7 أبريل، 2024 1:00 م
Search
Close this search box.

اللعب بالنار أخفاء مكتبة الامام الخميني

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمر بعد أيام مناسبة انتصار الثورة الإسلامية المباركة  في ذكراها السابعة والثلاثون , وطاف بي شريط الذكريات في حوادث عصفت بالمنطقة ,وترسخت في ذاكرة التاريخ,  حين وصل الامام الخميني {قدسره} إلى طهران واستقبله جميع أبناء الشعب في حشد مليوني مهيب .. ثم تتابعت الأحداث وسقط عرش الطاووس وهرب شاه إيران محمد رضا بهلوي , ثم جاءت الحرب العراقية الإيرانية , لتنال مدينتي  الفاو حصتها من الصواريخ  والنيران التي شتتت الناس ومسحت المدينة القديمة من خارطة الأرض …

سكنت النجف الاشرف تلك الفترة لتبدأ  صفحة جديدة من العلاقات مع كبار المراجع ورجال الدين الذين كسبت ثقتهم إلى حد كبير ,  ما أريد أن اذكره في هذه المناسبة , حين أرسل علي سماحة السيد مهدي الخرسان حفظه الله , وطلب مني أن اخفي كتب الامام الخميني {قدسره} في عام 1984 , لان مكتبة الامام الخميني كانت عنده أمانة  حين خرج الامام من النجف  في العام المذكور  بدأت مداهمات حزب البعث لبعض بيوت العلماء , وجرى بيننا حوار للتوصل إلى نتيجة تحفظ الكتب من التلف ونحافظ على  حياة السيد الخرساني  وعائلته  , فاقترح سماحة السيد الخرسان أن أقوم بعمل قبر وهمي وادفن الكتب في هيكل القبر ونضع اسما وهميا عليه .. فاعترضت على هذا الاقتراح لان الدفانه يعرفون قبورهم وقبور غيرهم , وقد يتعرض هذا القبر للهدم وتظهر الكتب عندها سأكون صيدا سهلا للأمن والاستخبارات .. إذن لا بد من فكرة ثانية ..

 اقترحت على سماحة السيد أن أقوم بتفتيش بيته لإيجاد مكان مناسب لان إخراج أربعة أكياس طحين مملوءة كتب السيد الخميني وفيها تعليقات وتواقيع بيده عليها  , يعني اللعب بالنار في تلك الفترة .. اهتديت أن اعمل البئر في سرداب البيت مخزنا  لها , بعد دفنه وترك مسافة تكفي أكياس الكتب ونقوم بإغلاق البئر بالشيلمان والطابوق .. وفعلا تم بعدها لبخ السرداب كله , ورصف الأرضية بالكاشي , كان معي شخص واحد فقط هو الأخ حبيب شرهان أبو عقيل من أهالي الفاو .. بعد الانتهاء من العمل ,كنت اعرف مستوى الجريمة في نظر الأمن والحزب .. فقلت للسيد كلمة لا زالت بذهني , قلت :{ سيدنا إذا عرف الأمن بمكان الكتب يعني لا بد احد من ثلاثة اخبرهم , أنت أو أنا أو حبيب شرهان , ورابعنا الله تعالى } في عام 2014 جئت لسماحة السيد في  جامع الأنصاري حيث يصلي هناك ,أخبرته  ان الحكومة الإيرانية ترجو ان يسمح لهم بنبش البئر وإخراج الكتب لوضعها في متحف الامام الخميني في طهران ,الذي يشرف عليه نجله السيد حسن الخميني  , حين تذكر الحادثة ابتسم وسألني كم مضى عليها , قلت بحدود 30 ثلاثين سنة .. قال : صحيح ولكن الغرفة التي فوق السرداب انهدمت وقعت قبل عشرة سنوات ودفنا السرداب كله وبنينا غرفة جديدة بمكانه ..ان إخراج تلك الكتب لا أرى فيها مصلحة مقابل الضرر الذي قد يحدث للبيوت لو قمنا بحفر السرداب والبئر ..

أيام  كانت مرعبة وسوداء قاتمة ولكنها علمتنا الإصرار على الوقوف أمام أساليب الحزب وتفويت الفرصة عليهم في تحقيق كل أحلامهم .. غير ان المؤلم ما بعد السقوط  سمعت أكثر من شخص مسئول يقول : انتم أبناء الداخل كلكم متعاونين مع صدام حسين , او تتعاطفون معه , وضرب ذوي القربى اشد مضاضة.. على القلب من ضرب الحسام المهند ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب