لي صديق يعمل في ألمانيا منذ عشرين سنة وأحواله المادية جيدة ،أرسل أهله مبالغ له في فترات متفرقة كخطوة للهرب من الحرب الأهلية التي تدور في بلدهم من أربع سنوات،وبالطبع لا يمكن له ان يخفي هذه الأموال عن الدوائر الماليّة الألمانية وهو ومنذ سنة معرض لأسئلة المدققين الماليين للتأكد من مصدر الأموال وسلامتها وهُدد حتى ببيع أملاكه علما ان الأموال لا تتعدى 100ألف يورو .. وأستغرب كيف تقبل بنوك هذه الدول الأموال العراقية المسروقة وهي بالملايين وتسمح ان تضعها في بنوكها رغم يقيني أنها متأكدة ان المبالغ سوداء وفق مصطلح الغرب أي أموال حرام وهي أموال مسروقة.
………
قبل عامين طلب صديق لي مساعدتي للترجمة فقد عثر على بيت (فيلا) للإيجار بالقياسات الأوربية ولا يجيد اللغة الألمانية، لَبيتُ طَلبه وبعد ان انهينا كل شيء بين صديقي وصاحِبة البيت طَلبت تلفونه للاتصال به في حالة اختيارهم له في منحه المنزل .. بعدها مباشرة استفسرت: من أي بلد انتم ؟.. أجبتها ننحدر من العراق. قالت يوم أمس استلمت أيميل من شخص في أميركا وبالتحديد من نيويورك يطلب شراء هذا المنزل وعرض عليّ مبلغ 5 آلاف يورو أكثر من السعر المعروض مقابل الموافقة وعند سؤالي له عن عمله ومن أين أمواله أجابني بانه عراقي وبأنه غني أبا عن جد!!! وأضافت.. قلت له لا داعي للاتصال بي مرة أخرى لن أبيع لك المنزل وابُيض لك هذه الأموال لأنها (شفارس كيلد) أي أموال سوداء- حرام وقد سرقتها من أموال العراقيين.
كل سياسي مرحلة مابعد2003 فداؤك سيدتي.
تمنيت ان تكون مواقف بنوك أوربا رادعة للسرقة و السُرّاق كموقفك. وبإمكان بنوك أميركا وبريطانيا وسويسرا وباقي دول أوربا والعالم ان تكشف كل السرقات خلال أيام ان أرادت لكن اعتقد أنها لن تفعل وتقوم هي بسرقة من سرقوا أموال العراق خلال الخمسين عاماُ الماضية.