قام رئيس وزراء الكويت الاسبوع الماضى بزيارة رسمية لبغداد أستغرقت يوما واحدا ، وكان اللافت للنظر عند أستقباله من قبل رئيس وزراء العراق فى المطار تقدم ثلة من رجال الامن الكويتيين المشهد فى مراسم الاستقبال مما أثار أستغراب من كان يتابع الاستقبال وبما يوحى بعدم ثقة المسؤولين الكويتين بتوفر الامن لرئيس وزرائهم ولهذا فقد سارع مسؤول كويتى الى تبرير ما حصل بأنه أجراء عادى لتبديل عناصر أمن السفارة الكويتية ؟؟ تفسير غريب لمن يطلع على مراسم أستقبال المسؤولين الاجانب فى زياراتهم للدول الاخرى .
أخبار العلاقات بين العراق والكويت كثيرا ما أستقيها من الصحف والمصادر الكويتية لانه لا أحد يتحدث فى العراق عن هذه العلاقات وخاصة ما يتعلق منها بالتنازلات العراقية المتكررة للكويتيتن ، فعن هذه الزيارة ذكرت المصادر الكويتية بأن ست أتفاقيات وقعت بين الجانبين أحداها تتعلق حسبما اسمته بألاستغلال المشترك للابار الشمالية فقد قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية بأن العراق أوفى بجميع ألتزاماته الدولية ( يقصد للكويت ) بما فيها الايفاء بالتعويضات وأن الكويت ستساعد العراق للخروج من الفصل السابع وأضاف بأن العراق فى هذه الزيارة لم يثير موضوع ميناء مبارك الذى يجرى تنفيذه حسب الخطط المرسومة له ، كما لم يتطرق الى الديون الكويتية . علما بأنه سبق للعراق أن سدد أيضا مبلغ 500 مليون دولار للخطوط الكويتية التى قامت هذا الاسبوع بتسديد الديون التى عليها ( 440 مليون دولار ) من أموال أولاد الخايبة . موضوع أنعدام الثقة خاصة من جانب أل الصباح ليس بجديد ، ففى بداية نشوء الكويت كمدينة صغيرة كان ألامل الذى يرواد سكانها دوما الحصول على ماء الشرب من شط العرب وقد أبتكر أحد الكويتين أنذاك وسيلة ناجحة لايصال مياه شط العرب الى الكويتين بواسطة خزانات تنقلها السفن الشراعية ، الا أن هذه الوسيلة كانت تمر بصعوبات قاهرة وهى تأخر هذه السفن بسبب أتجاه الرياح مما يجعل الكويتيين ينتظرون أياما على الشاطىءأنتظارا لهذه السفن ، ولما دخلت شركات النفط الكويت عمدت الى أسلوب تحلية مياه البحر وقلدها فى ذلك أغنياء وتجار الكويت لكن ظل أمل عامة الكويتيين معلق بمياه شط العرب وكيفية الحصول عليها ، وفى خمسينيات القرن الماضى وأمام اصرار حكومة نورى السعيد يومها على الشروع ببناء ميناء عراقى فى أم قصر عرضت بريطانية على العراق تنفيذ المشروع مقابل أيصال مياه شط العرب الى الكويت بما فى ذلك تبادل تأجير أراضى من الجانبين لتنفيذ المشروعين فى ان واحد وقد واغق العراق على ذلك ، ولكن كان حكام الكويت وتجارها عارضوا المشروعين وبالاخص نقل مياه شط العرب الى الكويت الذى كان مطلبا شعبيا كويتيا أكده الاستفتاء الذى أجراه شيخ الكويت لنخبة من الكويتين ، ولتمرير ما كان يريد فق عمد حكام الكويت الى تزوير نتيجة الاستفتاء فيما بعد ( لمزيد من تفصيلات الموضوع يرجى مراجعة الباب السابع من كتابنا عن الحدود العراقية الكويتية / دراسة تأريخية وثائقية الصادر عن دار الوراق / لندن / بيروت / بغداد مطلع هذا العا 2013 ) ، ويشهد الوكيل السياسى البريطانى فى الكويت على هذا التزوير فى الرسالة التى بعث بها الى المقيم السياسى البريطانى فى الخليج ( 18 كانون الثانى 1956 ) : أذ يقول ، فى حديثى هذا الصباح مع شيخ الكويت أخبرنى بأنه توصل الى قرار يرفض فيه تزويد الكويت بمياه الشرب من شط العرب ، ويعلق المسؤول البريطانى بقوله ” أن هنالك مؤشرات على وجود تأييد كبير للمشروع فى أوساط الكويتيين ألا أن رموز عائلة الصباح ترفضه رغم أن نتيجة التصويت على المشروع التى أجراها الشيخ فى ديسمبر 1955 جاءت مؤيدة للمشروع 35 صوتا مقابل 15 صوتا ضده وأشار الوكيل بأن هنالك ضغوطا خارجية أيضا لرفض المشروع مارستها السعودية ومصر . وأمام رفض الشيوخ لهذا المشروع فقد أصدرت النوادى والجمعيات وشخصيات سياسية وشعبية كويتية بيانات بتأييد المشروع لكن حكام الكويت تمسكوا برفضه وكذلك فعل تجار الكويت خوفا من أن يهدد ميناء أم قصر مصالحهم التجارية وتجارتهم الى نجد .
أن انعدام الثقة والشكوك هى التى كانت ولا زالت تتحكم بشيوخ الكويت وتحرك تصرفاتهم وسياستهم بكل ما يتعلق بالعراق وزادوا عليه الحقد الذى أعمى القلوب والعيون بعد 2 / 8 / 1990 . ولذا فأنهم لن يقيموا علاقة تعاون حقيقة مع العراق حتى وأن كانت لصالح الكويت والكويتيين . لانها سياسة صباحية ثابتة توارثها الابناء عن الاباء .