لم تمضي الا ساعات حتى تعالت الاصوات الرافضة والمنددة لمشروع تشكيل اللجنة التنسيقية للمحافظات الست التي ضربها الارهاب ولكن يبدو ان هذا المشروع هو محاولة لإحياء الصورة القديمة البائسة لسياسيي السنة لكن بإيطار وإخراج جديد , ولا يخفى ايضا ان فشل هؤلاء والتجربة القاتلة في قيادة اهل السنة شجع الكثيرين لان يستبق اعلان فشله حتى قبل اعلانه , لكن ما اريد ان اشير اليه هو أن من انتقد او من اعترض على هذا المشروع من السياسيين هم ليسوا افضل حالا من قادتهم او اساتذتهم الذين صعدوا على اكتافهم ورضعوا من فشلهم وفسادهم وخيبتهم .
فقد كانوا جزءا كبيراً من الازمات التي عصفت بهذا المكون عندما تقلبوا وارتموا وتآمروا من اجل الحصول على مكاسب خاصة , وبالتالي هم جزء من منضومة فاشلة وتأمرية وعقلية فاسدة , إرتووا جميعهم من ذات الكأس , واليوم عندما شعروا ان طريق الوصول الى العبادي قد اغلق عند اعلان هذا المشروع بعد ان بنوا آمالاً عريضة بأن يكونوا الممثلين الجدد ومن الرعيل الثاني للسنة كما يقولون , فقد نسوا أنهم من مدرسة الفشل ذاتها , لا بل انهم اكثر فهلوة وشيطنة من قادتهم لانهم تعلموا الدرس جيداً , وبالتالي اذا ما اراد احد ان يغير كل هذه الوجوه البائسة عليه البحث عن أناس لم يكونوا جزءاً مما عانى ابناء هذه المناطق , لأن من شب على شيء شاب عليه .
