نوهنا في المقالة السابقة الى اننا سنتطرق لموقف آل سعود من كرامة المواطن الخليجي.
ووصم الحكم في السعودية ( بالكيان السعودي ) جاء تجاوباً مع رأي الاخ الكاتب ( قيس المهندس ) حيث اكد في مقالته على ما معناه ان آل سعود اتبعوا نهجاً دكتاتورياً قاسياً لم يرعوي اي حساب من حسابات حقوق الانسان وحرية التعبير وحرية اختيار الحكم المتبعة في العالم المتحضر بعد ان تقلدت الحكم نتيجة اسناد ودعم من الحكومة البريطانية والكيان الصهيوني حيث ابدت تاييدها للمحافظة على دولة اسرائيل، الامر الذي يمكن اعتباره اغتصاباً للحكم وبالتالي ترتيب الاثر في التشكيك بشرعيته، لهذا يحق لنا اطلاق ( الكيان السعودي ) عليهم.
وقد وسع هذا الكيان من غلواءه وكبرياءه الذي عرف عنه بسبب مايملكه من اموال النفط والاسناد الامريكي الذي زوّده باسلحة ستراتيجية مهمة خوفاً من البعبع الايراني الشيعي الذي يساند القضية الفلسطينية دون شكوك.
فهو يحاول بعد هيمنته على دويلات الخليج ان يتمدد الى سوريا والعراق وهو يدرك جيداً بانه لاحاجة لامتداد نفوذه الى الاردن كون هذا البلد والكيانين السعودي والصهيوني وكذلك المغربي في خندق واحد وعلى خط واحد دائماَ.
فبعد ما قاموا به من ممارسات جلبت الويل والثبور على الدول الخليجية اثر دعمهم للمقبور صدام واسرافهم عليه من الاموال الطائلة التي زادت على المئتي مليار دولار باعترافهم كما نوه عن ذلك السيد حسن نصر الله الامر الذي ادى الى هروب تاريخي لحكام الكويت امام دخول قطعات الجيش العراقي لهذه الامارة ، ها هم اليوم يقومون بممارسة جديدة غير محسوبة العواقب ولا يمكن وصفها الا كونها مغامرة رعناء من اجل استمرار هيمنة آل سعود وفق النهج الذي بيناه.
وفي كل ممارسات الكيان السعودي لا وجود لرأي المواطن الخليجي باي حال من الاحوال فما على هذا المواطن الا القبول بكل ما يملى عليه من وضع سياسي مقابل حصوله على المال الذي يحتاجه في معيشته وكأنه كتب على الانسان الخليجي “ان يعيش لياكل لا ان ياكل ليعيش” وقد شاهد العالم كيف ادى هذا المنهج بالمواطن الكويتي الى تقبيل العلم الامريكي علناً بعد تحريره من الاحتلال الصدامي في واحدة من اهم الامتهانات التي اقر بها الكويتيون.
ان اسلوب آل سعود الفظ هذا معروف فانا شخصياً عايشته بنفسي والله على ما اقول شهيد، فقد شاهدت بام عيني كيف انقض رجال الامن في بيت الله الحرام على رجل عندما حاول التدخل ولكن بشيء من العتب البسيط وبكل هدوء لدى رجال الامن السعودي عندما لاحظهم ينقضون على رجل وامرأته في باب البيت الحرام ويتعاملون معهم بقسوة فما كان من هؤلاء الاجلاف القساة الا الانقضاض عليه هو الاخر ولم يستطع تخليص نفسه منهم الا بشق الانفس، وهو بالحقيقة انعكاساً لطبيعتهم البدوية الفظة.
فاذا كان تعامل هؤلاء مع من يسمونهم هم بضيوف الرحمن فكيف سيكون تعاملهم مع الآخرين؟.
ان زوال الكيان السعودي وما يمارسونه من ظلم وتعسف ودكتاتورية بحق الشعوب الخليجية وغيرها وتخليص المجتمع الدولي من الاساليب القاسية المتخلفة كقطع الرؤوس بالسيف وغيرها يجب ان يكوم محط انظار العالم المتحظر وجميع منظمات حقوق الانسان وغيرها من القوى الشريفة في العالم ولا شك ان من اهمها الامم المتحدة، والا فسوف لا نشهد شرق اوسط هادئ ومتحضر ابداً.
هذا الاسلوب والهيمنة على المواطن الخليجي بالذات يجعل المراقب ينظر الى شخصية وكرامة هذا المواطن بالاستصغار والازدراء رغم تمتع هؤلاء الخليجيون بما يسمى الترف المادي ولكنه ترف منقوص مخل بشخصية وكرامة هذا المواطن فالقوانين والطبيعة البشرية تؤكد على ان حرية الانسان ورأيه وكرامته اغلى من رغيف الخبز، ونحن نتكلم بصراحة هنا عن مواطني منطقة خليجية تتمتع برغيف خبز مرفه مقابل تخليه عن كرامة الحرية التي هي حق قبل ان يكون نعمة ما بعدها نعمة.
هذا الامر الجلل يجعل من حق ابناء شعوب الارض ومنها المواطن العراقي اعادة النظر بالتعامل مع مواطني الخليج العربي فان كانوا هم يرفعون شعار الافتخار بوضعهم هذا كما يفعل الاماراتيون مثلاً بقولهم ( اماراتي وافتخر ) فعلينا اقل ما نفعله بكل صراحة ازاء هذا الشعار الفارغ الذي لايحمل معناه الاخلاقي حسب ما مر اعلاه هو ان نرفع شعارنا عالياً وبملئ الفم وبكل عزة وشموخ ورفعة رأس ( عراقي وافتخر ) ان لم تنظر شعوب العالم الى هذه الفئة الخليجية بشيء من الازدراء والتعالي عليهم.
ان على حكام الكيان السعودي ان يعوا ويتفهموا بان العالم الحديث قد تغير وان اموالهم التي حصلوا عليها هم وبقية دويلات الخليج من النفط لايمكن ان تمكنهم بالاستمرار بنهجهم التعسفي ووضع المواطن الخليجي في هذه الزاوية الضيقة من الحرج والامتهان الى الابد.
وما زاد الطين بلةً هذه الحركة التي جاءت بشكل اجباري حيث لم يكن هنالك من خيار لآل سعود غير هذا الاجراء فانا شخصياً اجد لهم العذر في اتخاذهم هذه الخطوة الغبية فهم في وضع اقل ما يقال عنه ( مجبر اخاك لابطل ) بعد ان وصل الحال بهم الى تلمسهم الخطورة الحقيقية على حكمهم العائلي وهم يتخوفونه من جارهم اليمن المستضعف بسبب سياساتهم وعنجيتهم التي مضوا عليها فلايمكنهم الرجوع عنها بعد اليوم ولهذا نراهم لايحسنون الا الاعتماد على الالية الاعلامية المنافقة والمكشوفة فعلى سبيل المثال لا الحصر يشيعون في حملتهم الجديدة هذه بان الايرانيين يمنحون اليمني مئة دولار كل يوم اي ما يعادل ثلاثة آلاف شهرياً وكأن لدى ايران الامكانية المادية الكبرى لصرف المليارات من الاموال وليس السعودية من يقوم بهذا المنهج فحالهم هذه لاينطبق عليها الا المقولة ( رمتني بدائها وانسلت ) ولكنهم سيوصمون بالغباء المركب ان توهموا بان احداً من العاقلين سيصدق مزاعمهم واساليبهم الاعلامية المفضوحة. لهذا جاء دور الشعوب لتصحح تاريخها المخجل وتضع الامور في نصابها الصحيح وهو ما يبدوا انه سيبدأ فعلاً حيث مهدت له هذه الخطوة بعد ان وصل الكيان السعودي الى اوجه زمن الملك فهد وبدأ ناقوس الحكم في الانحدار كما توضحه نظرية الحكم وهو ما بدأته ما يسمى “بعاصفة الحزم “.
والله تعالى من وراء القصد.