22 ديسمبر، 2024 3:42 م

الكويت.. وأتساع التشظي والضياع

الكويت.. وأتساع التشظي والضياع

يفصح التفجير الارهابي المجرم، الذي طال مسجداً لاتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في الكويت، انه وبعد أحداث الـ 11 من سبتمبر2001، لم تعد الجماعات الارهابية، تتكون من خلايا، بل أضحى تمددها الأفقي رهيباً، حتى أصبح لا أحد يتنكر حقيقة مفادها، أن عوامل تقوية، هذه العصابات، قد جلب علينا من الاهوال، مالم يحسبه أحد.

ها هي دائرة الاستهداف تتسع، وأصبحت القوى التكفيرية، تستهدف الدول والمجتمعات الامنه، التي تميزت بأنسجامها وتراص افراد المجتمع فيها.

تفجيرات الجمعة، في الكويت، أدخلت اللعبة، في نفق جديد، العراق والدول المتأثرة من هذا التنظيم، كان ولازال يحذر من أنتقال التهديد الى الدول الأمنة، مما يجعل التصادم والتنازع صواعق تهدد العلاقات الاجتماعية بالانفجار والتشظي والضياع.

أنظمة المنطقة، كانت ولا زالت، همها الاول السير وفق الخطة الاميركية، لمواجهة الصحوة الاسلامية، حتى صيرت نفسها، حاميةً لمعاركها ضد الاخرين.

في قبال ذلك، كان المسيطرون، يجتهدون في أخراج الفتاوى، والاحكام، الخاصة بتكفير الروافض وضرورة مقاتلتهم، حتى سلمت لهم مراكز البحوث ووزارات التربية والتعليم، وأصبح الشباب في المنطقة رهائن بأيديهم.

أنك ﻻ ترى الجاهل إﻻ مفْرطا أو مفّرطا، المشكلة التي نعيشها هي جهلنا بحقيقة ديننا، وحقيقة أنفسنا، وحقيقة العالم من حولنا، حتى أصبحنا جماهيراً غوغائية، بيد الذين يصدرون فتاوى التطرف والتكفير.

الهدف من هذه الهجمات، هو شن عمليات تطهير عرقي، وطائفي، في داخل المجتمعات العربية، التي تتميز بتعايش الشيعة والسنة، منذ زمن بعيد، وأحياء سنة أبن تيمية وأبن عبد الوهاب، التي أخذت تنتشر في ربوع المنطقة العربية.

(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )، ( وجادلهم بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيره)، ( ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك)،( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).

هذه الايات القرأنية، مفعمة بمفردات التعقل، والتفكر، والبصيره، وأن تفعيل ثقافة التسامح، واللاعنف، هي المحك الاصعب في قضية الاسلاميين اليوم، وأن تكون العقلانية، والتدبر، والبناء، والفعل، هي البدائل لهكذا تصرفات خارجة عن أطار الدين والانسانية.

هذه البدائل تحتاج الى تعاون، وتبادل، للخبرات والمعلومات، مابين الدول المعنية، لا سيما أن التطرف والارهاب، قد أضحى مشكلة عالمية، لا تستطيع أي دولة، أن تواجهه بمفردها.