18 نوفمبر، 2024 3:37 ص
Search
Close this search box.

اللبنة الاولى في البني التحتية الاولى هو الانسان

اللبنة الاولى في البني التحتية الاولى هو الانسان

لم يلحظ المراقب لسياسة قياداتنا في العراق اهتماما ببناء وتنمية قدرات وطاقات الفرد العراقي وتستثمره بالشــكل الصحيح الذي يقودنا إلى ان نحاكي دول العالم في النهضة والإزدهار…..  لماذا علا داخلهم صوت الأنا وإلى متى تضل هذه الأنا .. فهم لم يكتفوا بجعلنا أوطاننا مستنقعات أخلاقية وبيئية تفوح منها أقبح الروائح بل أمعنوا في كسر أنفسنا تلك الأنفس التي لطالما ظلت شامخة معتزة بدينها وقيمها فنحن نعلم جيداً من نحن ومن نكون …..ابتعدوا عن القيم فعاثوا في الأرض فساداً وسرقوا ونهبوا الثروات والأراضي والممتلكات لم يتركوا لنا حتى القليل ، ساهموا في إخراج أســوأ ما في شخصياتنا من شراسة وعراك متهالكين على الدنيا لأجل أن نستطيع العيش فقط وليس لنا هم سوى أن نعيش ….مازلنا نقبع في غياهب التخلف والجهل والفساد تحت وطــأة الظلم والإســتبداد
سبقتنا دول كثيرة وهم أقل منا إمكانيات وثروات وحضارات بمراحل عدة وبقينا نحن ومازلنا في ذيل الركب
….. إلى متى ترتضي هذه القيادات لنا هذا التأخر .. لماذا لا تضع يدها في أيدينا للنهوض بأوطاننا ، لماذا تتركنا نصارع هذه التغلغلات التي صنعتها هي عن سبق إصرارٍ وتعمّـد  .
يعتبر بناء الانسان وتنمية قدراته وطاقاته من اهم وسائل النهوض الحضاري والإنساني، فهو (الانسان) صانع الحضارات والنواة الاولى لرقي المجتمع وتقدمه.   ولنا في موروثنا الاسلامي ما يثرينا في هذا ..فقد قال تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا  ….  سورة الاحزاب   ( 72 )) …وقال تعالى )هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها …..سورة هود (61)  ) توضح  الايتان اعلاه قيمة الانسان عند خالقه وعضمت دوره في الحياة وفي التغيير ……وايضا منهج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقد عمد إلى تربية وتزكية وترقية وبناء عقول أصحابه قبل شروعه في بناء دولة الإسلام، فلما قامت دولة الإسلام في قلوبهم وامتلأت بها عقولهم قامت على أرضهم ………فتجد النبي  صلى الله عليه واله وسلم يامر اسرى بدر ممن يجيد القراءة والكتابة ان يعلم عشرة من المسلمين الاميين مقابل حريته ..وهي وسيلة لبناء الانسان ..او اهتمامه بكل فرد من ابناء شعبه فالضعيف والفقير عنده كالوجيه والغني كلهم عنصر مهم من عناصر التكوين المجتمعي فصنع منهم قادة فكر وقادة علم وقادة مجتمعيين فعبد الله بن مسعود الرجل القصير القامة ذو الجسد الضعيف الفقير الذي لا يعبه له احد حوله النبي صلى الله عليه واله وسلم بايمانه باهمية الانسان في بناء المجتمع الى رجل يذكره التاريخ والى قيام الساعة وكذا الرجل الاعمى عبد الله بن ام مكتوم  وايضا ابو سفيان ابن حرب حوله من رجل كافر عدو حقود متامر الى مجاهد في الثغور تفقع عينه في المعركة ولا يتراجع …
…الشواهد كثيرة.. التي تثبت ايمان النبي صلى الله عليه واله وسلم  بان الانسان اصل ومرتكز في البنى التحتية لبناء المجتمعات والدول
     ولدينا العديد من الشواهد في العصر الحديث لدول مثل ماليزيا وسنغافورة وقبلها اليابان وكوريا، كيف كانت وكيف اصبحت حالياً عندما استثمرت في عقول ابنائها وركزت على التعليم الحديث والمتطور وقد جنت ثمار ما ذهبت اليه فصارت في مصاف الدول المتقدمة
والغرب كذلك فقد جعل  الانسان هدف تذوب تحته كل المسميات فصار من اجله تشرع التشريعات ومن اجله تعمر الحياة ومن اجله يسعى الحكام والاحزاب والسياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها
    تسعى كل الفلسفات والنظم إلى بناء الإنسان أو المواطن الصالح باعتباره محور البناء ومرتكز أي إنجاز حضاري حسب رؤيتها للوجود وبما يتفق والقيمة العليا التي تتبوأ رأس الهرم لديها، فهي وإن اختلفت في الرؤية أو المنهج   تتفق على أن بناء الإنسان هو جوهر بناء الحضارة ذاتها
أن بناء الإنسان يجب أن يسبق بناء المجتمع، وأنّ الاستثمار في صقل وتنمية الأشخاص؛ يجب أن يسبق الاستثمار في إقامة وتوسعة الشركات والمؤسسات والبنايات
فنجـد أنه يتم إنـفــاق المليارات كل عام لإنشاء البنى التحتية في المجتمعات وبناء المصانع والشركات في حين أن أهم لبنة من لبنات البناء التي من خلالها يتم بناء الإنسان منذ نعومة أظافره وهي المدارس والدور التربوية
كم نتوق لبناء شخصية إنسانية مطمئنة لاتعرف القلق والا التوتر ، قوية شجاعة لا يعتريها خوف ولا ضعف قادرة على الجهر بكلمة الحق دون هيبة من أحد وقادرة على مواجهة الباطل وحماية
فعليكم سادتي ياساسة ورجال الدولة وبناة العراق ورجال دين ومثقفين واعلاميين  ……ان تسيروا على خطى من سبقكم بالتجربة ونجح ….على خطى النبوة في الدول التي حكمت بالاسلام كماليزيا وتركيا وووو………على خطى اليهود  كما فعلوا في دولتهم اسرائيل ……..اوالنصارى كما في اوربا وامريكا والغرب عموما ….اوعلى خطى الملحدين والوثنييين …..كما في اليابان والصين وكوريا وغيرها …او العرب كما فعلت الامارات وقطر وعمان وغيرها ….فكل من على هذه البسيطة وعى هذا وتبناه …الا نحن ……نعود متراجعين الى زمن الصراعات الجاهلية والقبلية والطائفية ………فمالكم عن التذكرة معرضون ؟؟؟
اينما تلتفتوا سادتي لكم دلالات وعلامات وايات …..لا يغفل عنها الا من جعلهم الله صم بكم عمي فهم لا يفقهون…… ويقينا انتم لستم كذلك ……فعليكم اخوتي وساتي باللبنة الاولى وهي بناء المواطن العراقي بالشكل الذي يجعله ايجابيا …..

أحدث المقالات