لعنة ألله والناس أجمعين ، على الأمريكان الوحوش ، ألحرامية السلّابة النهّابة أباً عن جدّ ، ألذين إذا دخلوا بلدةً أفسدوها . هذا هو تمام المشهد القائم فوق أرض بلاد ما بين القهرين ، منذ عشر سنوات وثلث سنة . هذه بلادٌ تمَّ تحطيمها بالأكاذيب ، حتى تبيّن أنّ خسائرها في زمان صدام حسين على علّاته وعللهِ وفقر مخياله السياسيّ ، أقلُّ بكثير من مصائبها في زمن الهمج الأمريكان ، ومسامير بساطيلهم من الذين ارتضوا لأنفسهم الرخيصة ، دور برغيٍّ صدء في مكائن انتاج السمسرة . في كلّ عصفٍ عظيم يضرب الناس والبلاد ، تذهب وسائل الدعاية والكذب الأمريكية ، إلى تصنيع إسمٍ جديد ، وعنوان جاهز يعلن مسئوليته وتلذذه واحتفاءه بحفلة شواء الأجساد ، وانصهار الحديد . مسميات حاضرة يجري تلميعها واشهارها على المنكوبين ، بوصفها هي التي فجّرت ولغّمت وقتلتْ . مسئول أمنيّ ضخم جيء به إلى مؤتمر صحفي انعقد بكربلاء ، فسألوه عن السيارة التي انفجرت هنا الليلة الفائتة ، وعن مصدرها ، فأجابهم بثقة النجوم التي شالها كتفه المهدود ، إنّ السيارة كانت قادمة من بغداد ، وتحديداً من منطقة اللطيفية . ألواقعة كانت ما زالت حارّة ، والناس في هرج وبكاء تحصي قتلاها ، وليس بمقدور أعظم قوة وجهاز عسس واستشعار ، أن يثبت الآن ، أن تلك المركوبة الصاعقة ، قد جاءت من منطقة اللطيفية ، من أعمال حزام بغداد العباسية المريضة ، لكنّ المدرسة الأمريكية اليهودية الماسونية القذرة ، هي التي ربّت ودرّبت وأوحت لهذا الفم والمايكرفون ، أنّ الأمر قد حدث هكذا ، ووفق توصيف همّه الأساسيّ ، أن يأتي على ذكر ثنائية التضاد المصنوعة بعناية الغزاة : كربلاء – أللطيفية . ملفّ السيارات المفخخة ، قد تبدو حقائقه التي ستنكشف يوماً ، أغرب من خيال ومخيال الأفلام الهندية والهوليودية . سيارة مجرمة تستهدف مطعماً ، وثانية ملعب كرة قدم ، وثالثة مسطر عمّالة ، ورابعة سوقاً تجارية ، وخامسة مدينة ألعاب ، وسادسة دكان حلاق ، وسابعة مقهى ، وثامنة حانة ، والمؤكد هو أنّ من قاد سيارة الموت وزرعها بباب مطعم ، لم يترجّل منها ، ويدلف إلى بطن المطعم ، ويدور على الزبائن ، ليكشف عدد الشيعة منهم ، ويقارنه بعديد السنّة ، ثمّ يقرر تفجيرها . سيارة الموت العراقية الملغّمة ، تتجاذبها سلة أسلاك وصواعق تفجير ، أشهرها السلك الأمريكي المجرم ، وأخوه بالتخادم ، السلك الإيراني ، وثمة أسلاك محلية ومجاورة ثانوية ، تسند السلكين الرئيسين ، بعضها غطس حدّ أذنيه ، في مرحاض الطائفية وبرميل زبلها ، الذي أريد له أن ينفتح على الفقراء ، مثل باب جهنم . في زمان صدام حسين ، المحاصر والمنهك والمفلس ، لم تعرف البلاد تنظيم قاعدة ، ولا سيارات ومركوبات مفخخة ، وكانت الشابة الشيعية من سكنة البصرة ، تخرج وصويحباتها ليلاً ، على ظهر قطار صاعد ، أو سيارة نيسان ، وجهتها جامعة الأنبار ، ومثلها الشابة السنية من سكنة صلاح الدين ، تشيل نفسها بسيارة نازلة صوب جامعة البصرة ، ليلاً أو فجراً حتى صباح يوم دراسي آمنٍ وجميل ، فهل ثمة مخبول موهوم يصدّق بعد هذا ، أن صدام حسين ، بعدته الفقيرة ، قد نجح ، وفشلت أمريكا العظمى وذيولها . في مشهد مجاور مجتزأ ، حافظت أمريكا الحرامية ، على عمليات انتاج وإخراج أزيد من ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً ، من بطن العراق ، وهي عملية معقدة وضخمة ، تمتد جغرافيتها على عرض وطول أرض العراق ، وآباره وأنابيبه وموانئه وشاحناته ومنصاته ، فكيف تنجح أمريكا الوغدة في تأمين هكذا عملية ضخمة ، وتفشل في عملية سهلة ، مثل حماية دماء الناس ؟
ألإجابة بسيطة وغير معقدة ، وهي أن الزناة الأمريكان يفضلون ويعشقون برميل النفط ، وليس برميل الديمقراطية العزيز . أللهمّ أعنّا عليهم ، وعلى من والاهم ، من المقطّمين والدائحين ، واجعل نفطنا يا عزيز يا جبار ، ناراً زقنبوتاً يأكلونها في بطونهم ، فوحقّك يا رحمن ، إنّ العراقيين يحبّون لوحة فائق حسن ، وقصص محمد خضير ، ورواية عبد الخالق الركابي ، وشعر بدر شاكر السياب ، وتماثيل محمد غني حكمت ، وهدف يونس محمود ، وصوت ناظم الغزالي ، وملحون طالب القرغوللي ، وتمثيل حمودي الحارثي ، وتفسير طه باقر ، وتشخيص علي الوردي ، وريل مظفر النواب ، وميانات يوسف عمر ، وبحّات داخل حسن ، وسلالم جميل بشير ، ولم يهمّهم يوماً ، إن كانت أية مئذنة من هؤلاء ، سنية أم شيعية .
[email protected]