الصحية.
مشکلة کورونا وصيرورتها أزمة مستعصية على النظام الايراني، إنما هو ناجم عن أخطاء مقصودة ومفتعلة من جانب النظام وخصوصا التقصير في مواجهة الوباء وإخفاء المعلومات أو تحريفها ولم يکن مقدرا معرفة کل هذه الحقائق لولا المعلومات الدقيقة التي کشفت عنها الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق والتي أکدت بأن النظام ليس يعتبر مقصرا فقط بل وحتى يتعمد التقصير ولايتحرك بالصورة المطلوبة المطلوبة واللائمة ولاريب من إن الامور لن تسير أبدا کما يريد ويرغب المرشد الاعلى للنظام بل وإنها ستتعقد أکثر فأکثر وحتى إنها ستنقلب وبالا عليه.