مشكلة ترسيم الحدود البرية والنهرية والتضاريسية والجزر الموجودة في البراري وفي البحار والمحيطات من اكثر المواضيع المعقدة والخلافية بين دولة واخرى وقد تصل فيها المفاوضات الى بعض الاحيان الى طريق مسدود قد تتطور الى شن الحرب والاقتتال والامثلة كثيرة في عالمنا المعاصر الحالي ومنها الحرب الروسية – الاوكرانية ،، والاستعمار الحديث قد عمق هذه الظاهر والتي تسمى بتوزيع الغنائم بعد الحرب العالمية الاولى والثانية ( غنائم الدولة العثمانية المنهزمة في الحرب ) بين الحلفاء .
وقد تعرضت بالداننا العربية الى هذا الاستعمار ( البريطاني والفرنسي والبرتغالي والايطالي ثم الاستعمار الامريكي ) فكان العراق من حصة الاستعمار البريطاني وفرنسا للمغرب العربي وباقي الدول العربية الاخرى فاول عمل قامت به بريطانيا زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وتهجير اهلها واشتقت الجولان من سوريا اما العراق فقد اشتقت منه الكويت التي كانت محافظة عراقي تابعة للبصرة حتى عام 1919 .
وكانت حكومة عبد الكريم قاسم اول الحكومات العراقية المطالبين بها والممهدين بضمها للعراق مجددا ثم حصل ماحصل عام 1990– 1991 عندما اجتاح الجيش العراق الكويت مجددا ،، وخلف ذلك تعرض العراق للعقوبات الدولية التي لازال يعاني من اثارها الشعب العراقي حتى يومنا هذا ودفع جميع التعويضات التي فرضت عليه .
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا فان التجاوزات الكويتية لازالت مستمرة على الحدود العراقية البرية منها والبحرية وشملت الحقول النفطية الحدودية المشتركة مع العراق وتؤكد الخرائط التاريخية بأحقية العراق الذي يمتلك 224 ميلا من الحقول النفطية باتجاه الخليج العربي وخور عبدالله ولازال العراق وخارجيته صامته إزاء هذه الخروقات.
صمت الخارجية العراقية وضعف الدبلوماسية العراقية اتجاه الخروقات والتجاوزات وسرقات النفط من الحقول المشتركة او على الشريط الحدودي العراقي او ضم الاراضي الحدودية يستدعي تدخل الجهات العليا المتمثلة بالبرلمان والحكومة من اجل ارسال رسائل ومذكرات وكتب رسمية للمجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة والى جميع الدول الصديقة لبيان مظلومية العراق لان هذه الخروقات والتجاوزات غير الشرعية من الجانب الكويتي وحق من حقوق العراق الاقتصادية .
ان هذا الملف الخطير والمعقد هو قنبلة مؤقته قد تنفجر باي لحظة والكويت التي انكوت بناره عام 1990 قد يتكرر مرة اخرى ولان الحكومات ان كانت وطنية او خائنة فانها زائلة والشعوب باقية تطالب بحقوقها فعلى الكويت ان لاتلعب بالنار وتستوعب الدرس قبل فوات الاوان
التاريخ الحديث يسجل جميع المواقف الوطنية للكتل والاحزاب وللشخصيات التي وقفت بحزم وثبات ولم تهدر او تتنازل عن ثروات البلد كما يسجل المواقف والخروقات والتجاوزات للشخصيات غير الوطنية او العميلة التي تامرت على بلدها.