حاكم الكويت مشعل الصباح لم يكمل عامه الاول في الحكم وقد اظهر نوازعه العنصرية والطائفية بشكل وبسرعه غير مسبوقة من قبل (16) حاكما تعاقبوا على حكم الكويت ..
فهو يواصل اسقاط الجنسية عن كل من له اصول عراقية مع ان الجنسية منحت إما استحقاقا كون ابويه او احدهما سكن الكويت قبل عام 1961 او منحت بجدارة ولاعتبارات تتعلق بصلاحيات امير البلاد ..
طائفيا ،وفي شهر محرم ضيق على اقامة مراسم العزاء الحسيني ، وقد تسببت اوامره التعسفية بصدمة كبيرة كون ابناء الكويت لم يعهدو مثل هكذا سياسات تمييزية طائفية ذات ابعاد عدائية ..
ايضا قلل من مستوى الترابط والتواصل مع العراق ،والحال كذاك مع السعودية واتخذ جانب التحريض على ايران في مؤتمرات القمم الخليجية والعربية وفي اللقاءات مع الاطراف الغربية.
اذ بات واضحا ان امير الكويت من اصحاب الفكرة التقليدية البالية والتي اخطأ فيها الشيخ جابر عام 1990 وهي ان الحل والربط بيد اميركا وبريطانيا وانهما المنقذ والحامي والمنجي وعليهم المعول في الشدة والرخى . !!!
ان النزعه العنصرية ضد العراقيين والتحيز الطائفي ضد الكويتيين الشيعة .. لعبة خطيرة والظاهر انه ماض في هذا الاتجاه ،متمردا بذلك على معادلة التوازنات الداخلية والاقليمية التي اشتغل عليها اسلافه ونجحوا فيها .
بتقديري ان المضي في اللعب بالنار داخليا واقليميا من قبل الشيخ مشعل سيوقعه في المحظور .
° داخليا : ان الكويتيين الشيعة ليسوا اقلية بمعنى الثقل والقوة فهم يمسكون بجزء كبير من الاقتصاد المحلي ، وفقهيا- سياسيا ، فهم من اتجاهات متعددة بعضها متشدد ويحتمل ان يظهروا قوتهم على الارض في لحظة ما اذا اوغل الشيخ مشعل في طائفيته .
° خارجيا : اغلب حكام الكويت كانوا يديرون التوازنات في المنطقة على اساس ( الحذر من ازعاج مثلث الثلاثة الكبار ) وهم العراق وايران والسعودية ، وكثيرا ما لجأ بعض حكام آل الصباح الى الاحتماء بدولة من هذا الثلاثي في مراحل الازمات .
وبتقديري ان الدافع الذي يحرض الشيخ مشعل هو السياسة الاماراتية وتحديدا توجهات الشيخ محمد بن زايد وشقيقه عبدالله فهما ينتهجان استراتيجية الانقياد ل( الصهيواميركية ) التي تسعى نحو جعل اسرائيل القائدة في المنطقة وفرضها على انها الاكفأ في ادارتها امنيا , وما يستتبع ذلك من ممارسات اضعاف كل من العراق وايران وتحييد السعودية .
هنا يكون الشيخ مشعل قد تورط في قضية خلافية لم تجمع عليها الشعوب ،فضلا عن انقسام القرار الرسمي العربي بشأنها فضلا عن معاداته لمثلث الثلاثة الكبار.
والاخطر من ذلك هو ان مشعل يخرج الكويت من ( الحياد الظاهري ) ويدخلها في اتون الصراعات العقائدية والافكار الهدامة وهذا قطعا ليس من ثوابت ادارة الحكم في الكويت طيلة 125 عاما من تولى ال الصباح الادارة السياسية للكويت .
° عراقيا . يبدو لي ان تصرفات حاكم الكويت الجديد ( ملتبسة ) بوهم القوة ،املا في تحقيق مآربه تجاه العراق .
فهو يتوهم بان تحرشاته واستفزازاته للعراق سيدعمها دونالد ترامب وان الرئيس الاميركي سيضيف له مجالا من القوة لاحباط مشروع ( طريق التنمية ) الذي يعول عليه العراق لربط الشرق بالغرب عبر قناة توصل الخليج بالبحر الابيض المتوسط وبالتالي هذا سيؤثر سلبا على مشروع ميناء مبارك الكويتي على وجه الخصوص وايضا افشال المشروع الصيني في الكويت على وجه العموم ( تكلفته نصف تريليون دولار ).
غير ان مستشاري الشيخ مشعل فاتهم تنبيه شيخهم بان طريق التنمية العراقي سيكون حبل النجاة لانقاذ الاقتصاد التركي ، وسيعيد اعمار سورية وسيغير من نمط الحياة الاقتصادية في لبنان .
والاهم بالنسبة للبيت الابيض هو ان ( طريق التنمية ) العراقي، سوف يكون بديلا عن ( طريق الحرير ) الصيني وسيحبط المشروع الصيني في الكويت ….وحينها سيصفق ترامب للعراق طويلا .