23 ديسمبر، 2024 7:36 ص

اللؤلؤة المدفونة.. تنتظر الاهتمام

اللؤلؤة المدفونة.. تنتظر الاهتمام

بعد أن بناها و اتخاذها عاصمة من قبل الحاكم الأموي الحجاج ابن يوسف الثقفي .. واستمرت بعده واشتهرت بسواد العراق لكثرة الزراعة فيها, أصبحت مدينة الكوت مركزا لسك النقود وصناعتها، فضربت النقود الذهبية والفضية والنحاسية.. كذلك أشتهرت بالصناعات النسيجية, كالستائر التي عرفت باسم (الستور الواسطية) ذات الألوان المتعددة، والبسط والانماط – وهي نوع من المفروشات, فضلاً عن الصناعات الكمالية كالعطور, والخزف والفخار التي تميزت بأنها طينية وذات لون بني وأخضر، وتحوي نقوشاً بارزة، وصناعة الحُليّ منها الخواتم والقلائد والأساور التي تصنع من الذهب والفضة, التي ظهرت نتيجة ارتفاع المستوى المعيشي، وتواجدت أغلب تلك الصناعات في الجانب الغربي من السوق الجامعة.
واسط مدينة توسطت بين البصرة والكوفة، وكانت ذات أراضي خضراء واسعة ومنتعشة إقتصاديا, ومعسكرا للجيش الأموي وقادته.. وما حوته من مؤهلات جيولوجية تؤهلها أن تكون مركزا إقتصاديا جاذبا للاستثمارات و مركزا سياحيا عظيما، يفوق ما تملكه أغلب الدول والمدن المتطورة.
لا ينقصها ايادي وعقول شبابها، فشبابها المتوقد بالعلم والمتسلح بالمعرفة و المتقدم بالتكنولوجيا ، قادر أن يضعها في مصاف المدن المتطورة, وهي فقط تحتاج لخطة تترجم على أرض الواقع مع بعض الدعم والحقوق.. وستبهر النتائج العالم .. الحكيم عمار أشار بشكل دقيق و واضح إلى تلك المؤهلات, ومكامن القوة والنجاح في محافظة واسط الطيبة، وأهلها الشجعان، وتحدث بعمق عن مصادر الاقتصاد النابع من موقعها الحدودي والجغرافي والنفطي.. بما ينافس دولا بأكملها.
تسليط الضوء على واسط بهذه المرحلة، من قبل شخصية متزنة كالحكيم، ومكانته المؤثرة في قلب العملية السياسية بل يمكن أن يعد أباً وقائداً لها، مؤشر يبعث الطمأنينة بأن الحكومة ورعاتها، جادون في انتشال مدينة الكوت من واقعها المرير, وتحويلها إلى مدينة يستحقها أهلها, كلؤلؤة انتشلها من يعرف قيمتها..
كثيرون يرفعون شعار الوطنية ويرقصون تحت أعلام الوطن، لكن الوطنية الحقيقة هي أن تدعم مشاريع البناء والتنمية والتطوير.. فهل نشهد دعما لمبادرة الحكيم من قبل نشطاء و وطنيين؟.. ام للوطنية باء لا تجر؟!