تبدو اللعبة الامريكية القذرة واضحة ، في معركة استعادة الموصل ، ولم تعد خافية على احد، لاسيما بعد تصريحات البنتاغون ووزير الدفاع ومنسق التحالف ستيف وارن ، هنا سنكشف اسباب جعل ادارة اوباما ،معركة الموصل ،المعركة الاخيرة (كما تزعم) ، للقضاء على تنظيم الدولة داعش في العراق، واصلاح اوضاع العراق السياسية الغائصة في وحل الفساد والطائفية ، وتلعب به ايران وميليشياتها (شاطي باطي)،والاستراتيجية الامريكية المعتمدة في مواجهة الارهاب وملف سوريا والمنطقة ،ولفضح اللعبة الامريكية كلها ، لابد من قراءة ما يحصل الان في العراق، لمعرفة ما يجري في سوريا ودول المنطقة بفعل السياسة الامريكية ودورها في ادخال المنطقة في اتون الفوضى والحرب وتأجيج الطائفية والقومية والاثنية والمذهبية ،التي تعتبرها امريكا (الجوكر) في احداث اي تغيير تريده لها ، كما حصل في العراق، فالعراق الان ممزق مذهبيا وطائفيا (على مستوى الكتل والاحزاب )فقط ، وحكوماته التي نصبها بول بريمر ذات غزو مازالت فاشلة وفاسدة ، وكتل متصارعة، واحزاب متقاتلة ، على المناصب والمغانم ،وميليشيات سائدة تعيث فيه قتلا وتهجيرا وتطهيرا طائفيا ، وتمارس ابشع انواع الارهاب الطائفي واقذره،وقضاء جرف الصخر مثالا صارخا لاعمالها الاجرامية في التطهير والتهجير والابادة الجماعية ، وبرلمان مقسم وهزيل،بفعل صراع النفوذ الامريكي-الايراني في السيطرة عليه ، مع انفلات امني واسع لاحدود له ، وافلاس مالي يشي بانهيار اقتصادي قريب ، ناهيك عن فشل الجيش في تحرير مدن البلاد واقضيتها ونواحيها التي ترزح تحت سيطرة تنظيم الدولة داعش منذ سنتين ، ويظهر المسئولون ليبشروا الشعب ويضحكون علينا بتحرير (قرية هنا او قرية هناك)، يا لبؤسكم ، اعطوا الخبز لخبازته ايها الفاشلون العملاء واطلقوا سراح قادة الجيش العراقي الباسل الوطني ،من زنازين الاسر لديكم ايها الجبناء ،وفي خضم هذه الفوضى العارمة ، تجلس امريكا على تلة السلامة، وتتفرج على ما خططت له لتشمت بالجميع ، وهي تراهم يتصارعون كالديكة ،على مناصب هزيلة ومكاسب زائلة ووطن جريح يغذون السير لتقسيمه وتجزئته الى دويلات طائفية حقيرة لهم ،والشعب بين مهجر ومهاجر ومعتقل وقتيل ومحروم ودائح في دول الجوار والمنافي ، اليس هذا ما يريده اعداء العراق ، وخططت له امريكا وايران وعملوا المستحيل على تدميره وتخريبه وتقسيمه طائفيا واثنيا ومذهبيا ، نعم تحقق لهما هذا ، ولكن ماذا بعد ، هل يستسلم ابناء العراق، ويتركوه بيد وحوش السياسة، واراذل القوم لينهبوه ويجهزوا على ما تبقى منه ، ان ادارة اوباما ادركت تماما ، ان من جلبتهم في غزوها للعراق، فشلوا في ادارة في كل شيء ، واحالوا العراق الى خربة تنعق فيها بوم الطائفية ، بعد ان كان (حلم امريكا )، ان تنشر ديمقراطيتها في العراق ، هذا الفشل اجبر امريكا ان تغير استراتيجيتها في العراق ، وفي المنطقة، خاصة بعد بروز ظاهرة (داعش) ،المقلقة عالميا الان ، وليس امريكا، وهي من صناعتها ، وانقلبت عليها كما ينقلب السحر على الساحر ، اذن المشهد ازداد صعوبة وضبابية ، وخطورة على ادارة اوباما وهو يودع مهزوما ومأزوما البيت الابيض قريبا ، بعد فشل اوباما احتواء النظام السوري وتغييره ، وظهور حركات ومنظمات اسلاموية لاتقل خطورة عن تنظيم داعش في سوريا،لذلك فاوباما وادارته يحرقون الوقت الان لاحداث (هزة ) عالمية تعيد الوعي للشارع الامريكي وينتخب الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له اوباما، وهكذا نراه اليوم يتخبط في تصريحاته ،ويعدل ويبدل كل فترة من استراتيجياته الفاشلة ،في المنطقة ، ويقدم تنازلات مهينة لروسيا بوتين ، وايران خامنئي، لكي يحقق انجازا يشار له ولفترة رئاسته الطويلة ، اوباما والحزب الديمقراطي اليوم امام مفترق تاريخي عسير ، بعد صعود نجم دونالد ترامب وتهديده لهيلاري كلنتون واكتساحه اصواتها في كل الولايات الامريكية ، لهذا نرى الادارة الامريكية تلوح للناخب الامريكي وتوعده بأنتصار تاريخي في معركة تاريخية هامة جدا لامريكا وسمعتها العالمية ، الا وهي معركة الموصل ، التي يزعم ويخطط لها ويعول عليها ، بالقضاء على تنظيم الدولة داعش فيها نهائيا ، لانها ترى ان الموصل، هي عاصمة وعصب مركزي لداعش وخلافتها الاسلامية في العالم ،وهكذا وضع البنتاغون خططا بنفسه لخوض معركة المصير في الموصل، فأنشأ قاعدة عسكرية قرب الموصل سماها القاعدة النارية للانطلاق منها ،مع ارسال احدث الاسلحة والاجهزة والمسشارين والصواريخ الليزرية والمدفعية النقطوية ، وتحضيرات كبيرة من الفرق العسكرية العراقية، وبعض الوحدات العسكرية النخبة الامريكية ، ونصب الاقمار الصناعية وفتح فضائية الحدباء خصيصا لمعركة الموصل ، وبدأت الطائرات منذ اشهر بقصف وقتل ابرز قادة داعش في الموصل ، وقطع الامدادات بشكل كبير جدا وقطع الاتصالات والموارد وعزل المدينة ،نهائيا عن العالم ، بعد قصف مكثف وتمير منظم للبنى التحتية من عمارات وابنية ومراكز الدوائر كانت داعش تستخدمها كمعامل تصنيع وتفخيخ العبوات والمتفجرات ، اذن التحضيرات العسكرية الامريكية والعراقية متواصلة ، لخوض المعركة ، وسط تجويع وحرمان وقتل لابناء الموصل ،الذين يدفعون ثمنا باهضا ،عن سيطرة داعش لمدينتهم، التي سلمها الاراذل والجبناء له ، بأمر من مجرم الحرب والطائفية نوري المالكي لقادته وجيشه المهزوم الجبان، الذي ترك لداعش الدبابات والمدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات والمركبات والهمرات ومخازن العتاد ،الذي كان ممكن ان يهزم كل جيوش العالم به ، ان ادارة اوباما تعول وتخطط لتفجير مفاجأة كبرى (كما تزعم)، قبيل الانتخابات بايام ، الا وهي معركة استعادة الموصل ، ولاندري كيف تستعيد مدينة كبرى بحجم الموصل ،بأيام معدودة ، وهي التي عجزت عن تحريرها بعامين بجيش وحشد عشاري وميليشياوي ونقصد مدينة الفلوجة ، الا اذا كان هناك في الامر (إن)، ونقصد بال(إن) ، ان تصدر اوامر لداعش بالانسحاب من الموصل فورا، قبل تفجير سد الموصل واغراق المدينة واهلها ومن فيها ، وهذا هو المحتمل ، والقريب من الواقع، وكل المؤشرات على الارض والتصريحات النارية لانهيار سد الموصل تؤكد هذا التحليل، وهكذا يكون التحرير، باغراق المدينة وقتل مليوني مواطن بريء بحجة القضاء على داعش ، بعد ان دمرت بناها التحتية بالكامل، طوال عام من القصف الوحشي التدميري، ان امريكا تعمل كل شيء من اجل مصالحها ،حتى ولو قتل الملايين من الشعوب، الم تقتل 12 مليون من الهنود الحمر قبل ان تصبح امريكا الحالية ، نحن هنا نحذر من هذا السيناريو الجهنمي الوضيع ،في تحرير الموصل، فابناء الموصل ورجالها اولى واقدر على التحرير من اي جهة اخرى، اعطوهم السلاح والتجهيزات العسكرية والدبابات وطلقوا سراح قادتها من سجون العملاء، يحررون مدينتهم ومدنهم بايام معدودة ،دون تدمير وقصف طائراتكم بوحشيتها المعروفة ،التي قتلت عوائل بأكملها ودمرت بيوتا على رؤوس ساكنيها ، ان اللعبة الامريكية القذرة في تحرير الموصل ، لايمكن ان تكون معركة نظيفة بقياساتها العسكرية ،ولو بحدودها الدنيا، ولكن لن تكون معركة تدميرية وأرضا محروقة كما تريدها وتخطط لها ادارة الفاشل اوباما، لكي يفوز حزبه الديمقراطي برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ، ويهزم ترامب والحزب الجمهوري بدماء اهل الموصل ، لان تصريحات ادارة اوباما والبنتاغون ترسل اشارة اكيدة لمعركة اخيرة في الموصل نهاية العام ، وتحديدا في الشهر التاسع، ومعنى ذلك ،ان تنظيم داعش يعد العدة للتمدد والتمترس وحفر الانفاق ونصب اكبر كمية من المتفجرات والمفخخات في عمق المدينة ، وارجائها وفي كل شبر من ارض الموصل، وهذا ايضا يعد دمارا اخر ، يدفع ثمنه دما طاهرا بريئا اهل الموصل ، بسبب رعونة ووحشية داعش وادارة اوباما، فكلاهما اشر واجرم من الثاني في تحديد مصير المدينة واهلها، ولايبالي بالدماء التي ستزقها حماقتهما في المواجهة المرتقبة ، وعزاؤنا ان لدينا حكومة معطلة، وبرلمان مقسم وهزيل وفاشل ومتصارع ،واحزاب وميليشيات عميلة تأتمر بأوامر ولي الفقيه ،تقتل على الهوية وتهجر طائفيا ، وفي هذا الخضم والبحر من الدماء تجري انهارا في العراق ، بسبب انفلات الاوضاع وانهيار السلطة التنفيذية والتشريعية بكاملها ،وتفجر وتغول ميليشياتها وسيطرتها الكاملة على الشارع العراقي ،بالحديد والنار وصراعها مع بعضها ،سيبقى العراق اسيرا بيد من لارحمة له ولاشفقة، وسيبقى يصعد يوميا الى هاوية الدمار والدماء والخراب، ان اللعبة الامريكية القذرة في العراق ،هي لعبة الاقوياء، ولكن الى حين لايعلمه الا الله وحده.لذلك ستبقى معركة الموصل وتحريرها، رهينة القرار الامريكي ولعبته الانتخابية القذرة…..