23 ديسمبر، 2024 6:10 ص

عنوان المقال إستوحيته من قول شعبي مأثور في العراق”بکل عزا لاطم”، وتطلق على الذي لاقرار ولامبدأ ولاموقف محدد له وانما يجري خلف أهوائه و رغباته و مصالحه، وقد رأيته مناسبا جدا لإطلاقه على الدور الملفت للنظر الذي قام و يقوم به حزب الدعوة الاسلامي منذ الاحتلال الامريکي للعراق و حتى يومنا هذا، ولاسيما بعد التصريحات الاخيرة للسياسي العراقي، عزت الشابندر، التي قال فيها أن”حزب الدعوة الشريك الاساسي في الغطاء للعملية الامريكية العسكرية التي نتج عنها احتلال العراق” ولاهم من ذلك تأکيده على إن”الدعوة من المؤسسين والداعمين لاحتلال العراق وتدميره طائفيا” مضيفا بأن”اختيار امريكا للدعوة وادخال قياداته في الحكم لم يأتي من فراغ فقد كنا نتابعهم خطوة بخطوة.”، وهذه التصريحات لايمکن النظر إليها إنها قد تم إطلاقها جزافا بل إنها تعکس حقيقة و واقعا لمسه و يلمسه العراقيون بکل وضوح!
حزب الدعوة الذي يسعى قادته حاليا لإظهاره بأنه الحزب الاکثر حرصا على العراق و المصالح العليا لشعبه، لکن ومنذ الاحتلال الامريکي للعراق و إجراء الانتخابات، يهەمن حزب الدعوة على مقاليد الامور الب حد کبير وله حصة”الاسد”بهذا الصدد، ولکن وهنا يکمن الداء و تسکب العبرات، لم ينعم الشعب العراقي بالراحة و الامن و الامان و صار العيش بصورة عادية أعلى قليلا من الکفاف، حلما يراود العراقيين!
لو وضعنا فترة حکم نوري المالکي خلال ولايتين له تحت المجهر، فإننا نجد أنها کانت فترة فظيعة و مأساوية حفلت بالکثير من الاخطاء الشنيعة و بفساد أسطوري يندر له مثيل إلا في أواخر العهد العثماني بل و أسوء من ذلك، ذلك إن إختفاء مئات المليارات من الدولارات و مئات المشاريع الوهمية و عشرات الصفقات المشبوهة التي کبدت العراق خسائر فادحة، الى جانب المواجهات الطائفية المقيتة التي جرت بعد حادثة تفجير المرقدين العسکريين في سامراء و التي صرح الجنرال”جورج شيلتون” قائد القوات الامريکية وقتها في العراق من إن إيران کانت وراءها، والتي کانت الشرارة التي أشعلت ذلك، کلها کانت من برکات حکم حزب الدعوة الاسلامي.
هناك قضية و أمر أهم يتعلق بدور حزب الدعوة في العراق و ما إرتکبه و يرتکبه من أخطاء مقصودة و غير مقصودة بحق السعب العراقي، وتتعلق بالعلاقة الراسخة و القوية لهذا الحزب بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وإنه لايقدم عى أي عمل أو نشاط إلا بعد أن يشعل هذا النظام الزوء الاخضر له، ومن هنا، فإن المشکلة تعود من حيث جذورها الى الدور الايراني المشبوه في العراق!