تعرّف الكيمياء على انها ( العلم الذي يختص بدراسة المادة وخصائصها وتحولاتها والطاقة التي يتم انبعاثها خلال عمليات التفاعلات الكيميائية واعادة ترتيب الذرات المكونة لمادة او اكثر لأنتاج مواد مختلفة .. ففي الكيمياء هناك عدة عناصر تتفاعل مع بعضها لتنتج عن ذلك التفاعل عناصر جديدة ) لكن بشرط ان تكون هناك دقة ومعرفة في كيقية التعامل مع العناصر لكي نحصل على مخرجات جديدة ومفيدة والعكس صحيح اذا كان هناك تخبط وعدم معرفة وجهل في كبفية التعامل والتفاعل فستكون المخرجات والنتائج ضارة وسامة وربما كارثية .. كذلك هي السياسة وبناء الوطن لابد ان تكون هناك عوامل تتفاعل مع بعضها من اجل انتاج عناصر جديدة .
بعد هذه المقدمة المتواضعة اقول : نحن جميعا ننتمي لهذا الوطن وجميعنا يحلم بالعيش الرغيد والرخاء والامن والاستقرار ، لكن كيف يتحقق ذلك ؟؟ يتحقق ذلك بأن ندخل جميعا الى ( مختبر ) الوطن ونتفاعل ونتعامل مع سلبيات وأخطاء الماضي والحاضر ونعالجها مختبريا من خلال عناصر تتفاعل وهي : النوايا الصادقة والضمائر الحية والعقول الراجحة المفكرة والحرص على الوطن والنزاهة والشرف ، اقول لو تفاعلت تلك العناصر في مختبر الوطن بشكل صحيح ووفق حسابات موضوعية لما وصلنا الى هذا الحال ونحن نتجرع كؤوس المرارة نتيجة ممارسات بعض الجهلة والطارئين الذين ارجعوا البلد مئات السنين الى الوراء نتيجة جهلهم وعدم ايمانهم بعناصر وعوامل بناء الوطن وتفاعلها ..ناسين او متناسين ان التربية على المواطنة هي احدى ركائز بناء الوطن الذي يعني ان يشارك الجميع في بنائه ، لا ان تكون هناك جهات تبني وهناك جهات تمارس الفوضى والهدم والتخريب والاخلال بالتوازن المجتمعي والامني والاقتصادي من اجل وضع العصا في العجلة ومن اجل رغبات واهداف سياسية وشخصية وحزبية ضيقة …. ووصل بهم الامر الى ان يحرقوا ( اصابعنا البنفسجية ) ويحرقوا احلامنا وارادتنا .. ولاريب عندي ان امثال هؤلاء لديهم الاستعداد ان يحرقوا الوطن .. نعم .. ان يحرقوا الوطن لانهم بالاساس لايعرفون معنى الوطن والوطنية … بسبب امثال هؤلاء رجعنا الى الوراء بسبب حماقاتهم واتعبتنا الهموم واخذتنا الى طريق مسدود لانعرف كيف نعود … لقد اتعبنا الزمان وهرمنا قبل اواننا من سياط وقسوة الواقع الذي تسبب به اولئك الحمقى .. وكلما طرقنا بابا وجدناه موصدا ووجدنا جدارا منيعا … وهناك من اصبح مثل الحية الرقطاء التي تتلون بالوان مختلفة وصفق لهم الاغبياء والمنافقون والمنتفعون…
لقد تعبنا بعد ان داهمتنا الهموم وجثمت على صدورنا ، والكل غارق بهمومه بعد ان تجرع كؤوس المرارة والحرمان نتيجة حماقات وممارسات البعض الخاطئة كانت نتيجة ( تفاعلها ) هذا الوضع المأساوي ..فالى متى نختبئ خلف قشلنا وانكسارنا ؟؟
والى متى سنبقى مكبلين بقيود الالم والخوف من المجهول ؟؟ والى متى نبقى نتوكأ على عكازات مأساتنا واحزاننا ؟؟ والعالم من حولنا يمتطي صهوة العلم والمعرفة والتطور وينطلق في فضاءات الحب والسلام ..