الوجوه نفس الوجوه والاحزاب نفس الاحزاب ولم يستطيع الشعب العراقي المتباكِ على هول المصائب الذي تهل عليه من كل جانب وفي مستوى معيشي الادنى في العالم، ان يستطيع التغيير بل حملتهُ الولاءات للانتخاب من يذبح به خلال 19 سنة لأختيارهم لقيادة البلاد لأربع سنوات عجاف ودمار تحت ظل حكم الإسلاميون، ما شاهدناه وشاهده العالم من خلال التلفاز لمجريات برلمان العار إلا مهزلة يخجل منها جبين كل شريف على هذه الأرض بل لنقل مسرحية مدبلجة سوف لا تغير شيء من واقع العراق المرير، العراق يحتاج بناء ومعيشة تليق به وعِلم وتطور واحترام سيادته وحدوده ولا يحتاج اكفان ولا موت ولا حروب ولا عنصرية ولا تمييز، العراق يحتاج قائد انساني لبناء كل ما هدمه الرعاع المتسترين بالدين، العراق يحتاج قائد يحاسب كل من سرق من اموال الشعب ليبني امجاده وامجاد عائلته على ركام وحطام فقراء العراق، العراق يحتاج قائد لحل الاحزاب والميليشيات ونزع السلاح وجعل القانون فوق كل شيء، العراق يحتاج قائد لإطلاق سراح المظلومين القابعين في سجون الطائفية والمغيبين الابرياء تحت سجون قبور المجرمين، العراق يحتاج قائد يضع الشعب العراقي في اولوياته من المعيشة والتعليم والصحة واحترام حرية الرأي.
واهم من يتوقع ان التغيير آتي إلى العراق بحيث ينتشل العراق وشعبه من ظلمات الفقر والظلم وعدم احترام الدستور والصكوك الدولية من القانون الإنساني وحقوق الإنسان العالمي، بل آتي للتغيير من اجل مزيد من المكاسب والسرقات، وواهم من يتوقع إن اصحاب الأكفان سوف يغيرون من واقع العراق وهُم الورقة الذي تلعب بها ايران للمزيد من بسط نفوذها، وواهم من يتوقع مقتدى وأكفانه الذي ملأت برلمان العار ان يخرج من عباءة إيران، والسبب بسيط ان الحائري في ايران يعتبر المفتي لمقتدى وتياره وهو من اشد المناصرين لولاية الفقيه، جميع الحلول في تشكيل الحكومة ليس لها حلول وانتظار الشعب للمنقذ سوف تفشل لكون العراق في نفس الدوامة شبيه بالسنين الذي تلتها، وفي اعتقادي سوف تكون اسوء بكثير، قتل وتكميم افواه وسوء معيشة وبنى تحتية مهدمة، وصمت ايران على ما يحدث في العراق ما هو إلا الرضا الكامل كما خططت ورسمت نجحت تحت ظل حكم اللصوص.
المنقذ الوحيد الشعب ورفض 60 بالمئة من شعب العراق للإنتخابات دليل على ان البرلمان لا يمثل اغلبية الشعب، لكن مشكلة العراق يحتاج شجاعة ودعم دولي، وجربت الجماهير العراقية في تشرين التزام الصمت العالمي عن هول المجازر الذي ارتكبتها حكومة عبد المهدي والكاظمي، ثوار تشرين كانت شجاعة وقوية لكن لم تجد اي دعم دولي اعلامياً او تدخل امريكا او الدول التي تسمى عظمى، بل تخلوا عن شعب العراق ليواجه مصيره بالقتل والاعدام على تعليق جثث الناشطين على الأعمدة وخطفهم واتهامهم بتهم ارهابية، ان انتخاب رئيس الحكومة سيتأخر بين الشد والانسحابات والرفض، وبالآخر لا يأتي رئيس حكومة الا بالتوافق بين ايران وامريكا، وحتى بوجود رئيس الحكومة لا يتغير واقع العراق المرير صاحب الحظ السيء عالمياً، يا شعب العراق لا تنتظروا التغيير من الحكومة لإن التغيير الحقيقي ينبع من ارادة الشعب والتحدي والاصرار لتحقيق العدالة الإنسانية.