23 ديسمبر، 2024 2:55 م

الكونفدرالية الكردية تعني الاعتراف

الكونفدرالية الكردية تعني الاعتراف

الكونفدرالية ليست هي عصا موسى , وتحتاج الى تغيير النظام السياسي العراقي , من فدرالي الى كونفدرالي , أي تعديل الدستور اللعين , ثم يخضع للتصويت عليه في إستفتاء شعبي .. وتجرى حاليا دراسة أكثر من مشروع , لشكل العلاقة المستقبلية ما بين الحكومة المركزية وأقليم شمال العراق .. وإذا ما أقرت الحكومة الاتحادية بهذا النظام السياسي للاكراد , فأنها تعترف ضمنا بالدولة الكردية .. لان الكونفدرالية تعني إتحاد بين دولتين أو أكثر من الدول ذات الاستقلال التام , بعد عقد معاهدة تحدد الاغراض المشتركة التي تهدف الدولة الكونفدرالية الى تحقيقها .. وكل عضو يتمتع بشخصية مستقلة عن الاخرى وتديرها هيئات مشتركة , وتصدر القرارات بالاجماع ..
هذه الصيغة في شكل العلاقة مع الاكراد , قد تفتح أبوابا من الجحيم على الحكومة الاتحادية مستقبلا .. لان السياسيين السنة ينظرون في هذه الايام من ثقب الباب , وقد يطالبون أيضا في رسم خارطة جديدة في تحديد علاقتهم مع الحكومة , على غرار الكرد .. فالاولى بحكومة حيدر العبادي أن تترك الاكراد يقررون مصيرهم بأنفسهم , وأن يؤسسوا دولة , بدلا من منحهم الكونفدرالية , على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها العبادي من الدول الكبرى , وفي الوقت نفسه يقود جحافل التحرير لتطهير الارض العراقية من براثن الارهاب ..
الكرد لدغوا أكثر من مرة , وباتوا لا يثقون بالسياسي الشيعي , ولا بالقواسم المشتركة في الوطن الواحد , ومن حقهم أن يحصنوا أنفسهم من القادم من الايام .. وقد نجحوا في إيصال المظلمة الكردية الى الامم المتحدة , ولكن إذا ما ألغي أو تأجل إستفتاء الانفصال عن العراق , بحصول السياسيين الكرد على بعض المكاسب والمغانم , فأن الاكراد لم ولن تقوم لهم دولة بعد الان , وسينتهي مفعول المناطق المختلف عليها .. عندئذ , سيرجع الاكراد الى بداية الخط الفاصل قبل الغزو الامريكي ..
وقد يتوهم السياسي العراقي أن إسرائيل وحدها من تناصر كردستان , لا بل هنالك بعض الدول الخليجية وأخرى عربية , التي أعطت الضوء الاخضر والاعتراف , في حال الانفصال عن العراق , لانها وببساطة , لا تريد عراقا موحدا مستقرا .. بأعتقادي , أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا يتلاعبون بالورقة الكردية , ويلوحون بها متى ما يرفض العراقيون مطلبا لهم , لان الجميع يدرك أن بيانا واحدا ومقتضبا من الرئيس الامريكي , ينهي كل هذه التوترات في شمال العراق .. وصرخة الاستفتاء هي مجرد مخدر فعال للشعب الكردي , لان يسكت ويصبر عن إستغلاله وظلمه , والزوبعة في طريقها للتأجيل حتى إشعار أخر , وسيكون الخامس والعشرين من أيلول فرحة شعبية , حينما أنتصر أبو نعال على الطغاة ..