23 ديسمبر، 2024 6:00 م

اللجنة الأولمبية تفرض سطوتها على الإنتخابات

اللجنة الأولمبية تفرض سطوتها على الإنتخابات

يتحدثون عن الديمقراطية ويتفاخرون أنّها نجحت بامتياز حين طبّقت أولاً في الوسط الرياضي العراقي ، اسطوانة مللنا سماعها كلما اقتربنا من أي عملية انتخابية تخص وسطنا الرياضي المثقل بالهموم والمتاعب الجمّة والتي نسأل الله أن يخلّصنا منها ويريحنا لأننا لم نعد نحتمل الأكاذيب التي تروّج أو تلك التي يسوّقونها علينا وكأننا نعيش في كوكب غير الذي يعيشون فيه هم ونقصد السادة المبجّلون المبشّرون بالأطايب والخيرات التي تبدأ ولا تنتهي لأنّها مقطوعة من عرق ودماء الرياضي العراقي الفقير الذي لا ذنب جناه سوى أنّه آمن مثلنا بالديمقراطية التي التفوا عليها كما (الأرضة) التي لا تبقي ولا تذر .. أنواع من الجراد يريد الإتيان على الأخضر واليابس من دون رحمة أو شفقة ليسد حاجته لإكمال دورة حياته التي تبدأ وتنتهي بالضرر الذي لا يمكن التخلّص من آثاره .. كنّا نترقب مثلما يترقب غيرنا أن تنطلق العملية الانتخابية لمفاصل اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية التي حدد لها يوم (16) الجاري ، لكن أموراً استجدت بعد الاجتماع الأخير الذي تم عقده مع من يمثّلون رياضة محافظات العراق الأكثر تعرّضاً للظلم ، ليحدث التغيير المتوقّع حيث حدد يوم الأول من كانون الأول القادم كموعد للبدء بالعملية الانتخابية التي نؤشّر عليها أموراً كثيرة ونتمنى أن يتم تجاوزها لأن الانتخابات المزمع إقامتها بدأت تثار حولها الأقاويل والكثير منها كان صحيحاً بعد أن تأكدنا من ذلك ، لكن يبقى الأهم فيها هو وجود كبار اللجنة الأولمبية في اللجنة المشرفة على الانتخابات وهم من أعضاء المكتب التنفيذي الذي لم يغفل أيضاً أن يقرّب من يرتاح لهم من الذين يناصرونه من الإعلاميين ليستثمر وجودهم ويضمن كسب المؤيدين له أو تحجيمهم .. علاوة على ما تقدّم فهناك أمراً آخر يتعلّق بأناس يتواجدون في المكتب التنفيذي أو يرغبون بالترشيح للمناصب يرتبطون بصلات قرابة من الدرجة الأولى أو أقل من ذلك مع اللجنة التي تقود الانتخابات وهذا السبب لوحده يعدّ كافياً من أجل استبعاد من يمتلكون التأثير من الأقارب على سير العملية التي لابد لها أن تكون ملبية لطموحات الأغلبية الذين نجزم أنّهم لن يقفوا عند حدٍ معيّنٍ للحصول على حقوقهم التي كثيراً ما تم التجاوز عليها خلال السنوات الماضية .. نستطيع أن نشبه اللجنة المشرفة أو التي تراقب الانتخابات بالقاضي والجلاد بآنٍ واحد ، لكون من يتواجدون فيهما من المرشحين للمناصب كرؤساء اتحادات أو مكتب تنفيذي أو مواقع مالية وإدارية في تشكيلة اللجنة الأولمبية ، فكيف ستستقيم الأمور وينال الناخب الحرية من دون تأثيرات جانبية بدأت منذ الآن والله وحده يعلم أين ستقف .. اللجنة الأولمبية أصبحت ومن خلال تواجد قيادتها أو المؤيّدين لها على قمّة العملية الانتخابية باتت هي من تفصّل القماش الذي ستجبر الرياضيين أن يلبسونه ، سواء كان مناسباً لمن يلبسه أو غير ذلك ، كون الغاية الأهم تكمن بالحفاظ على الكراسي الملعونة والتي بسببها وصلنا إلى حافة الانهيار الرياضي .. كنّا نطالب بعدم تدخل الحكومة في الرياضة لكي تبقى الرياضة بعيدة عن الصراعات السياسية وغيرها من التأثيرات ، لكننا وبعد الذي نراه من أشياء لا يقبل بها أي منصف ، ها نحن نصرخ مستنجدين بالحكومة أن تتدخل لكي تعيد على الأقل جزءً من النقاء الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه .. اللعبة انكشفت وسقطت الأقنعة ، فمن ذا القادر على حماية الديمقراطية ؟!.. يبقى السؤال عائماً حتى وإن دخل من أبواب من يمثّلون الشعب لأننا كم حوّلنا لهم من قضايا تم إهمالها أو ركنت على رفوف النسيان .. ضمائر حية نناشد وهي الوحيدة التي يثق بها أهل الرياضة والقلم فأين أنتم ؟.