ما أحرانا اليوم ؛ ونحن نعيش ايام عاشوراء ، أن نستلهم من تلكم الذكرى الأليمة أعظم الدروس وأدق العبر، بالسير على النهج الرسالي للإمام الحسين ، الذي لم يخرج أشراً ولا بطراً ، ولكن خرج لطلب الإصلاح في أمّة جده رسول الله (ص) .. ما أحرانا اليوم ؛ ونحن نعيش الحرية الفكرية .. حرية المعتقد .. حرية الطقوس .. حرية المناسك .. حرية الممارسات النبيلة الواعية ، التي من الحريِّ أن تتجلى هنا في العراق بأبهى صور التجلي ، بأدائنا وعملنا اليومي والتي تعكس رونق المذهب الذي سار عليه الحسين (ع) وأتباعه المخلصين.وماضر لو أننا ترجمنا قبسا من هذه المدرسة في أدائنا الوظيفي .
وانا اعبر يوميا جسر الناصرية البطئ الذي كان سريعا قبل إن تضربه طائرات العدوان الأمريكي في عام 2003 وتسببت بخمسة حفر صغيرة ولم تفلح بإسقاط الجسر الذي بناة (الكفار ) البرازيليين من إتباع حضارة الانكا . بأحسن تشييد ونصحوا في بنائه خير نصيحة .
مضى على حال الجسر في حالته المؤذية تلك عشر سنين، عبرت وتعبر عليه كل يوم آلاف السيارات واللوريات والتريلات والمكائن الثقيلة، والجسر لايزال قائماً مقاوماً منتصباً. وفي رأي المتخصصين أن سنوات من التحمل لملايين الأطنان من هذه الحمولات هي أفضل اختبار للصلابة والمقاومة والقوة… والذي ابدي فيها الجسر مقاومة عجيبة…مستمدا من روح الصبر والجلد والعناد المتأصلة في نفوس أهالي الناصرية.وكل مافعلته هذة الحفر الخمسة هو إرباك وازدحام حركة السير وتأخر مصالح الناس كون الجسر ممر حيوي وطريق استراتجي يربط شمال العراق وجنوبه .ولكن ورغم مرور أكثر من عشر ة سنوات على فاجعة التحطيم لهذا المنشأ الحيوي الا انه لم تجري علية إي إصلاحات ولم نلمس أي بادرة للجهات المختصة لاصلاحة وكل مالمسناة إجراءا مضحكا وبائسا ببناء جسر حديدي قريب منه بممر واحد ليكون بديلا في انتظار إصلاحه .
أكثر من عشرة سنوات مر على الجسر ومئات المسئولين والاختصاصيون وسياسيون ونواب وممثلي سلطة مركزيه ومحلية . يعبرونة يوميا و لم تهتز شواربهم ولم يرف لهم جفن وهم يرون المأساة اليومية من تزاحم السيارات واهتزاز الجسر تحت وطأة الحمولة الغير متحركة لعشرات الشاحنات والتي تعبر يوميا تحمل جرائها المواطن العراقي والناصري ألاف الساعات الضائعة التي يفقدها يوميا تجار وعمال وموظفون وكسبة وطلبة جراء هذا الاكتظاظ والتأخير .
يا ترى ماذا سيكون رد المسئولين في المحافظة لو إن مصلحا حسينيا علويا امتشق سيفه ووضعهم على المحك وفي قفص الاتهام لأنهم قصروا في أمور الرعية .وعند سؤالهم عن سبب تلكؤ إصلاح هذا الجسر كل هذا السنين؟ لابد إن سيكون جوابهم … أنهم قدموا ولاءا منقطع النظير لأحزابهم ولكتلهم ولجهويتهم متناسين اي بادرة خيرة لاصلاحه تحت ذرائع الميزانية والتخصيصات والخطط . وكتابنا وكتابكم .
أرى من الضروري إن نبكي وان نلطم على اطلال جسر الناصرية السريع ا وان نقف كأبناء مدينة على إطلال هذا الجسر العظيم ونبكي او نتباكى على ماال اليه حالنا وماهية عاقبة أدائنا الحكومي او يتناخى أبناء الناصرية من مثقفيها ونخبها ومنظمات مجتمعها المدني للوقوف وقفة رجل واحد للفت الأنظار إلى حالنا ونفض الغبار عن ملف جسر الناصرية (البطئ ).