إذا كان الرجل الأقوى في العالم هو من يحمل خزانة الصين كما يقول )تشرشل( فانا أرى أن القوة الأعظم في التاريخ المعاصر هي من تتحكم بخزائن العراق والخليج.. ورجل الأعمال الذي ارتدى عباءة الرئاسة في الدولة الأقوى واقصد (الرئيس ترامب) يدرك هذه الحقيقة ويبني تحركاته وخططه ومشاريعه الإستراتيجية على أساسها .. وهو يعلم أن معركته الاقتصادية الكبرى مع التنين الصيني تحتاج إلى ضمان مفاتيح العراق والمنطقة وتنكب مواردها وأسواقها وثرواتها وموقعها الحيوي والإستراتيجي وهذا يحتاج إلى إعادة صياغة أوضاع الإقليم على نحو عاصف وشامل حتى وإن تطلب ذلك استخدام القوة العسكرية المباشرة لتأمين مناخ التفوق في المنافسة الإقتصادية والتجارية والتقنية الشرسة التي ستحدد مصير ووجه العالم عموما والإمبراطورية الأمريكية على وجه الخصوص في الحقبة التاريحية المقبلة.. وهذا التوصيف ربما يقدم إجابة مقتضبة وتفسيرا لما تشهده المنطقة من تحركات وأحداث في الزمن الراهن والمدى المنظور وتكشف عن الوجه الآخر للحرب الخفية بين القوى المتنافسة على السيطرة والنفوذ والثروات في الشرق الأوسط والخليج وفي اعتقادي أن واشنطن لن تسمح بأي تغيير يلامس موازين القوى في المنطقة لأنها ستعده مساسا بمصالحها وعلى حساب قوتها ودورها وإخلالا بالتوازن خطير في مضاعفاته وعواقبه على الولايات المتحدة التي تواجه استحقاقات تاريخية عاصفة وكبيرة تسعى واشنطن إلى التصدي لتداعياتها للحيلولة دون مزيد من التراجع والإنحلال الإمبراطوري..!! وعليه فمن المتوقع أن تلجأ هذه القوة العاتية إلى تفجير التناقضات ورفع منسوب الأزمات والإحتقان والتوتر لاحتواء المجتمعات وشل قدرة الدول في الدفاع عن نفسها ومصيرها..!! هذه قواعد اللعبة بين الكبار ومن يرغب في المشاركة واللعب فيها ومعها ليحدد أهدافه مسبقا ويراجع أوراقه ويجري حساباته وفق ما يريد هو لنفسه وتاريخه وبلده وليس ما يخططه له الآخرون.. وعلى أساس ما يملك من عناصر القوة والضغط والتأثير ومقدار طموحاته وما يتوقعه من حصة ونصيب في الجائزة الكبرى..
*مستشار ومتحدث سابق للقوات المسلحة وخبير شؤون الأمن والدفاع.