23 ديسمبر، 2024 1:23 م

اللصوص لا يصنعون التغيير

اللصوص لا يصنعون التغيير

قبل 16 عاما ,اعتقد العراقيون أن التغيير السياسي الذي حدث سيأتيهم بتحقيق الكثير من الأماني وأن شمس العراق ستشرق بالالوان وأن البلد سيتحول الى واحات خضراء وحدائق غناء وأشجار لوز وتين قطوفها دانية . ولكن على مدى ال 16 سنة الماضية عاش العراقيون كابوسا طويلا فثروات البلد تتبدد وتسرق أمام أعينهم . عاش العراقيون كل يوم على فساد استشرى في دوائر الدولة كالسرطان في جسد منهك , فكل شيء معروض للبيع عبر استهتار مكشوف يمارسه معظم ما يسمون بموظفي الدولة بدراية وعلم ما يسمون بمسؤولي الدولة . بعد 16 عاما عدا ونقدا تبين للعراقيين وبدون أي لبس أو شك أن ( مناضلو )وأدعياء العملية الخرقاء الجوفاء المسماة كذبا وزورا بالسياسية ليسوا الا مجموعة لصوص وثلة من قطاع الطرق والجهلة وخصيان العقول . تبين للعراقيين أن من جاء بهؤلاء رسم لهم الدور المطلوب لينفذوه بأدق تفاصيله فقد توزعوا زرافات وقطعان أزلاما وأقزام وعظاريط على موائد دول الجوار وغيردول الجوار وهذا ليس اتهاما فهم أنفسهم يجاهرون بها ويفخرون . لقد رأى العراقيون كيف ان أشخاص فرادى أو جماعات يتصرفون بثروات محافظاتهم دون أن يلحظ المواطن أي تغيير للافضل على الارض . ليس هذا فحسب بل انتقل هؤلاء اللصوص بعد احكام سيطرتهم على المال العام الى سرقة المال الخاص والتضييق على المواطن دون رادع باجباره على دفع الجزية عند مراجعته ما يسمى بدوائر الدولة قبل أن تصبح دوائر للسراق والمحتالين .لقد ادرك العراقيون ان ما تغير هو تغيير من دكتاتورية الفرد الواحد الى دكتاتورية الجماعة ,ومن دكتاتورية الفرد الواحد الى دكتاتورية السراق والجهلة وخصيان العقول . بعد كل ما تقدم أصبح العراقيون على قناعة تامة بأن الانتظار مضيعة للوقت فقد أدركوا خطورة المرحلة وحراجة اللحظة . لقد أدركوا بأن حان وقت الخلاص من الظلم والاضطهاد والاذلال , حان وقت الخلاص من دكتاتورية الافاعي وأكلة الجيف ,حان الوقت لنرفع بلدنا من الرمال المتحركة للفساد والرشوة والحرمان الى الصخرة الصلدة الصماء للمساواة واحترام الانسان وضمان كرامته وكبرياؤه العراقي المعهود . لقد رأى العراقيون كيف انهارت مؤسسات بلدهم فمثلا الحال المزري الذي وصلت اليه العملية التربوية والجامعات التي لا يدرس فيها الكتاب بل الملازم والمستشفيات التي اصبحت فنادق للجرذان والكلاب السائبة ورأوا أن الكثير من السراق تذكروا فجأة بأن العلم نور فحصلوا على الدرجات العلمية بدون أدنى جهد فيما الكثير من الطلاب تركوا الدراسة تحت ضغط الفاقة . العراقيون يعرفون تماما كيف تبنى البلدان ووجوب ان يكون الشخص المناسب بالمكان المناسب وان الالقاب لا تمنح الا بتقييم علمي مهني وهناك الكثير مما نقوله في هذا المجال ولكن اولوياتنا الان أن نصيح أوجاعنا باعلى صوت وايصال هذا الصوت الى جميع المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان . علينا ان نكتب الى برلمانات العالم الحر نشرح بالضبط ما يجري في بلدنا ونفضح اكاذيب لعبة التدوير المعتمدة بينهم . يجب ان نذكر ما نمر به من مآسي وبدون تردد وباننا نحن العراقيون لو كنا ادلينا باصواتنا في صناديق القمامة لماجاءت لنا بهكذا نماذج . علينا ان نكتب للصحف العالمية وبكل اللغات والكثير منها تعاطف معنا وكتب عن سفاهة واستهتار هؤلاء ومن هذه الصحف الديلي ميل والغارديان البريطانيتان والموند الفرنسية والنيو يوركر الامريكية واخريات نناشد عبر مساحات اعلانية فيها احرار العالم لنصرة قضيتنا العادلة . علينا اعداد ملفا شاملا كاملا عن جرائم هؤلاء وتسليم نسخ منه الى سفارات العالم لايصال الصوت العراقي الى جهات العالم الاربع . لم يعد الوضع يحتمل مزيدا من التأخير فاللصوص لا يصنعون التغيير بل هو من صنع ايدينا .