23 ديسمبر، 2024 12:39 م

اللغة العربية خط أول للدفاع عن الإسلام!

اللغة العربية خط أول للدفاع عن الإسلام!

أصاب لغة المجتمع العربي خلل كبير، إنعكس على الهوية العربية والإسلامية، وصارت عبئاً على الدارسين، فرحم الخالق زماناً، كان الحديث باللغة العربية فيه، يأتي طبعاً لا تكلفاً، فقد روي عن الرسول الكريم محمد (عليه أفضل الصلاة وعلى أله أتم التسليم): (إحفظوني لثلاث خصال، لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي).
تعلم اللغة العربية بالفطرة، ونطقها على السليقة، أمر رباني، لأن أمة العرب قديماً وحديثاً، تميزت بالفصاحة، والبلاغة والبيان، كبيراً كان المتكلم منها أم صغيراً، لذا أرسل القرآن الكريم إليهم، بلسان عربي مبين، ليفقهوا إسلامهم، وتعاليم دينهم، وبالتالي كان فهم لغة العرب واجباً، للمشاركة في خدمة القرآن والإسلام على حد سواء.
لقد ضل كثير من اهل الشريعة، وحاد عن الطريقة الصحيحة، في إستنباط الأحكام، والنصوص الشرعية والعبادية، بسبب إستخفافهم باللغة العربية، الكريمة الشريفة، فما كان من أهل البيت (عليهم السلام)، إلا الحث على صون لساننا من اللحن في الكلام، فهذا إمامنا الصادق (عليه السلام) يقول: (تعلموا العربية، فإنها لغة أهل الجنة).
المسلم الحق لا يهجر القرآن الكريم، فالمفترض على الأقل، أنه ما بين حافظ أو تالٍ للآيات، ليس للإستذكار فحسب، بل لإستحضار العبر والدروس، من كلام البارئ عز وجل، فهو شفاء وذكرى للمؤمنين، كما هو تقدير لهذه اللغة الخالدة، وما أجمل القلم، عندما يكتب شاهداً من القرآن الكريم، أو الشعر الحكيم!.
مهام عظام، بشرط وجود النظام والإهتمام، وهذه العبارة لا تحقق، إلا بتربية جيلنا على نطق عربيتنا الأصيلة، فهذا الأصمعي النحوي، قد رأى أعرابياً مع ولده، ممسكاً بفم قربة ماء، وقد خاف سقوطها، فصاح: يا أبت أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها، فأي سليقة نشأ عليها؟ وأي عربية نطقها؟.
إن التعود على النطق السليم للغة العربية، بما تتوفر من مناهج نحوية وأدبية ميسرة، مع وجود كادر تعليمي متمكن، من عربيته بأفضل ما يكون، ومستشهد بآيات القرآن الكريم، والحديث النبوي الصحيح، والأدب العربي الرصين، لهي الخطوات الأولى، لبناء جيل مستقيم بنطقه ولسانه، حفاظاً على الدين، فإنا أنزلناه، وإنا له لحافظون.