23 ديسمبر، 2024 7:01 ص

لم يجدي نفعا عبادة الاصنام التي كان الانسان يعتقد ان روح الاله متستر فيها. ولم تكن صناعة الالهة من الحلوى والتمور ذو جدوى قط بعد ان اكتشف الانسان انه يصنع الاله بنفسه وان اللات والعزى وهبل ليسوا سوى صناعة محلية. ترك الانسان عبادة الصنم بعد ان اكتشف زيف هذا الاله، وهجر الوثن بعد ان ادرك حجم السخرية في هذه العبادة التي لم تشبع من جوع ولم تغني من فقر.

انتهى زمن الاصنام هذا ولو بعد حين، لكن الانسان لم ينتهي من عبادة غير الله. حيث ان بعد ذلك انتقل الانسان الى تقديس الانسان نفسه هذه المرة. وليس كل انسان، بل الانسان صاحب الجاه والعز والملوك والذين يتسنمون المناصب. على امل ان يقضي له حاجته من دون الله وان ينهل من فيض الخيرات التي يتمتع بها هذ الانسان صاحب الملك والجاه والمنصب.

اعتقد ان الامر الاخير كان اسوء.. اي ان عبادة الانسان وتقديسه اسوء من عبادة الاصنام. فان هبل واللات والعزى كانوا من الحجر ولا يعرفون ان الناس قد اتخذتهم الاها. لكن تقديس الانسان الى حد كبير والجهاد في سبيل نيل رضاه والحرص على التقرب منه، يدفع هذا الشخص ليمشي في الارض مرحا فخورا متغطرسا وكانه يخرق الارض ويبلغ الجبال طولا، بل الى ابعد من ذلك فانه يتصور نفسه الاها اوحدا كما فعله فرعون والعياذ بالله.

لابد لمن يتظاهر بانه يقدس صاحب منصب او جاه ان يفكر بما قدمه له هذا الشخص، ان يفكر مليا بما استفاد العوام منه. ان نفكر الف مرة ومرة بمن المستفيد من منصب هذا الشخص عدى شخصه والاقربون الاولى.

ترك الانسان لعبادة الاوثان لم يكن سهلا وقد استغرق وقتا طويلا.. فكم سيستغرق يا ترى ترك الانسان لعبادة البشر من اصحاب المناصب؟ ومتى سيكف عن تقديسهم؟ متى يا ترى سيهجر الانسان عبادة الاوثان البشرية؟ متى سيقتنع العوام بزيف هؤلاء وان لا خير فيهم.. فهم اصنام صنعتها ايدي الغير، تماما كما كان هبل واللات والعزى؟ ام سننتظر رسالة السماء لنفيق من شركنا هذا؟

ولله الامر من قبل ومن بعد.