9 أبريل، 2024 7:05 م
Search
Close this search box.

اللقاء مع الفريق الركن جمعة عناد له طعم خاص

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم وخلال ذهابنا لحضور مجلس العزاء المقام على روح المرحوم محمد علي احمد العزاوي ابو فرمان في قرية الزاوية وبعد اداء واجب العزاء توجهنا الى مضيف الشيخ انس العزاوي ابو عجة والذي استقبلنا بمضيفه العامر بكل حفاوة وترحيب وقد قالت الامثال سابقاً

((رب صدفه خير من الف ميعاد)) ففي اثناء تواجدنا في مضيف الشيخ ابو عجة قام بزيارة المضيف الفريق الركن جمعه عناد وزير الدفاع السابق وعدد من الاخوان معه وكان الحديث مع السيد الوزير ابو حليم ممتع جدا وقد وجدت البساطة الريفية والتواضع اللامحدود في شخصية السيد وزير الدفاع وبصراحه كان حديثه ممتع جدا وكل ما تكلم به هو واقع لحقيقة عاشها معظم اجيال الاربعينيات والخمسينات والستينات من ابناء الواقع الريفي جنوب الموصل ودار الحديث حول التعليم وما يعانيه اليوم وما كان عليه من مصداقية وامانة علمية في الماضي حيث سرد السيد الوزير قصة كفاحه مع التعليم بداية من المدرسة الابتدائية وما رافقها من معانات وصولا الى مرحلة المتوسطة والإعدادية والتي كانت فيها المدرسة تبعد عن قريته اكثر من عشرة كيلو متر يقطعونها احيانا سيرا على الاقدام…. لينهي دراسته الاعدادية ويتوجه بعد ذلك ويحجز له مقعد في كلية الهندسة قسم الكهرباء في جامعة الموصل كونه من المتفوقين وهذا يعتبر انجاز كبير في ذلك الوقت لطالب ابن قرية ريفية يحصل على مقعد في اعلى كلية علمية في حينها.. لقد كان للحديث شوق كبير عندما نسمعه من شخصية علمية استطاع ان يعيش حياته الوظيفية العامة بعد تخرجه من جامعة الموصل ليتوجه بعدها الى صفوف القوات المسلحة ويمنح رتبه ملازم اول فيها ويبقى متواصلا في المؤسسة العسكرية الى حين ترقيته ومنحه رتبه فريق ركن ثم يتسلم منصب وزير الدفاع وهذا معناه انه تدرج برتبته العسكرية الى ان وصل اعلى منصب موجود في المؤسسة العسكرية…

كان الاخ الفريق الركن ابو حليم يمتلك خبرة كبيرة من خلال عمله الوظيفي الذي دام اكثر من 45 سنة قضاها متنقلا بين الوحدات العسكرية وصولا الى منصب وزير الدفاع وكان حديثه مشوق لكل الحاضرين لأنه انسان متفهم للواقع ومازال يعيش حياته اسوة بأبناء الريف العراقي ولم تغيره الوظيفة او المنصب اي شيء بل على العكس زادته اصراراً وتمسكاً بالعادات والتقاليد للواقع الطبقي الفلاحي.. وللأمانة اقولها انني اجده دوما في كل مجالس العزاء والمناسبات الاخرى في منطقه جنوب الموصل وهذا دلالة على عراقة معدنه الاصيل وتعلقه بصلة الارحام وتواصله مع الاقارب والاصدقاء دون كلل او ملل..

نعم ان الرجال يسجل لهم التاريخ كل المواقف وانك ايها العراقي الاصيل أثبتَ ان مياه دجلة التي روت عطش الطفولة ممزوجة بحليب الامهات ما زالت جذورها داخل قلبك الطيب الذي تملكه.. اتمنى من كل قلبي لك الصحة والعافية والتوفيق.. فلقد كنت القائد الشجاع في الوظيفة الحكومية والشيخ الفاضل في الموقع العشائري…

وما امتع اللقاء مع جميع الحضور الذي شاركنا في لحظاته الاخيرة الدكتور وكاع فرمان الجبوري القامة العلمية المميزة في جنوب الموصل والذي سوف تكون مقالتنا القادمة عن شخصيته العلمية والثقافية…

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب