19 ديسمبر، 2024 3:15 ص

اللعنُ والتلاعنُ السياسي إلى أين ؟!

اللعنُ والتلاعنُ السياسي إلى أين ؟!

لعن (لسان العرب)
أَبيتَ اللَّعْنَ: كلمةٌ كانت العرب تُحَيِّي بها مُلوكها في الجاهلية، تقول للملِك: أَبَيْتَ اللَّعْنَ؛ معناه أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن تأْتي ما تُلْعَنُ عليه.
واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير، وقيل: الطَّرْد والإِبعادُ من الله، ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء، واللَّعْنةُ الاسم، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ.
ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً: طَرَدَه وأَبعده.
ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، والجمع مَلاعِين؛ عن سيبويه، قال: إِنما أَذكُرُ (قوله «قال إنما اذكر إلخ» القائل هو ابن سيده وعبارته عن سيبويه: قال ابن سيده إنما إلخ) . مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يُجْمَع بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لكنهم كَسَّرُوه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن.
وقوله تعالى: بل لعَنَهم الله بكُفرهم؛ أَي أَبعَدهم.
وقوله تعالى: ويَلْعَنُهم اللاَّعِنُون؛ قال ابن عباس: اللاَّعِنُونَ كلُّ شيء في الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن، ويروى عن ابن مسعود أَنه قال: اللاَّعِنون الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنة بمُسْتَحِقها منهما، فإِن لم يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت على اليهود، وقيل: اللاَّعِنُون كلُّ من آمن بالله من الإِنس والجن والملائكة.
واللِّعَانُ والمُلاعَنة: اللَّعْنُ بين اثنين فصاعداً.
واللُّعَنة الكثير اللَّعْن للناس.
واللُّعْنة الذي لا يزال يُلْعَنُ لشَرارته، والأَوّل فاعل، وهو اللُّعَنة، والثاني مفعول، وهو اللُّعْنة، وجمعه اللُّعَن؛ قال: والضَّيْفَ أَكْرِمْه، فإِنَّ مَبِيتَه حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ ويطرد عليهما باب.
وحكى اللحياني: لا تَكُ لُعْنةً على أَهل بيتك أَي لا يُسَبَّنَّ أَهل بيتك بسببك.
وامرأَة لَعِين، بغير هاء، فإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء.
واللَّعِين: الذي يَلْعَنه كل أَحد. قال الأَزهري: اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ، واللَّعِينُ: المَطْرود؛ قال الشماخ:ذَعَرْتُ به القَطَا، ونَفَيْتُ عنه مَقامَ الذئبِ، كالرَّجُلِ اللَّعينِ أَراد مقام الذئب اللَّعِين الطَّرِيد كالرجل؛ ويقال: أَراد مقام الذي هو كالرجل اللعين، وهو المَنْفِيّ، والرجل اللعين لا يزال مُنْتَبِذاً عن الناس، شبَّه الذئبَ به.
وكلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق العذابَ فصار هالكاً.
واللَّعْنُ التعذيب، ومن أَبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلِّدَ في العذاب.
واللعينُ: الشيطان، صفة غالبة لأَنه طرد من السماء، وقيل: لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله.
واللَّعْنَة الدعاء عليه.
وحكى اللحياني: أَصابته لَعْنَةٌ من السماء ولُعْنَةٌ.
والْتَعَنَ الرجلُ: أَنصف في الدعاء على نفسه.
ورجل مُلَعَّنٌ إِذا كان يُلْعَنُ كثيراً. قال الليث: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ؛ وبيت زهير يدل على غير ما قال الليث: ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ، يُحْمَدُ في الـ ـلأْواءٍ، غيرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد: أَن قدره لا تُلْعن لأَنه يكثر لحمها وشحمها.
وتَلاعَنَ القومُ: لَعَنَ بعضهم بعضاً.
ولاعَنَ امرأَته في الحُكم مُلاعنة ولِعاناً، ولاعَنَ الحاكمُ بينهما لِعاناً: حكم.
والمُلاعَنَة بين الزوجين إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنى بها، فالإمام يُلاعِنُ بينهما ويبدأُ بالرجل ويَقِفُه حتى يقول: أَشهد بالله أَنها زنت بفلان، وإِنه لصادق فيما رماها به، فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال في الخامسة: وعليه لعنة الله إِن كان من الكاذبين فيما رماها به، ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَيضاً أَربع مرات: أَشهد بالله أَنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، ثم تقول في الخامسة: وعليَّ غَضَبُ الله إِن كان من الصادقين؛ فإِذا فرغت من ذلك بانت منه ولم تحل له أَبداً، وإِن كانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج، لأَن السُّنَّة نَفته عنه، سمي ذلك كله لِعاناً لقول الزوج: عليه لَعْنة الله إِن كان من الكاذبين، وقول المرأَة: عليها غضب الله إِن كان من الصادقين؛ وجائز أَن يقال للزوجين إِذا فعلا ذلك: قد تَلاعنا ولاعَنا والْتَعنا، وجائز أَن يقال للزوج: قد الْتَعَنَ ولم تَلْتَعِنِ المرأَةُ، وقد الْتَعَنتْ هي ولم يَلْتَعِنِ الزوجُ.
وفي الحديث: فالْتَعَنَ هو، افتعل من اللَّعْن، أَي لَعَنَ نفسه.
والتَّلاعُنُ: كالتَّشاتُم في اللفظ، غير أَن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه، والتَّلاعُن ربما استعمل في فعل أَحدهما.
والتَّلاعُن: أَن يقع فعل كل واحد منهما بنفسه.
واللَّعْنَة في القرآن: العذابُ.
ولَعَنه الله يَلْعَنه لَعْناً: عذبه.
وقوله تعالى: والشجرةَ المَلْعونة في القرآن؛ قال ثعلب: يعني شجرة الزَّقُّوم، قيل: أَراد المَلْعُون آكلُها.
واللَّعِينُ: المَمْسُوخ.
وقال الفراء: اللَّعْنُ المَسْخُ أَيضاً. قال الله عز وجل: أَو نَلْعَنَهم كما لَعَنَّا أَصحاب السَّبْت، أَي نَمْسَخَهم. قال: واللَّعينُ المُخْزَى المُهْلَك. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول فلان يَتلاعَنُ علينا إِذا كان يتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به اللَّعْنَ.
والمُلاعَنة واللِّعانُ: المُباهَلَةُ.
والمَلاعِنُ: مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة.
والمَلْعَنة: قارعة الطريق ومَنْزِل الناس.
وفي الحديث: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبْلَ؛ المَلاعِنُ: جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط عليها. قال ابن الأَثير: وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ؛ قال: هي جمع مَلْعَنة، وهي الفَعْلة التي يُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ له، وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر، فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله.
وفي الحديث: اتقوا اللاَّعِنَيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عليه، فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله في هذه المواضع، وليس ذا في كل ظلٍّ، وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً، واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ، فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب اللَّعْن.
وفي حديث أَنس: مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قيل: يا رسولُ الله، وما الصَّقِّار؟ قال: نَشْءٌ يكونون في آخر الزمن تَحِيْتُهم بينهم إِذا تلاقوا التَّلاعُن،كما في التهذيب عن سهل بن معاذ عن أَبيه: أَن رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا تزال الأُمة على شَريعَةٍ ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يُقْبَضْ منهم العِلْمُ، ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم السَّقَّارُونَ، قالوا: وما السَّقَّارُون يا رسولُ الله؟ قال: نَشَأٌ يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إِذا تلاقوا التلاعنَ، وروي بالسين وبالصاد، وفسره بالنَّمَّامِ. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن يكون أَراد به ذا الكْبرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يميل بخدّه. أَبو عبيدة: الصَّقْرَانِ دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس، قال: وحدُّ الظهر إِلى الصَّقْرين. الفراء: جاء فلان بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا جاءَ بالكَذِب الفاحش.
وفي النوادر: تَصَقَّرْت بموضع كذا وتشكلت وتنكفت (قوله: «وتشكلت وتنكفت» كذا بالأَصل وشرح القاموس). بمعنى تَلَبَّثْت.
والصَّقَّار: الكافر.
والصَّقَّار: الدَّبِّاس، وقيل: السَّقَّار الكافر، بالسين.
والصَّقْرُ: القِيَادَةُ على الحُرَم؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه الصَّقِّار الذي جاء في الحديث.
والصَّقُّور: الدَّيُّوث، وفي الحديث: لا يَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ قال ابن الأَثير: هو بمعنى الصَّقَّار، وقيل: هو الدَّيُّوث القَوَّاد على حُرَمه.
وحاشا لبعض السياسيين أن يكونوا بالمعنى الأخير ، إلا أنهم ربّما ينطبق عليهم المعنى بما يعنى بالوطنية ، وحياة الجماهير ، وإلا ؛ بماذا نفسّر من يفتحوا أبواب بيوتهم أمام داعش والقاعدة .. القادمين من كل صوب وحدب وجنسية ومن كل قطر أغنية ، لكي يصولوا ويجولوا ، ويطبلوا ويزمروا ، ويزرعوا العبوات ويفخخوا ، والتاريخ فاغرٌ يؤرخ ُ !!!
المتاجرة بالأعراض شأنٌ شخصي، لا أحدَ مسؤول عنه إلا (السّقّارون)و(الصّقّارون) ، أما حياة المواطنين .. أموال الشعب .. سيادة الوطن ، فالمسؤولية تضامنية على الناس كافة .. الدّيّوثيون والشرفاء .. الكفار والأتقياء !
والحالة هذه ؛ فما بال الفتية الذين لطخوا أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء هذا الشعب البريء ؟!!!
لماذا تحتضنهم (البيوتات) التي تدّعي الشرف ؟!!
لماذا تجهزهم الجهات المحسوبة على الجنسية العراقية بالسيارات التي يفخخونها ويفجرونها ويضعونها في الأسواق والمحال التجارية وأمام الدوائر الحكومية والناس يراجعون لإنجاز معاملاتهم ؟!!
بالأمس عرض برنامج (خطرٌ جداً) على قناة عراقية ، ظهر الحديث مع (ملعون) يصرُّ على أنه بجرمه المركّب الذي تجاوز الـ35 عملية إرهابية بحق المواطنين الأبرياء ، وهو يقول بإصرار : إنه سوف يدخل بعملياته تلك الجَّنة !!!
إذا كان ما يراه هذا (المجرم) صحيحاً ، فأنا على يقين بأنَّ رسول الله (ص) سيختار (صقر) ولا يعاشر هؤلاء (الصّقارين) !
أخوة الإيمان ؛ إتقوا الله في دينه وفي مسمياته المقدسة .. اتركوا المسميات المقدسة للقديسين ، ولتكونوا (صّقّارين) أو (سّقّارين) ! 
لقد شوّهتم وجه السماء بسخام عقولكم الوسخة .. لقد ذبحتم رأس الحقيقة وقدمتموه طبقاً شهياً للشيطان الرجيم ، لا أقول لكم عودوا إلى دينكم ، ولكن لغيركم أقول : احذروا هؤلاء !
ولم نع ِ ما يدور حولنا بعدُ !!!
لقد امتلأ العراق بالكيانات السياسية .. تعددت المسميات .. انشطرت الأحزاب ..
الكل يلعن ويتلاعن .. الكل يدّعي وصلاً ببابل .. وصلاً ببغداد .. وصلاً بسومر .. وصلاً بأربيل .. وصلاً بحلبجه .. وصلاً بدجلة .. وصلاً بالفرات .. وصلاً بالجبايش .. وصلاً بأهوار العراق .. وصلاً بشط العرب ، وكلهنَّ عاشقات غيرهم .. إنهنَّ كلمات ذات معنى ؛ تعني عشق العراق .. لا شيء غيرَ العراق !
الإرهاب ؛ وصلت ألسنة ُنيرانه إلى عتبات كل ِّباب .. إحترقت به الثياب .. مات بسببه خيرة الشباب ، ولم تنطفئ في الوطن ألسنة السباب !!!
لا نعرف ـ نحن المستقلون ـ الذين لا انتماءَ لنا إلا إلى العراق ! لا نعرف إلى متى يستمر اللعن والتلاعن بين الأحزاب وبين المكوّنات السياسية ، ثم ؛ ما هي ثمرة انتظاراتنا لعملية سياسية ، تكاد أن تتحول إلى عملية إرهابية بعد عشرة أعوام من التنافس والتناحر والتضاد ؟!!!
ما ذنب أجيال وطنٍ ترنو لغدها المشرق ، في الوقت الذي يطمح فيه السياسيون إلى المزيد من المكاسب الشخصية .. مزيد ٍ من المناصب القيادية .. مزيدٍ من القتل .. مزيدٍ من النهب .. مزيدٍ من الضياع .. مزيدٍ من الإرهاب !
يتباهى السياسيون ، والمتربّعون على كراسي الحكم ببغداد ، أنهم يعقدون المؤتمر الدولي الأول للإرهاب في بغداد عاصمة الثقافة العربية ، ولا يخجلون ؛ لأنهم لم يحققوا الأمان والإيمان في ذات الإنسان العراقي بعد عقد من الزمان !
كنا نتمنى على العملية السياسية ؛ أن تعقد المؤتمر الدولي الأول للأمان العالمي في بغداد عاصمة التوافق العربي !
أيّة ثقافة هذه في عاصمة الثقافة العربية ؟!!
لا شيءَ في بغدادَ والعراق ، إلا ثقافة الموتِ والنفاق ! وهي ـ حقاً ـ ثقافة العرب اليوم !!!
ألم ترَ كيف فعل لعنكم بأبناء الجيل ؟!!! ــ (عذراً لكَ ربّي!)
الإنسان العراقي اليوم ؛ إما ميّتٌ مظلوم ، أو حيٌّ ظالم !

أحدث المقالات

أحدث المقالات