23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

اللامي يضع حكومة عبدالمهدي في خانة ( اليًك )

اللامي يضع حكومة عبدالمهدي في خانة ( اليًك )

في اجرأ ما يمكن وصفه بتاريخ الصحافة الاستقصائية العراقية , أوغل الصحفي  ( رعد اللامي ) في جرح كل من له صلة بالرقابة والنزاهة والمتابعة , ابتداءا من المجلس الاعلى لمكافحة الفساد , ومرورا بدائرة المفتش العام , ودوائر تحقيقات النزاهة ومحاكمها , وبعض من وزارات الدولة , وانتهاءا بديوان الرقابة المالية بكل فروعه , ساعتين متواصلة افضى بها ( اللامي ) من على قناة دجلة الفضائية , بكل ما بجعبته من تساؤلات واستقصاءات واتهامات بالاسماء والعناوين لجميع اعضاء اللجنة الاولمبية العراقية , وبمرأى ومسمع من المناصرين والخصوم , وبمواجهة شرسة كشف ( اللامي ) عن حيثيات ملفات خطيرة ومليئة بالتحدي لجميع اجهزة الدولة , وكنس عنها بكل شجاعة غبار وتجاهل الايام والشهور والسنين  السابقة , درسا بليغا للشجاعة والمواجهة والمحاججة بالوثائق , ليضع حكومة عبدالمهدي في خانة ( اليًك ) , هي اشبه بالقشة الني ستقسم ظهر البعير , ملايين الدولارات العراقية صرفت بطريقة مليئة بالشبهات , وكم كبير من الوثائق المزورة , لقيادات تبوأت مناصب رفيعة في الحركة الاولمبية العراقية , وقيود جنائية موثقة على عدد اخر , واستيلاء مبرمج على اراضي الدولة والتصرف بها , وانتهاك صارخ للقوانين العراقية , تصريحات     ( اللامي ) التي اصابت الشارع العراقي بالذهول من اعلانها بالامس الى اليوم , خلفت وراءها تساؤلات كثيرة حملها هذا الملف , اولها هل بدأ الشارع الاعلامي العراقي بمرحلة تحول , لا نهاية لها في مواجهة واقع الدولة المرير ؟ وماذا كانت تفعل اجهزة الدولة التي اعلن عنها ( اللامي ) بالاسماء , بعد ان وثق بالدلائل بأن الغالبية العظمى من هذه الملفات قد مرت بالجزأ الكبير من هذه الاجهزة دون اتخاذ اي اجراء ملموس ؟ ومن يقف وراء مؤسسة بهذا الحجم لتطيح بكل هذه الاموال دون واعز او خوف ؟ والسؤال الاهم ما هو موقف حكومة السيد عبدالمهدي ومستشاريه واجهزته الرقابية ومجلسه الاعلى بعد ان اعلن ( اللامي ) بأنه قد سلم مجمل هذه الملفات اليها ؟ ارى ان حجم المشكلة اكبر من كونها صحفي مارس دوره الطبيعي , بل هي مكاشفة ودرس يمكن من خلاله تحليل واقع الامور لبرنامج السيد عبدالمهدي وحقيقة نواياه في ملف مكافحة الفساد , فاذا كانت مؤسسة رياضية بهذا الشكل تلتهم مقدرات الدولة المالية كالحوت , واجهزة الحكومة مكتوفة الايدي الى الخلف , فكيف يمكنها التصدي الى دلافين الفساد الاخرى , التي طالما فشل من سبقه في ايقاف شهيتها ؟ واذا كانت مؤسسة بكل هذه المواجهات المعلنة لفسادها حسب ما اظهره ( اللامي ) في مئات الوثائق ولم تحرك ساكنا لحد الان في مكاتب السيد عبدالمهدي , فمتى سيجلي عبدالمهدي غبار الكسل عن اجهزته كما جلى صبات الكونكريت ؟ الادهى من كل ذلك فأن اللجنة الاولمبية المتهمة بهذه الوثائق , اعلنت مقاضاتها ( اللامي ) واحالته للقضاء , فهل عاد الجلاد مظلوما ؟ ام هي محاولة لتكميم افواه الاخرين ؟ ام هي رسالة مغلفة باحترام سلطة القانون توجهها الاولمبية الى الشارع الرياضي الذي زعزع ثقته ( اللامي ) بهذه اللجنة ؟ . ولكن وبالرغم من ذلك فاننا نستطيع تشخيص نمو الرفض لكل عمليات الفساد في قطاعات الجمهور العراقي , وذلك من خلال التحرك الذي بادرت اليه , جهات غير رسمية للدفاع عن قضية ( اللامي ) التي تحولت الى قضية رأي عام بأسرع من البرق , كاعلان بعض من المحامين للدفاع عنه, وانتشار المناشدات لعدد من زملاءه الصحفيين لتوفير حماية له , وتحميل الحكومة مسؤولية الحفاظ عليه , وكذلك تكفل بعض من دعاة الاصلاح لكل الاجراءات المترتبة عليه من جراء صرخته المدوية , في الجانب الاخر فلازالت حكومة عبدالمهدي لم تتجرأ بكل اجهزتها للاعلان عن موقفها , للتحقق من حيثيات ودوافع هذا الظهور الشجاع للصحفي والذي بات حديث الشارع خارج اسوار المنطقة الخضراء .

ان رسالة الصحفي كانت واضحة وبدون رتوش ( تريدون موقفا شعبيا لمكافحة الفساد ؟ فهذا انا انموذجا ) وما بقى على الحكومة الا اما قراءة الرسالة بكل سطورها وغاياتها , أو نسيانها وكفى المخلصين شر المواجهة ( وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ) , ونعود مرة اخرى الى حيث ابتدأت الحكومات التي سبقت حكومة السيد عبدالمهدي بشعارات المكافحة التي ما اينعت زرعا صالحا , وبكل هذا وذاك فان صرخة الصحفي ( اللامي ) هي علامة بيضاء في رداء نقابة الصحفيين تستحق الفخر .

[email protected]