23 ديسمبر، 2024 5:36 ص

الكويت .. هل ستنقذ شيعة العراق مرة اخرى

الكويت .. هل ستنقذ شيعة العراق مرة اخرى

في كل يوم سياسي يثبت لنا بالدليل بان حكام الخليج يملكون من الحكمة والدراية السياسية ما يفتقده  معظم سياسيو العراق وبغض النظر عن استحسانها او نبذها اي – سياسة الخليج – ومثال عن السياسة الناجحة  معاوية بن ابي سفيان  حيث  كان سياسيا بارعا استطاع الظفر بالخلافةرغم الخصم المثالي المتمثل ” بإسلام الدولة ” علي بن ابي طالب ، حيث ان السياسة لا مثالية فيها المصلحة ثم المصلحة ولذلك انا من الداعين وبشدة لفصل الدين عن السياسة حتى لا يتدرن بادرانها . فالنصف قرن الماضية اثبتت ان ملوك وأمراء وحكام الخليج اشتغلوا سياسة بفنها الممكن فبنوا بلدانهم لتصل لهذه الرفاهية المحسودة  من قبل اغلب أبناء القومية العربية بل تتعدى الى أبناء الأمة الاسلامية ، وهذا كله جاء نتيجة الحنكة والتفكر بالمصلحة الوطنية اولا وآخرا ( يجلب النار لخبزه)* وهذا هو الأهم،  فالإنسان ابن ذاته فلو ابتعدنا عن المثالية ونكران الذات والصفات الفضفاضة التي تعج برأس المثاليين  والتي تصدم بأول محك حياتي ما ان تنزل من على المنابر  فسيكون من الحكمة بان الانسان يقوم ببناء الاسرة ومن ثم التوسع  بانصاف أقطار ممكنة اذا ما كان  مقتدرا وهكذا تبنى الأوطان( دعوة بقوة للفدرالية ) .
قبل ربع قرن وبسبب عنتريات وشوارب  صدام حسين  جاء (البسطال الامريكي )بصورة ملموسة ومباشرة ليس كما كان بالخفاء ليحرر الكويت العربية الاسلامية من براثن الاحتلال العراقي العربي الإسلامي،  وبحنكة الساسة الخليجيين استطاعوا ان يحرزوا النصر وبأقل التضحيات البشرية وذلك من خلال الاستعانة بالشرطي العالمي ( امريكا)  لتأديب المجرمين أمثال صدام وماكنة تفريخه .  
وكانت بعدها فرصة تاريخية للعراقيين وبالاخص الشيعة المضطهدين ان يتخلصوا من ( قائدهم الضرورة ) وجلاوزته الا ان جيش ( سلطان هاشم  وعلي كيمياوي وحسين كامل ) ** استطاع  وبقساوة بالغة من وأد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في آذار عام ١٩٩١ فضلا عن ما صاحبها من اخطاء موضوعية واتكالات  أجهضت مشروع الثورة ضد الظلم والطغيان آنذاك .
وبنفس العنتريات والشوارب ( انعل ابو شاربكم ) جاء (البسطال الامريكي)  مرة اخرى وفرّ نفس جيش الجلاوزة سابق الذكر لكن هذه المرة بالملابس الداخلية وبمساعدة دول الخليج وبالاخص الكويت الشقيقة التي فتحت صدرها وأرضها وكل ما تملك من اجل تحرير العراق من الطغيان الصدامي وبمنطق رياضي نستطيع ان نقول من اجل تحرير الشيعي العراقي من ربقة الظلم والجور المحيق به  وحدث الذي حدث وسحل الصنم بوقت  غير متوقع وجزء كبير من الفضل يعود للكويت  بموقفها ذاك .
ان الرعونة السياسية والتخبط والفساد الظاهر في العراق استدعى بإلحاح ان يعود (  البسطال الامريكي)  مرة اخرى الى أراضي العراق بعد ان تفاخروا (بيوم السيادة ، وشكرا للمفاوض العراقي ) الا ان  هذه المرة لايزال القرار متخبطا قلقا فالدكتور حيدر العبادي في أميركا رحب بالمساعدة الامريكية وحلفاءها  من اجل دحر الاٍرهاب البعثداعشي ، الا انه ما ان عاد الى العراق تراجع عن القرار وبدا بالكلام الطوبائي عن السيادة  العراقية وعدم دخول الأجنبي  في الوقت الذي داعش فيه باقية وتتمدد وعلى حساب دماء ( اولاد الملحه)  من ابناءنا البواسل عسكرا  كانوا ام حشدا شعبيا. اما دولة الكويت فمجددا فتحت ذراعيها الى الجيش الامريكي ومن معه  من اجل تحرير العراق من الاٍرهاب البعثداعشي او بالأحرى درء الخطر عن الشيعة ،  بعدما ساحت دماء كثيرة  والغالب منها منهم اي -الشيعة-  على الرغم مما ستدفعه الكويت من ضريبة كبيرة ، الا ان حكمة اميرها وسياسي الكويت قرات الساحة كما معهود بها من حنكة ودراية  وقراءة ما بين السطور والبعد المستقبلي للأحداث فاتخذت قرارا صائبا بذلك ، افلا تكون دولة الكويت هي من ساهمت وتساهم الان في إنقاذ شيعة العراق ؟  فساشكر الكويت مرة اخرى كوني عراقي  يائس  وملكوم لا يرى في الأفق غير المزيد من نواح الأمهات الجنوبيات ولا يستبعد ان يكون تنظيم داعش في النهار القادم في عقر داره .
ما اتمناه من حكومة العبادي ان ترى مصلحة الوطن العراقي وتحديدا الفئة الواقع عليها القتل والتدمير وهي الفئة الاعم في العراق  وذلك من خلال الترحيب بمساعدة أميركا وحلفاءها ودون شروط وتعقيد من اجل الحفاظ على ما تبقى من ارواح برئية نحبها ونموت فيها ، فعلى حكومة العبادي ان تتخذ القرار التي تستطيع تنفيذه ومن اجل مصلحة الشعب العراقي وان تبتعد عن القرارات التي لا تستطيع تطبيقها  ( سيادة وتدخل اجنبي  ) واتركوا الاملاءات من اي مكان  كان لان الابن اهم من الجار ، فانا احب جاري جداً لكن اسرتي  اهم .
وكما قالوا” ليست الفرصة بابا مفتوحا أمامك بل انها خطوة جريئة عليك القيام بها “
* مثل عراقي بتصرف ” يحود النار لگرصتة”
**١.حسين كامل زوج ابنة صدام قتله صدام بعد ان خانه
٢. علي كيمياوي بن عم صدام اعدمه القضاء العراقي بعد ادانته في جرمه ضد الشعب العراقي
٣. سلطان هاشم حكمه القضاء العراقي بالإعدام لم ينفذ بعد وهناك أصوات علت الان بعدة غزوة داعش تطالب بإطلاق سراحه
*[email protected]