الفساد الادبي, نمط جديد قديم من انماط الفساد, وربما هو عميق وغائر العمق في تاريخ الفنون الابداعية قبل عصرنا الحديث, حيث انتشرت وسائل الاتصال وكانت السرقات الادبية، في وقت سابق تقتصر على انتحال احدهم، بيت من الشعر او نص نثريا او تزوير لوحة لاحد الرسامين, وآنذاك كانت الدنيا تقوم ولا تقعد, ايامها كان الذي يقوم بهذا الفعل ينقطع عن محيطه ويواري وجهه بعيدا ويترك الحرفة التي سرق في اجوائها الى الابد.
المجتمع الابداعي ينظر الى السارق بنظرة دونية ويصنفه على انه كمن وضع يده في جيب غيره.
مع اتساع وسائل الاتصال، وتيسر سبل التزوير والانتحال والسرقة، سيما في الفضاء الالكتروني اتسعت ظاهرة السرقات الادبية والثقافية والاعلامية، بشكل غير مسيطر عليه وضاع من خلالها الاصيل بالمزور، والمبدع بالمنتحل، واتخذ اللصوص اساليب متعددة خاصة في فن المقالة والفنون الاعلامية الاخرى, هذه الظاهرة تنبأ عن وجود سرقات، لجهد فكري وشخصي بضحالة تفكير السراق، وضآلة حجمهم وخوائهم المعري اذ لو كانوا يتوفرون على حد ادنى من الملكات والمهارات الابداعية والمعرفية؛ لما وحلت ارجلهم في هذا الميدان القذر، تتسع هذه الظاهرة في جماعات الكتاب الجدد، فلغبائهم المطبق يضنون ان سرقاتهم ستمر دون ان يكتشفها احد!
ناسين او متناسين ان ذات الفضاء الالكتروني ذاته يوفر امكانيات هائلة عن كشف اي سرقة, اية الله (Google )ومنافسه السلفي (yahoo) والتكفيري (Bing) وباقي محركات البحث الالكتروني تتيح وبيسر مدهش كشف ما اعتروه.
من المؤسف جدا ان نشهد هذه الظاهرة في اوساط كتاب يدعون الحرفية والمهنية, لكنهم بواقع الحال بعيدين كل البعد عن هذه الصفات, وليس هذا فحسب بل انهم من اتباع الدين الاسلامي ويفترض انهم مسلمين!
وان افترضنا تطبيق الشريعة الاسلامية على هؤلاء لأقمنا عليهم الحد بكسر اقلامهم قبل ايديهم.