خلال الايام الماضية، أصدر نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” ابو مهدي المهندس الموالي لإيران قرارا مفاجئا بسحب جميع الفصائل الشيعية من المدن السنية والبلدات التي يعيش فيها كرد وعرب وتركمان، وهذا المطلب هو جوهر ما تتمناه الاحزاب الكردية والسنية، وهو امر جيد ولكن توقيته كان مثيرا للجدل، لأنه قد تم في غمرة التحرکات السياسية المحمومة الجارية بين مختلف القوى والاطراف السياسية العراقية من أجل تشکيل الحکومة العراقية الجديدة، ولايوجد هناك من لايشم رائحة إيرانية خلف ذلك القرار.
تواجد الارهابي قاسم سليماني في العراق وتحرکاته المريبة على مختلف الاصعدة والتي تذهب کلها بإتجاه إفشال أي جهد لتشکيل حکومة عراقية وطنية، والمثير للسخرية أن سليماني يتعامل مع کل طرف أو طيف أو جهة سياسية عراقية بلغة واسلوب مختلف، فليس بالامکان إستثناء الشيعة من ذلك خصوصا وإن النظام الايراني وسليماني يتبجحان بکونهما يسعيان للدفاع عن الشيعة وحماية مصالحهم في العراق في أية حکومة يتم تشکيلها، لکن هذا الزعم أثبتت الاحداث والتطورات کذبه وزيفه وإن طهران تستخدم مزاعمها بالدفاع عن الشيعة في العراق وبلدان المنطقة الاخرى کمجرد ستار من أجل تحقيق أهدافها ومآربها المشبوهة ولاشئ غير ذلك.
هذا اللعب المکشوف لطهران من خلال سليماني والميليشيات التابعة له في العراق، خصوصا عندما يتم مغازلة أطراف سنية وکردية نالت الکثير من شرور سليماني خارج أي تفاهم أو تنسيق مع أطراف رسمية أو سياسية عراقية مسٶولة، يأتي في وقت دعت فيه اللجنة العربية لمناهضة تدخلات النظام الايراني في المنطقة الى إغلاق السفارات الإيرانية في جميع الدول العربية والإسلامية باعتبارها مراكز للأنشطة الإرهابية! لکن الذي يجري حاليا في العراق يتجاوز کل الحدود والمقاييس خصوصا عندما تتحرك السفارة الايرانية وسليماني کما يشاٶون، وهو مايلفت النظر کثيرا ولاسيما وإن النظام الايراني وفي ضوء أوضاعه السيئة الحالية يسعى للعمل من أجل تنفيذ مخططات مشبوهة له من أجل تخفيف الضغط عليه، وبطبيعة الحال فإنه وعند تنفيذ تلك المخططات لايراعي أو يهتم لمصالح ذلك البلد ولا لأمنه وإستقراره.
اللعب المکشوف لطهران في العراق من الضروري جدا وضع حد له وعدم السماح للنظام الايراني بأن يحرك رموزه المشبوهين وعملائه المأجورين في العراق کيفما يشاء ومن المهم أن يکون هناك تحرك مضاد ضد الجهود الايرانية المشبوهة من ألفها الى يائها.