بات اللاجيء العراقي يعيش اوضاعا مأساوية في الدول الاوربية التي اختارها ومنها السويد لتكون ملاذه الامن الذي فقده في وطنه ..فالاجيء قد باع كل شيء بابخس الاثمان وتحمل معاناة الوصول الى هذه الدولة او تلك وبعضهم فقد حياته في البحر او في الغابات وهو امر ليس بالهين او البسيط وبدلاً من ان يعيش حالة استقرار نسبي تراه يعيش هاجس الرفض ليس بسبب ضعف قصته بل بسبب ما يشاع من ان بغداد تعيش وضعا امناً لايستوجب الهجرة وهو امر مضحك مبكي فشر البلية ما يضحك وكأن السويد وغيرها من الدول لاوربية لم تتابع حديث رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بعد سلسلة تفجيرات طالت مناطق من بغداد مؤخرا عن دعوته اطراف العملية السياسية الى اللجوء للبرلمان ان ارادوا سحب الثقة عنه بدل اللجوء الى الصراع الدموي!لن يحتاج اللاجيء العراقي الى تأكيد زيف وبطلان هذه الحجة الواهية ولانظن ان دولة متقدمة مثل السويد بل اية دولة اخرى تحتاج الى معلومات عن مستوى تدهور الامن وعدم استقراره .. الا اللهم ان كانت وسائل الاتصالات قد قطعت بقدرة قادر فجعلت السويد او غيرها لاتعرف عمنا يجري في
العراق من تفجيرات ارهابية مروعة تستهدف الابرياء ومنها تفجيرات ليلة راس السنة الميلا دية وما تبعها من عمليات ارهابية في بغداد العاصمة استهدفت مناطق متعددة منها منطقة السنك واسواق جميلة ومدينة الصدر والمنصور وحي الجامعة واستهداف مركز للشرطة في الغزالية وغيرها من الجرائم الارهابية في بغداد التي يزعمون انها آمنة .. كما لانظن ان دول اوربية ومنها السويد لا تمتلك احصاءات نشرتها منظمات دولية وجهات رسمية عراقية عن ارتفاع نسبة جريمة الاختطاف كما ان منظمة حقوق الانسان الدولية نفسها قد اصدرت كتابا خصصت فيه السويد وعمم على دول اوربية دعت فيه مؤسسات الهجرة الى قبول العراقيين كلاجئيين وانصافهم كون العراق منطقة خطر !!
لانعرف خفايا الامور السياسية التي تجعل دولة مثل السويد ودول اوربية اخرى تدير ظهرها للاجيء العراقي حتى انها تغالط حقائق الواقع المر الذي اجبره على مغادرة الوطن بهذه الطريقة ، ولايسرنا ان نكون عبئا على هذه الدول التي نعرف حجم الضغوط التي تتحملها جراء هذا التدفق الكبير باعداد اللاجئين عراقيين وسواهم ، غير اننا نرجوهم ان يتعاملوا معنا باحترام وانسانية وبشفافية وصدق فلا يضحكوا علينا
ويقولوا بغداد آمنة او غير ذلك فهم يعرفون جيداً المعنى الحقيقي للامن ويدركون ان العراق احتل وللاسف ومنذ سنوات مرتبة اسوأ دولة من حيث سعادة الانسان !!
الامن بشكل بسيط يعني ان لاتكون قلقا على اطفالك وهم يذهبون للمدرسة من ان تستهدفهم عبوة او سيارة مفخخة او اي شيء اخر .. الامن هو ان تضمن ان لايدق بابك عنصر من عناصر الجريمة او ارهابي داعشي او ميليشياوي طائفي وينهي حياتك وحياة عائلتك .. لن نتحدث هنا عن زيادة نسبة الفقر والبطالة والنازحين ولا عن تغلغل الفساد ولن نتحدث عن ما تعانيه المرأة من ظلم مركب حتى وان كانت موظفة ومستوى ما تتعرض له من مساومات لبيع جسدها لهذا المسؤول او ذاك ممن فقد ضميره وخان شرف المسؤولية وهو ما صرحت به النائبة عالية نصيف قبل ايام ، لن نتحدث عن كل ذلك ولا عن صفقات الرز الفاسد التي توزع مع الحصة التموينية للمواطن برغم انها لاتصلح حتى كعلف حيواني ، لكننا فقط نرجوكم ان تضعوا ضمائركم امامكم وانتم تتعاملون مع اللاجيء العراقي ..وان تشاهدوا الاخبار من وسائل الاعلام لتدركوا ان كنا نعيش امنين في وطننا ام لا !! وحسبنا الله على من اوصلنا الى هذا البؤس.