لا تزال المشكلة القديمة الجديدة التي تتفاعل على الساحة وهي الفتنة المذهبية القائمة على السب والشتم واللعن، وقد طُرحت قديماً في صدر الإسلام كمشكلة تحتاج إلى حل، وممن تصدى لحلها أئمتنا وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام , فلم يزل الإمام أمير المؤمنين يربي أولاده وأهل بيته وأصحابه وشيعته على أعلى مكارم الأخلاق …وحميد الصفات ويحذرهم من مساوئ الأخلاق وأن يتعالوا عن هذه السقطات التي لا تتناسب مع المؤمنين وتثير الأحقاد في المجتمع وتفكك عرى الوحدة فيه.
وقبل الدخول في موقف أمير المؤمنين علينا ان نشير الى ان هناك جهة تدعي المرجعية والزهد والاخلاق ( مرجعية الشيرازي ) قد اجازت السب والشتم وسوء الاخلاق بالحوار مع الاخرين بحجة وجود اللعن في القران ؟؟!! وقد تصدى سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني للرد العلمي على هذه الدعوى في محاضرته العقائدية التاريخية التحليلة العاشرة في براني سماحته بكربلاء المقدسة حيث اثبت سماحة المرجع ان هذه المرجعية اتخذت هذا الاسلوب لترويج نهجها الطائفي من خلال رجال وفضائيات مشبوهة ..
وهنا نشير إلى معنى اللعن في اللغة ومعناه في القرآن الكريم:
المعنى اللغوي للعن:
الحاصل من كلام أهل اللغة أن اللعن على قسمين:
1- اللعن من الله فهو الطرد عن رحمته. وهذا مختص به سبحانه.
2- اللعن من الناس: فهو السب، والشتم، والدعاء على الشخص.
فالنسبة بين السب واللعن العموم والخصوص من وجه.
مفهوم اللعن في القرآن الكريم:
اللعن في القرآن يمكن أن ينظر إليه من أكثر من زاوية وحالة:
• الحالة الأولى: أن يكون بملاحظة اللاعن من هو، فهل هو الله أو الناس؟
فإن كان اللعن من الله فهو الطرد من رحمته وهو في حد ذاته عذاب.
وإذا كان من الناس فيكون من باب الدعاء على الغير ممن يستحق العذاب وطلب الطرد من رحمة الله بأن يبعده الله من الرحمة وينزل عليه عقابه.
• الحالة الثانية: أن ينظر إلى الآيات القرآنية الواردة في اللعن ويحاول أن يرى لها وجهاً جامعاً مشتركاً سواء كان من جهة اللاعن أو الملعون أو اللعن نفسه.
أوجه اللعن في القرآن الكريم:
هنا ذكر المفسرون أن اللعن في القرآن له أربعة أوجه حيث وردت آيات عديدة، قال الحيري النيسابوري المتوفى 431 هـ في كتابه «أوجه القرآن»:
اللعن على أربعة أوجه – ثم ذكر الأوجه الأربعة واستشهد ببعض الآيات على كل وجه ونحن ذاكرون تلك الأوجه مع زيادة بعض الآيات التي تتناسب مع كل وجه -:
الوجه الأول: العذاب:
وفي هذا المعنى يوجد عدة آيات يظهر منها أنه قد أُطلق اللعن وأريد منه العذاب، منها:
1- قوله تعالى حكاية عن الكافرين: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ﴾ «البقرة:88».
2- قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ «البقرة:159»
فلعن الله لهم هو عذابه إليهم.
ولعن الناس الدعاء عليهم كما سوف يأتي فاللعن من الله يختلف عن اللعن من الناس.
3- قوله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ «النساء:46»
4- قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ﴾ «النساء:52»
5- قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً ﴾ «الأحزاب:57»
6- قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ «محمد:23»
7- قوله تعالى: ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ «النور:7»
8- قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ﴾ «الأحزاب:64»
فاللعن في هذه الآيات بمعنى العذاب من الله لمن يستحقه من الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وليس للإنسان في هذا العذاب أي شأن أو ممارسة بل هو فعل الله. ما عدى الآية المتقدمة تحت رقم 2 فإنها اشتملت على لعنين: من الله ومن اللاعنين وسوف يأتي[2] .
الوجه الثاني للعن:الدعاء من الإنسان على غيره:
1- كقوله: ﴿ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ فإن المتلاعنين كل واحد يلعن الآخر فاللعنة تنزل على من يستحق منهما.
2- قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ﴾ «الأحزاب:68»
3- قوله تعالى: ﴿ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ «هود:18»
4- قوله تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ «المائدة:78».
5- قوله تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ «الأعراف:44» فهذه الآيات كلها في إطار الدعاء على من يستحق الطرد من رحمة الله سبحانه. هذا في اللعن بمعنى الدعاء.
أما اللعن بمعنى السب والشتم – كما ذكر في المعنى اللغوي – الذي يتعارف عليه أكثر الناس ويستعملونه في محاوراتهم ومجادلاتهم وفي الفتن الدائرة بينهم، فمثل هذا اللعن لا وجود له في القرآن الكريم.
__________________________________
حاولت أن أنقل هذه الحادثة برواياتها المتعددة لأهميتها ثم أعرض ما فهمه العلماء منها:
الرواية الأولى:
فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:
خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!
قَالَ: بَلَى.
قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.
قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.
فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك[6] .
الرواية الثانية:
التي رواها ابن أعثم الكوفي في كتابه «الفتوح» بعد كلام طويل لأصحاب أمير المؤمنين :
قال: فعندها خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي، فجعلا يظهران البراءة من أهل الشام واللعنة لهم، فأرسل إليهما علي أن «كفا عما يبلغني عنكما».
فأقبلا إلى علي وقالا: يا أمير المؤمنين ! ألسنا على الحق؟.
قال: بلى!.
قالا: فَلِمَ تمنعنا عن شتمهم ولعنهم؟.
فقال: لأني أكره لكم أن تكونوا لعَّانين شتَّامين، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم كذا لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في الرأي، ولو قلتم: اللهم ! احقن دماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم[7] ، لكان ذلك أحب إليَّ[8] لكم.
فقالا: يا أمير المؤمنين! فإننا نقبل عظتك ونتأدب بأدبك[9] .
الرواية الثالثة:
التي رواها الدينوري في كتابه «الأخبار الطوال» فقال: قالوا: وبلغ عليا أن حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران شتم معاوية، ولعن أهل الشام، فأرسل إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما.
فأتياه، فقالا: «يا أمير المؤمنين، ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟».
قال: «بلى، ورب الكعبة المسدنة».
قالوا: «فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم؟».
قال: «كرهت لكم أن تكونوا شتَّامين لعَّانين، ولكن قولوا: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي من لجج به»[10] .
نستخلص من هذه الروايات الثلاث:
1- اتفاق هذه الروايات على أن أمير المؤمنين كان يكره لأصحابه أن يكونوا شتامين لعانين وهذه الكراهة بمعنى عدم الرضا والمنع من هذا الفعل فإذا صحت سنداً فإن مفادها حرمة السب واللعن كما فهمها بعض العلماء الذين سوف يأتي الحديث عنهم، لا الكراهة التي هي أحد الأقسام الخمسة «الحرمة، والوجوب، والاستحباب والكراهة، والجواز».
2- مفاد هذه الروايات مع روايات أخرى صحيحة السند وقوله تعالى ﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ «الأنعام: 108» وأن اللعن من سائر الناس أحد مصاديق السب؛ مفاد كل ذلك:
أن السب واللعن من الأمور المحرمة: وذلك أن الإمام أمير المؤمنين منع أصحابه بشدة من الشتم واللعن كما جاء في الرواية الأولى والرابعة «قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!» وفي الثانية والثالثة «قالا: فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم؟» ومنع الإمام المعصوم دال على الحرمة. فالسب واللعن لم يكونا من الأمور العبادية كما يصوره البعض بل من الأمور المبغوضة التي تجلب مختلف الفتن والمصائب.
3- أن حرمة السب واللعن لا تنزه الطرف الآخر ولاتبرؤه من كفره إن كان كافراً أو من فسقه إن كان فاسقاً أو من ضلاله إن كان ضالا «وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ» فقد يستحق الطرف الآخر اللعن والعذاب الأليم في واقع الأمر لأفعاله الشنيعة فهذا شيء، وشتمه ولعنه شيء آخر.
4- أن الإمام عندما منع من الشتم واللعن واللذان هما من مساوئ الأخلاق طرح عملا آخر أكثر مفعولية منهما ألا وهو شرح أفعال الطرف الآخر لجماهير الأمة بعدلٍ وإنصاف دون الكذب والبهتان.
5- الدعاء للمخالف بالهداية عن الضلال «…. وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ» إن صاحب القلب الكبير الرحيم حتى لأعدائه لم يقتصر على عدم سبهم والدعاء عليهم بالعذاب واللعن لهم – حتى وإن فسر بالدعاء على الغير – بل ثقف شيعته أن يدعوا لأعدائهم ومخالفيهم بالهداية، فأين هذه الروحية والثقافة التي يريدها علي بن أبي طالب حتى لمن سل سيفه عليه يقاتله، وبين ثقافة السب والشتم واللعن؟؟؟ !!!
6- الدعاء لهم بحقن دمائهم «اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا….» وفي الرواية الثانية «ولو قلتم: اللهم ! احقن دماءهم….» ولم يذكر «دماءنا» أي لم يذكر دمه ودم أصحابه بل كان نظره على حفظ دم عدوه ومن يقاتله.
إنني لا أفهم لغة السب والشتم واللعن في قاموس هذا الرجل الذي خلقه الله مع ابن عمه وأولاده الهداة رحمة وذخراً وشرفاً ليس للمسلمين فحسب بل للبشرية عامة.
إن المحافظة على حقن الدماء مهم إلى أبعد حد وبأي ثمن كان وبأي وسيلة، والسب والشتم واللعن من أهم أسباب سفك الدماء في الأمة فيحرمان ولو بالعنوان الثانوي إذا لم يحرما بالعنوان الأولي.
7- النتيجة الحسنة: بالالتزام بعدم السب والشتم واللعن فهو الخير للأمة لمحافظتها على كرامتها بل ووحدتها وقد يحصل الوئام بين المتنازعين كما قال «لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ».
8- إن مفردات السب والشتم واللعن لم تكن ثقافة أمير المؤمنين ، بل ثقافة العاجز المهزوم الذي لم يكن لديه أي رصيد علمي أو عملي أو أخلاقي، والإمام أمير المؤمنين بعيد عن هذا بعد ما بين السماء والأرض سواء كان في حال الحرب أو السلم، وشيعته المخلصون على هداه سائرون، لهذا قال حجر وعمرو بن الحمق «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك» فمن يستعمل السب والشتم واللعن – حتى لمن يستحق – لم يتأدب بأدب أمير المؤمنين وإنما تأدب بأدب أعدائه الذين اتخذوا السب واللعن ثقافة استمروا عليها لعشرات السنين.