الحرف الوحيد الذي لايوجد في اللغات ألآنسانية ألآخرى هو حرف ” ح ” وهو خلاف ألآعتقاد السائد عن تميز اللغة العربية بحرف ” الضاد ” حتى سميت بلغة الضاد , وحرف الحاء هو حرف الحب وهو في الكلمات ألآتية : حب , حواء , حراء , حنان , حياة , حلال , حياء , حمام , حمل , حصاد , حصان , حفيد , حشد , حفل , حميم , حليم , حميد , حكيم , حسن , حسين , , حبل , حياد , ولآن اللغة العربية هي لغة القرأن كما بينا في القسم ألآول من هذه الدراسة وهذا خيار رباني يختزن الرحمة واللطف بالعباد , ولآنها لغة الحب والجمال فهي لغة الجنة , لآن أهل الجنة لايعرفون الكراهية ” ونزعنا مافي صدورهم من غل أخوان على سرر متقابلين ” وجنة لاتعرف الكرهية والحقد , فكلمات أهلها خالية من اللغو والثرثرة وحشو الكلام وفاحشه ” لايسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ” – 25- ” ألآ قيلا سلاما سلاما ” -26- الواقعة – والجنة خالية من السفاد , والزواج فيها معنوي وليس ماديا , لآن نزع الكراهية والحقد من قلوب أهل الجنة يعني أننا أمام خلق وأنشاء جديد غير ماهو موجود كما هي بشرية ألآرض , بينما نسمع اليوم أن عصابات داعش ألآرهابية ومن معها يتقاذفون بكلام الحقد والكراهية والتنابز بألآلقاب وألآكثار من فحش الكلام وهذه ليست أخلاق أهل ألآيمان وطالبي الجنة الذين هم في غمرة الفرح والسرور ” تعرف في وجوههم نضرة النعيم ” -24- المطففين –
أما حرف ” القاف ” فهو نادر ألآستعمال في اللغات ألآخرى , وهو حرف سمعي مثل : قوي , قاهر , قديم , قادر, , وهي من أسماء الله الحسنى , وفي هذا الحرف شدة وطاقة لفظية مثل : قاسم , قادم , قائد, قائم , قاني , قالي , قارع , قارعة , قنبلة , قحطان , قمار , وفيه جمالية معنى مثل : قمر , قلادة , قمة , قسمة , قناة , قدس , قداسة , قيم , قيس , قدد , قياس , قلنسوة , قلم , قباب , قلب , ولذلك قال الشاعر :-
ماسمي القلب ألآ من تقلبه .. فأحذر من القلب من قلب وتحويل
ولذلك قال أحمد شوقي شعرا غناه محمد عبد الوهاب :-
علموه كيف يجفو فجفا .. علموه كيف يسلو فكفى
وهذه هي لوعات النفس والقلب في الدنيا حيث يحتدم الصراع , أما الجنة فهي كما سمعنا دار سلام ووئام ولغة حب ووداد وأحترام , فعندما نقول اللغة العربية لغة حب أنما نعتمد على ما أخبرنا به القرأن الكريم الذي نزل بالحق , والحق يبتدأ بحرف ” الحاء ” وهو حرف الحب والحنان والحياة , وعندما نقول أنها لغة أهل الجنة لانرجم بالغيب , وأنما نعتمد على ما أخبرنا به نبينا ورسول ألآنسانية محمد “ص”
بينما يحمل حرف ” الفاء ” معاني ألآنكشاف والظهور والمفاجئة مثل ” فجر , فلاة , فرات , فلاح , فن , فوز , فصال , فيصل , فاهم , فاتح , فراس , فريد , فلفل , فرصة , فرجة , فناء , فسحة , فضاء , فيحاء , فم , فداء , فراء , فرش , فؤاد .
واللغة العربية تشكل ثمانية أقسام من علوم تفسير القرأن الكريم التي أشترط أهل العلم أن يكون المفسر ملما بخمسة عشر علما وفنا من فنون التفسير وهو الكشف والظهور , والتأويل : وهو ألآتيان بالمعنى المطابق لمرام الخالق وهو الله جل جلاله , ومن أقسام علوم العربية : اللغة , النحو , التصريف , ألآشتقاق , المعاني , البيان , البديع , القرأت , وأصح ألآعداد هو العدد الكوفي المنسوب للآمام علي بن أبي طالب عليه السلام , وقرأت حمزة وعاصم ترجع الى ألآمام علي بن أبي طالب “ع” أما بقية علوم التفسير فهي : أصول الدين , أصول الفقه , أسباب النزول والقصص , الناسخ والمنسوخ , الفقه , وفقهيه مكة رباح بن عطية خذ عن علي بن أبي طالب “ع” وعليه يكون علم اللغة العربية مقدما في تفسير القرأن , ولذلك عندما سمع أبو ألآسود الدؤولي لحنا نتيجة دخول ألآعاجم في قرأءة ألآية ” أن الله بريئ من المشركين ورسوله ” وذلك بفتح لام الرسول خطأ فقال حاشا لله أن يبرأ من رسوله , فذهب للآمام علي , فأعطاه النحو وقال له هكذا أنحو فسمي نحوا , ومن هذا المنطلق القرأني ظهر جمال الحرف العربي , فأصبح الخط العربي بجماليته جزءا من العمارة العربية وأحتل موقعا علميا على صعيد الصورة , والتشكيل , والتحم مع المقرنصات والمقوسات وأصبح عنصرا من عناصر فن المساجد والقصور وألآضرحة المقدسة , ومثلما شهد المسج الحرام والمسجد النبوي والمسجد ألآقصى حضور جمالية وتشكيل اللغة والخط العربي , كذلك شهد مسجد الكوفة وضريح ألآمام علي بن أبي طالب في النجف ألآشرف , وضريح ألآمام الحسين وأخيه العباس في كربلاء وضريح ألآمامين الكاظم والجواد في الكاظمية وضريح ألآمام علي الهادي وألآمام الحسن العسكري في سامراء اللذين فجرهما عصابات ألآرهاب لخلق الفتنة بين العراقيين ولم ينجحوا , أن المسجد ألآموي الكبير في دمشق ومسجد بلغا الذي أعيد ترميمه حديثا ومسجد ألآمام أبو حنيفة ومسجد الكيلاني في بغداد كلها تحظى بزخرفة الخط العربي وجماليته , وهذا أن دل على شيئ فأنما يدل على أهمية اللغة العربية وعلاقة الحضارة العربية وألآسلامية بها ليست كلغة محكية فقط وأنما كحضور بنيوي تشكيلي جمالي يبهر النظر والبصر , ويدخل السمع كلحن وذبذبة موسيقية خالية من شوائب التدليك العاطفي وألآغراء الجنسي الذي كان ولازال سببا لتدهور القيم وأنحلال ألآخلاق .
فاللغة العربية لغة سماعية وحروفها وخطها بصرية نافذة للقلب بجماليتها التي تسمو للعالم العلوي حيث الطهر والقداسة التي تحنو بالبركة على أهل ألآرض وتجعل من حتمية علاقة ألآرض بالسماء حتمية تعلو وتسمو على كل الحتميات ألآفتراضية المتصورة بشريا .
وتبقى اللغة العربية وحروفها تمتلك طاقة وسيميا جوهرية نتحسسها في جرس بعض الكلمات ولحن بعض ألآصوات التي تدخل القلب بدون أستئذان لآنها تنجذب للمطلق وتهفو له كما تنجذب الفراشات للون ألآزهار وألآوراد ورحيقها , وكل من يعشق المطلق لايعود تأسره ألحان المغنين والمغنيات ولاتخدعه نظرات لاتعرف ربها كما هو عشق العشاق الذي هو سراب بقيعة يعبر عنه قول من قال :-
قالوا تحبها قلت بهرا .. عدد النجوم والحصى والتراب ؟
وكل معدود منتهي , والمنتهي الى فناء وتراب , والتراب لايستحق سوى أجتماع الدود والنمل وكلاهما الى الفناء , فلا تجعلوا حبكم حبا للفناء , ولكن أمنحوه للمطلق يمنحكم الرجاء في جنة عرضها السماوات وألآرض لغتها العربية , فنتصروا للغة الخلود