23 ديسمبر، 2024 8:25 ص

الكيمياوي دواء الدواعش.. لنشارك في هذه الحملة

الكيمياوي دواء الدواعش.. لنشارك في هذه الحملة

اعترف امام الله وامامكم اخوتي الاعزاء بانني لم اشعر بحالة من الانهاك وكانني ابذل جهداً استثنائياً وانا احاول ان اكتب الان فلم يعتريني شعور كهذا في اي من كتاباتي من قبل والله على ما اقول شهيد.

فلا نظيف جديداً عندما نؤكد تصدر ظهور الدواعش كل الواجهات الاعلامية في الاشهر الاخيرة.

ولكن لانظيف جديداً بقساوة اقوى عندما نثبّت ان ظهورهم وتفوقهم بهذا الشكل العجيب لم يستغرق السنتين فقد تم تشكل هذا التنظيم في العام الماضي وهو ما لم يكن له سابقة تاريخية ابداً.

والامر يشتد بشكل يسلب اللب عندما نعود بذاكرتنا قليلاً لنكتشف ان انطلاق هذه الحثالات بالشكل الذي تم لم يبدأ الا بعد ان تم التأكد من السيطرة على السلاح الكيمياوي السوري.

ويصبح الامر لايطاق بكل المقاييس المعقولة وغير المعقولة عندما نتتبع تحركات القوى العظمى لمواجهة هذه الآفة.

فالرئيس الامريكي يتردد لمحاربة التنظيم رغم توجيه الانتقادات اليه حتى من اقرب مقربيه وهو ماضٍ باسلوبه البارد المتلكأ، والرئيس الفرنسي يزور العراق على وجه السرعة وكأن على راسه الطير ويتحفنى بتصريحات رنانة يتصور من خلالها العبد لله بان داعش ستنتهي قبل ان ينتهي من عشاءه ليحل عليه صبح يخلو من داعش ولكنه يفاجئنا في بيته بان فرنسا لن تتدخل بقوة برية وتكتفي بضربات الجو ويتزامن تفخيم التصريحات الخرقاء بان الطيران الفرنسي قام بضرب احدى القواعد الداعشية ولاندري ماذا حققت فعلاً هذه الضربة او قل “الزربة” !!.

وبعد انتهاء مؤتمري السعودية وفرنسا اللذان لم نحصد منهما الا الكلام في كلام يخرج لنا داعش ومن خلال ماكينته الاعلامية القوية بفلم محنك يدعم الحرب النفسية بشكل ليس له مثل تحت عنوان ( لهيب الحرب ).

وقد سلط الكاتب الاسرائيلي جاي كلنر الضوء على الاسلوب الغريب للماكينة الاعلامية لداعش في صحيفة ( Israel Today ).

ونشاهد قبل هذا عمليات ذبح لاجانب وبدم بارد ونقرأ ونسمع وقتها بعض التصريحات الامريكية بانها تتحقق من الشريط المعلن ونحن ندور في دوامة التحليلات. ولم نتحقق من سبب البرود الغربي هذا فلربما كانا هؤلاء المغدورين من المغضوب عليهم لدى حكوماتهم كونهم كانوا صحفيين وحرية التعبير في بلدانهم لاتطاق لهذا ربما كان الامر يشكل درساً لانفهم كنهه.

والامر المزعج حتى النخاع ما خرجت به علينا الصحف الامريكية بقولها ان الدكتور العبادي هو صدى المالكي رغم كل ما فعله الرجل من اصلاح واصرار وجدية لتأسيس البلد بشكل صحيح وكأنهم يجسدون قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، او باسلوب كاتبنا الكبير الساخر وجيه عباس والذي يشفي الغليل احياناً ( جوه وبره فرشتلك وانت مايل ايه يعدلك ).

واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تصريح احد كبارهم قبل فترة بانهم سيصنعون لنا اسلاماً جديداً يليق بما يريدونه.

فقد آن الاوان كي نجلس ليس للتحليل فبأعتقادي اننا لم نعد بحاجة لذلك انما لنرى مانحن فاعلون.

انا لا أومن بنظرية المؤامرة ولا تبهرني الخرافات والخزعبلات مهما كان مصدرها بل لا أؤمن حتى بالسحر وان ذكر في القرآن الكريم ولي فلسفتي الخاصة لتخريج ذلك.

ولكن وبعد وضوح هذا الواقع، اليس من حقنا ان نتسائل كشعب يريد ان يعيش عن ماذا حل بنا؟. لقد تم محاربتنا نفسياً، وتم شق صفوفنا كأمة واحدة وقد ساهمنا في ذلك جميعنا مع الاسف الشديد دون ادراك منا، وتم استهلاك قدراتنا بحيث اصبحنا نصرف اكبر جزء من ميزانيتنا على التهجير والمهجرين ونحن كمن يحفر بابرة، فلو صرفت هذه الاموال على شراء اسلحة خرافية وليست متطورة فقط لكان حالنا غير الذي نحن فيه.

اذن وبكل صراحة اخوتي الافاضل اننا ودون شك لا نعيش الا حالة استنزاف من النوع العجيب الثقيل الجديد، استنزاف على كل الاصعدة النفسية فقد فعلت الحرب النفسية بنا فعلتها، والعسكرية حيث ظهر ضعفنا المخجل في عدم مقدرتنا للتصدي لشرذمة بسيطة حديثة العهد حتى لاتأريخ لها، واجتماعياً فقد خسر السني اخيه الشيعي الذين كانا تربطهم علاقة الاخوة الاجتماعية البعيدة عن التعقيدات المذهبية، وفقدنا الامان الذي يعد احدى النعمتين الكبريين الى جانب الصحة، واصبح الارهاب في الكاظمية بعد كل التصريحات البعبعية التي لاتتعدى ان تكون في ركاب الحرب النفسية لانها تمثل في حقيقتها تخدير للاعصاب، والا ما فائدة التصريحات اليومية الخرقاء ازاء ما نسمعه من استعدادات لحرب الدواعش ونسمع ونقرأ (لقد تم هذا اليوم قتل عشرة دواعش، لقد تم هذا اليوم القضاء على ثلاثين داعشياً) وكأننا في لعبة باردة والوضع يزداد تفاقماً.

اننا نعيش مهزلةً تأريخية بكل المقاييس وضحيتها العراق وشعبه والسبب الكبير من بين اساب اخرى هو الخيانة وعدم فهم التحركات الدولية السياسية. لقد جعلونا شعباً مسلوب الارادة يستجير من الرمضاء بالنار لنذعن الى اي امر يملونه علينا فلا حول ولا قوة لنا في ذلك.

هل لمسنا اي نسبة من الجدية الحقيقية في تعاملهم لاصلاح وضعنا وبشكل سريع كما يتعاملون مع القضية الاسرائيلية مثلاً؟!!!!.

لقد تم استغلال كل مايمكن استغلاله لتحقيق هذه الاستراتيجية الرهيبة واستنزافنا بحيث اصبحت انا شخصياً اعيد بذاكرتي الى ايام المقبور صدام عندما كان يحذر بانه سيسلم العراق ارضاً دون بشر اذا ما ذهب. فهل كان يعلم شيئاً عن هذا وكان متأكداً مما سيحصل للعراق؟.

وهل كان مجيء بريمر وسنه لقانونه سيئ الصيت والذي لازلنا لحد الان نحتكم اليه في الكثير من الامور مجرد صدفة وتمشية طبيعية للامور؟ وهل تم انجازه فعلاً بهذه العجالة ام كان جاهزاً سلفاً…. وهل وهل..الخ من علامات الاستفهام التي يقف عندها العقل حائرنا بالم.

فلابد من اعادة حساباتنا وبكل حرقة وفطنة واخلاص دون الطعن بالآخرين او حساب الموضوع ضمن نظرية المؤامرة. انما وجب علينا الآن اعادة الحسابات ولكن بشكل علمي بحيث اننا نصل الى النتيجة مهما كانت حسب نظام البحث العلمي الاوربي دون تحديدها مقدمأ وجرجرت الامور لتنتهي اليها كما ذكرت ذلك في الحلقة الثالثة من سلسلة ( نحن والاسلام ).

واخيراً وبعد كل الهيلمان الذي استمعنا له خلال الشهر المنصرم يخرج علينا السيد شاويس بتصريح مخيب للأمال بقوله ( اننا لانستطيع تحرير الموصل في الوقت الحالي لان كفة داعش هي الاقوى).

هذا التصريح ياتي واقعياً او قل صحوة بعد غفوة وهو يمنحنا الفرصة الاخيرة ربما رحمة بنا علنا نصحو من غفوتنا وننتبه لانفسنا خصوصاً بعد المؤتمرين الدوليين آنفي الذكر. وهو يحمل في ثناياه تنبيهاً للواقع التافه الذي نعيشه والخطر المحدق بنا.

بعد هذا ماذا علينا فعله ان كنا شعباً يعد نفسه من الشعوب الحية؟!.

وعليه على الاخوة السنة ان يدركوا هذه الحقيقة ولايصبحوا العوبة بيد الغير ضد اخوانهم بسبب عامل المذهبية المقيت فمن حفر حفرةً لاخيه وقع فيها كما يقول المثل ووقوعم فيها اوصلهم لحد الركبة لحد الان فنرجوا تداركهم الامر قبل الغرق، والامر نفسه موجه الى الاخوة الاكراد.

اما من يريد الانفصال فاليفصح عن نفسه فقد اصبح الوضع الان وضع تهيأ وترقب لكل الاحتمالات.

اننا وبغض النظر عن كل هذه الحسابات لابد لنا من مواجهة الوضع مواجهة حازمة لانقاذ بلادنا وعليه لابد من المطالبة باستعمال السلاح الكيماوي ضد هذه الجراثيم فعندما تصاب بجرثومة لابد من استعمال الكي كآخر الدواء عند استفحال الجرثومة ونخرها للجسم ولايهمنا اعتراض المعترضين باعتباره سلاحاً محرم دولياً، اليس الذبح والتطهير العرقي محرم دولياً؟.

اليس الرد من جنس الفعل؟. ولهذا يمكننا شن حملة وطنية عراقية اقوى من حملة الجهاد الكفائي بل تمثل بشكلها نفيراً عاماً لمطالبة مجلس الامن بالسماح لاستعمال السلاح الكيمياوي ضد داعش فقط لهذه الضرورة الاستثنائية او في الحالات المشابهة التي يتم استعمال الكيمياءي فيها بعد استحصال موافقة مجلس الامن.

فهل سيسكت اي من الشعوب الاوربية لو حل به ما حل بنا؟.

انا لا ادعو للعنف ابداً كما هو معلوم من كتاباتي غير اني شخصياً ساستعمل هذا السلاح ضدهم وليذهم مجلس الامن ومن لف لفه الى الجحيم لو كنت رئيساً للوزراء متخلياً بذلك عن كل ثقافتي الحضارية كافضل معيدي متخلف فقط لكي لايقال عني ( كتلوا ربعه وهو يتحزم ).   
والله تعالى من وراء القصد